زفر صاحبي زفرة حرى وقال: - تمنيت لو أملك عصا سحرية لأصلح بها ما أفسدته المادة في قلوب الكثيرين .. قلت: - لا تحرث في البحر .. أصارحك القول .. لاتستطيع فاحفظ شواردك تلك قلوب ران فيها صدأ.. قال - بالإيمان والحب نعالجها، ففي ذلك يكون علاج الأفئدة والقلوب.. قلت: _ أيجدي ذلك مع الحاقدين الذي يتوحشون بسواد الحقد ويتمنون لو أضرموا نار حقدهم على كل ابتسامة على الشفاه.. يعيشون في حرمان مع أنهم يملكون كل الأسباب ، وتناسوا ، أو نسوا أن الخير يعم والشر يخص. قال: - إنك تداوي بإكسير الحب فالقلوب لاتصلح إلا بتقوى الله والبعد عن مراتع الشر والفساد والرذيلة ، الذات اشراقة فرح وجمال وإخلاص وتفان وأمل مشرق وسعادة ترفرف في سلام. قال: - فما قولك في الزاحفين من ورائنا ويطعنون من الخلف؟ قلت: - أشر الفئات، ولكن قل لي بربك لو بالفعل ملكت تلك العصا السحرية هل ستعملها في كل الناس. قال بأسى: - ألم يجرحني أعز الأصدقاء.. فكرهت الصداقة والأصدقاء، لذلك توخيت أن أنشد لنفسي عالماً غير عالمي وأصدقاء غير أصدقائي. قلت: - إنك تطلب شيئاً محالاً .. بعد أن ضعف الإيمان في القلوب. قال وهو يودعني: - صدقت يا أخي .. نسأل الله أن يعمر قلبي وقلبك وقلوب المسلمين بالإيمان وصدق المصطفى صلَّى الله عليه وسلَّم حين قال:" لايؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه". ص.ب 52986 جدة 21573