بمشاركة الجالية اليمنية في محافظة ظهران الجنوب شرق منطقة عسير أقام الشاب اليمني علي ناصر مراد (22عاما) حفل زواجه وفق عادات الزواج اليمني الذي يميز المجتمع اليماني عن غيره. وقال العريس علي مراد إن كثيرا من طقوس الزواج في اليمن اختفت في كثير من المناطق والمحافظات اليمنية، ولم يعد يتمسك بها غير قاطني القرى والأرياف. وعن مراحل وتقاليد الزواج التي أحياها في عرسه قال "هناك مرحلتان أساسيتان، مرحلة ما قبل الخطبة، ومرحلة ما بعدها، والتي تتمثل في العقد وتحديد المهر والدفع والزقرة، وحناء العروس ثم الدخلة. وأضاف أن "الأم تلعب الدور الأساسي في إتمام الخطبة، وهي تركز في البداية على المعايير الجمالية، وتطلب من إحدى صديقاتها التوجه إلى عائلة العروس لمراقبتها على مستويات أخرى كاللباقة، والخدمة المنزلية، والاحتشام، ويحصل هذا دون إشعارها أو عائلتها بذلك. ثم ما تلبث أن تعود هذه الصديقة, بالجواب على طلب والدة الشاب، بالإيجاب، فتخبر الأم زوجها بذلك". وبمجرد أن يقتنع الأب بالفتاة المقترحة من طرف زوجته، تقوم الأم بالخطوبة الأولى حيث تطلب من بعض جاراتها أو قريبات الابن كالعمة والخالة مرافقتها في زيارة إلى عائلة الفتاة، وما إن يصلن حتى يتم الترحيب بهن، وتتقدم إحداهن لإطلاع أم الفتاة بهدف الزيارة، ولا تقدم أم الفتاة الجواب النهائي وتطلب من ضيفاتها مهلة للتشاور مع زوجها، وهي في العادة إشارة أولى لقبول الفكرة دون الحسم النهائي فيها". وقال مراد "تقوم أم الشاب بزيارة ثانية إليها لاستقصاء الخبر النهائي، فإذا حصل القبول أعلمت بذلك، وإذا كان العكس فالرفض يتم بلباقة وأدب، وعند الموافقة تقف مساعي الأم لتفسح المجال للأبوين للتداول في أمور الزواج، ويزور والد العريس أسرة العروس ومعه مستلزمات الخطبة الرسمية من ألبسة وهدايا، وتتم الجلسة الأولى الرسمية بين العائلتين. وتابع قائلا "قبل الزفاف بيوم تتوجه العائلة إلى بيت أهل الفتاة صباحا، ويتم ذبح الذبيحة الذي يعد إعلانا رسميا في الثقافة القبلية اليمنية عن المصاهرة بين العائلتين، وفي اليوم التالي تبدأ مرحلة العرس بعد صلاة الفجر ويسمى "الزقرة" حيث تقوم امرأة تسمى "الماشطة" بتحجيب العروسة بحرير تغطيه من رأسها إلى قدميها، ويهدي العريس عروسه عقدا وخاتما ذهبيا، وبعد عصر يوم "التحجية" تزين "الماشطة" العروسة بوضع الطيب على شعرها وتضفره، وتخلط معه المشموم والكادي وتظل العروس في الحجبة لا يراها أحد لمدة يوم". وأشار مراد إلى أنه "في اليوم الثاني تقيم أم العروسة حفل غداء للنساء تدعو فيه الأهل والأقارب والمعارف وصديقات العروسة، وفي هذا اليوم يمارس الرجال ألوانا من الرقص الشعبي. أما عن ليلة الدخلة فقال مراد "ليلة الدخلة يدخل العريس هو ووالد العروس بعد إشعار الحاضرات بقدومهما، فتقوم كل النساء المتواجدات في القاعة بارتداء الجلباب والنقاب، وبعد أن يدخل كل من العريس ووالد العروس إلى القاعة يقوم الأب بتقديم ابنته إلى العريس، ويجلسان على الكوشة، وتبدأ الزفة, بعد ذلك يأخذ العريس زوجته إلى منزله ليكشف عن وجهها، ويقرأ الفاتحة، ويردد الدعاء الخاص بهذه المناسبة "اللهم إني أسألك خيرها وخير ما جبلت عليه، وأعوذ بك من شرها وشر ما جبلت عليه".