الحديث عن زفات الأعراس معناه الفرح والسرور، وتتنوع هذه الزفات في السعودية من منطقة لأخرى، وتزيد أو تنقص بحسب اختيار أهل العريس لنوعية الزفة، حيث يحلم كل عروسين بالتميز والإبهار في ليلة زفافهما، ويحرصان على متابعة أدق التفاصيل لفقرات الحفل حتى يصبح زفافهما مميزاً عن باقي الحفلات الأخرى. وتختلف أنواع وأسعار هذه الزفات بحسب طلب العروسين، فمنها ما يتم إعداده وتسجيله قبل مراسيم الزواج لعرضها في الليلة مسجلة، وأخرى تعرض مباشرة في نفس الليلة يصحبها الطبول وأهازيج الفرح. هذا الطلب الشديد على زفات الأفراح جعل الكثير من أصحاب الأصوات الجميلة التوجه لإحياء هذا اللون الفرائحي، وجعل التنافس على أشده بين المجموعات الإنشادية لتقديم الأجمل والأروع في ليلة الزفاف. للنساء فقط ومن ينظر إلى حفلات الأفراح في السابق يجد أن الزفات كانت تختص فقط بالنساء دون الحاجة إلى إحياء زفة مشابهة للرجال، ولكن في الفترة الأخيرة نمت ظاهرة الزفات الخاصة بالرجال والتي يقوم عليها رجال يحضرون حفل الزفاف ويقومون بزف العريس إلى المسرح، ويشاركه فيها أهله ومحبوه من الأصدقاء. وتمتد الزفة ما بين 10 دقائق إلى 15 دقيقة، تختلط فيها الأناشيد هادئة الإيقاع والأناشيد الصاخبة التي تكون غالباً في نهاية الزفة، حيث يتراقص فيها العريس الحضور لتختتم بذلك الزفة ويذهب بعدها الحضور لتناول وجبة العشاء. ويشرح محمد ملا، رئيس فرقة شعبيات، مظاهر الزفة السعودية حيث يقول: يقف الجسيس في الصف الأول ويذهب إلى بيت العروس ومعه الموكب والبواخر المحملة بالفواكه والهدايا التي ترسل إلى بيت العروس، ويقوم بإلقاء المجس وهو موال له نغمات خاصة بأهل الحجاز، وفي المآدب توضع الحلويات والهدايا للعروس وتسمى “الدفعة”. ويشير ملا إلى عادات أهل المدينة في الزفات فيقول: وأما أهل المدينة فتختلف عاداتهم، حيث يكون لديهم ما يسمى (خطيب) و(نجيب)، فأهل العروس يحضرون “جسيساً” وأهل العريس يحضرون “جسيساً” آخر، ويبدأ كل منهما بإلقاء المديح، ليرد عليه الآخر، مما يجعل التنافس بينهما واضحاً. أنواع الزفات وتختلف زفات الأفراح من حيث اللحن والكلمات والإيقاع وخطوات الرقص، فالزفة الحجازية والسامرية والزفة المديني وزفة أهل جدة كلها تكون بالدفوف وتحتوي على صفين من الرجال يلقون الأناشيد، لكن الاختلاف يكون في الخطوات، ويأتي على رأس هذه القائمة “الزفة الشرعية القديمة”. وتتميز الزفات الشعبية بالملابس التراثية القديمة، حيث تقوم النساء كبيرات السن بلبس الزي التراثي القديم مثل المحرمة والمدورة وأزارير السديري من الذهب، ويحملون معهم البقشة. وأما الرجال فيلبسون السديري وطواقي الصندقة، ويستخدمون الدفوف، وذلك في الزفة السامري والشرعي، وهذه الأنواع مختصة بأهل مكةوجدة. أسعار الزفات وللحديث عن أسعار زفات الأفراح، فتختلف الأسعار باختلاف المؤدي من ناحية، كما أن زفات النساء أغلى من زفات الرجال، حيث يقل لديهن الإقبال على الزفات القديمة ولا يوجد عند كثير منهن الحنين إلى الماضي، فيفضلن الزفات الحديثة ووجود المطربات، حيث يصل سعر الزفة قرابة 7 آلاف ريال، حيث تقوم المطربة بالغناء واستخدام الأدوات الإيقاعية بالإضافة إلى حضور الزفافات وتكون غالباً أربعة نساء يمثلن “كورال” للمطربة. أما بالنسبة للرجال فيختلف الوضع باختلاف البرنامج المعد للزفة، ففي بعض الأحيان يكون البرنامج كاملاً ويحتوي على الزفة والمزمار والدوسري والسبيطي فيتراوح سعر الزفة حينئذ بين 5 آلاف أو 6 آلاف ريال، خصوصاً أن بعض الناس يرغبون في أن يكون الصوت جهورياً، فبدلاً من أن تكون هناك أربع زفيفات مثلاً يصبح عددهم 6 منشدين يمثلون “كورالاً” للمنشد، وأما الزفة العادية فيترواح سعرها بين 2500 و3000 ريال. زفات مسجلة ونتيجة للتطور في إنتاج زفات الأفراح، اتجه بعض المهتمين بالوسط الإنشادي إلى إنشاء استوديوهات لتسجيل طلبات الزفات لعرضها ليلة الفرح لتكون بديلاً عن المطربات اللاتي يحيين السهرة، وتتميز هذه الزفات أنها تحتوي على اسم العروسين، وتتطلب هذه الزفات مجهوداً كبيراً وتجهيزاً مسبقاً من حيث اختيار الكلمات واللحن قبل الفرح بفترة شهر تقريباً، وقد تقتصر هذه الزفة على اسم العروسين فقط، وهناك من يفضل إضافة أشماء أخرى كأم العريس ووالد العروس، مما يجعل الزفة أكثر طولاً وأغلى سعراً. ومن جانب آخر هناك من يفضل الزفة التي تتخللها مقاطع من أغان مختارة، ويتم تدريب العروسين على خطوات المشي والنزول على السلالم لتتناسب مع طبيعة هذه المقاطع، التي تبدأ بمؤثرات الاستعداد للزفة، والتي من الممكن أن تكون غربية أو شرقية إلى أن يصلا إلى الكوشة. طلب أوسع ويؤكد المنشد السعودي محمد الجبالي الزفات التي تخلو من الأدوات الموسيقية يكون عليها الطلب أكثر، وقال: أكثر المجتمعات تفضل هذا النوع من الزفات (الخالية من الموسيقى) حتى ترضي جميع الحضور، فكثير من أهل العرسان لا يفضلون الموسيقى من باب أن العض يريد أن يبدأ حياته بشكل صحيح بعيداً عن الحرام. ويضيف الجبالي: يتم الاتفاق بين المؤسسات الإنشادية وبين المنشدين لعمل زفات الأفراح، حيث يقوم العريس بالاتصال بالمؤسسة لطلب الزفة، وبدورها تقوم المؤسسة بالترتيب مع المنشد الذي طلبه العريس وتنسيق أنشودة الزفة المطلوبة لاستبدالها بأسماء العروسين. كما يؤكد الجبالي أن هناك بعض الطلبات تأتي للمنشد نفسه من غير اللجوء للمؤسسة، ويقوم المنشد بالتنسيق بينه وبين العريس لاختيار الزفة المطلوبة. وحول أسعار الزفات المسجلة، أوضح محمد الجبالي أن أسعار الزفات الجاهزة تتراوح بين 2000 – 4000 ريال، حيث يقوم المنشد فقط باستبدال الأسماء الموجودة بأسماء العريسين، مشيراً إلى أن هناك بعض الزفات الخاصة وهذه تؤدى مرة واحدة فقط، وتكون خاصة للعريس، وأكد أن أسعار الزفات الخاصة أغلى بكثير من الزفات الجاهزة فقد يصل سعرها 8 آلاف ريال.