الأحساء كأية مدينة، من مدن مملكتنا الحبيبة، تحمل ماضيها بين يدي حاضرها، ولها عاداتها وتقاليدها وطقوسها الخاصة بها، ومن الأعراف السائدة، طقوس منتشرة للخطبة والزواج.. الخطبة: إذا قرر الأب والأم تزويج ابنيهما، ووافق الابن، يتم الاتفاق بينهما لاختيار الزوجة المناسبة، والتي تتوفر فيها الشروط المطلوبة، من أخلاق وتربية صالحة، ومن أسرة كريمة، وهي أما تكون ابنة عم أو ابنة خال أو ابنة عمة أو خالة أو من الجيران. وبعد تحديد البنت، يذهب الأب لخطبتها، وبعد الموافقة، يدفع المهر المقرر، من 3 آلاف إلى 5 آلاف ريال، وكل هذا يتم، دون معارضة، من قبل الخاطب أو المخطوبة، بل يكون السمع والطاعة للوالدين، ويتم تحديد يوم الزواج، وهو أما ليلة الخميس أو ليلة الجمعة. الدعوة: ولصغر مساحة المنطقة ميزة!! بحيث يكلف والد الزوج، رجلاً ممن يثق به، من خيرة الرجال، وله معرفة بأهل الحارة التي يعيش فيها، فيرسله إلى من يريد دعوته، من جيران وأقارب وأصدقاء، ويبلغهم الدعوة، والمشاركة معهم أفراحهم، وتناول وجبة الغداء، وفي أثناء تناولهم الوجبة، يقوم والد الزوج بدعوتهم علانية لوجبة العشاء، في المنزل الذي يتم الزواج فيه ( أكبر بيت في الحارة) ويقوم الرجل بتفقد المدعوين ويتعرف على من تخلف عن الحضور!! وذلك لوجود أعراف اجتماعية، تؤكد على العتاب أو الرد بالمثل في عدم تلبية دعوته مستقبلاً أو الأطمئنان عليهم، ويخبر أصحاب الزواج بأسمائهم. العرس( الزواج): يقوم كل من أهل الزوجين، لهذه المناسبة السعيدة على قلوبهم، بتجهيز العروسين، وشراء مستلزمات العرس، من مواد غذائية ولحوم من (بقر أو غنم أو جمال). وينقسم الزواج في تلك الأزمنة إلى قسمين: يوم الغسول يوم الحناء. الغسول خاص بالزوج، ويحدد يوم الخميس، ويعمل وليمة غداء، ويذهب العريس مع زملائه لإحدى العيون، المنتشرة في أرجاء البلد، مثل عين ( أم سبعة والجوهرية والحويرات)وغيرها الكثير، ويتغسل بها ويلبس الملابس الجديدة والحذاء الجديد، حتى أن العريس يتغير علينا شكله! لشدة النظافة. وكذلك تفعل الزوجة، بحيث يذهب بها لإحدى الحمامات النسائية، والموجودة في عين (أم سبعة)- وهي خاصة بالنساء- وترتدي الملابس الجديدة، ويعلو الولاش ( الزغاريد) والأناشيد والتصفيق. أما الحناء فتقوم أم العروس بتجهيز الحناء، وتكليف امرأة متخصصة في هذا المجال ( النقش) وتعمل الزخارف الجذابة، في يديها ورجليها، لتلفت انتباه الزوج، أما بقية النساء فيرددن القصائد والأناشيد الخاصة لهذه المناسبة. الرجالة: يتم اختيار كل من أهل الزوج والزوجة، امرأتين صالحتين، من خيار النساء، وتتصف بالأمانة والصدق، وظيفتهن خدمة الزوج والزوجة، والقيام بكل شؤونهما، والمحافظة عليهما، وتوجيه بعض الإرشادات الخاصة بالعلاقة الزوجية، وتعلم العروسة واجباتها تجاه زوجها. ( الرجالة) تكون من أقارب الزوج وأقارب الزوجة. الزفة: يوم الزفة، تنتقل الزوجة من بيت أهلها إلى بيت الزوج، وبعد انتهاء الزواج أي بعد 4 ايام من بداية العرس أو 5، وعند انتقال الزوجة إلى بيت الزوج، تقام مناسبة كبيرة، وتزين العروس ويزين بيت العريس ابتهاجاً بهذه المناسبة، وتقام وليمة احتفالية تسمى ( الزفة) وتستمر الحياة الزوجية في بيت أهل الزوج، وتقوم الزوجة بخدمة والد الزوج ووالدته، ويسودهم الفرح والسرور والراحة النفسية، تحت سقف واحد، وتكثر الأسرة وهي مترابطة، متحابة. عبد الله بن سعد العيسى