واصل ضباط باكستانيون أمس الاحد استجواب عضو بارز في تنظيم القاعدة وخبير في التمويل والامداد اعتقل في مدينة لاهور بشرق البلاد ليلة السبت الماضي فيما وصفه مسؤولون امريكيون بأنه تطور مهم. وقالت مصادر بالمخابرات ان المغربي ياسر الجزيري الذي تلقى تعليمه في الولاياتالمتحدة نقل الى العاصمة اسلام اباد لاستجوابه. ويعتقد ان الجزيري متورط في عمليات الاتصال والايواء والتمويل والامداد للقاعدة بالاضافة الى انشطة الاعمال الخاصة بالتنظيم ولكن ليس كمخطط عمليات او هجمات. وقال مسؤول امريكي في واشنطن: انه مهم. انه قائد بارز في القاعدة. وجاء اعتقال الجزيري بعد اسبوعين من القبض على خالد شيخ محمد في مدينة روالبندي الشمالية والذي يوصف بأنه الرجل الثالث في تنظيم القاعدة ويشتبه في انه من بين العقول المدبرة لهجمات11سبتمبر2001 على الولاياتالمتحدة. كما جاء اعتقال الجزيري ايضا بعد يوم واحد من الغاء واشنطن العقوبات المفروضة على باكستان منذ انقلاب الجنرال برويز مشرف عام 1999 وهو ما يمهد الطريق لحصول اسلام أباد على ما يزيد على 250 مليون دولار من المساعدات الاقتصادية. واعتقلت باكستان الحليف الرئيسي في الحرب الامريكية ضد الارهاب اكثر من 400 من اعضاء القاعدة وطالبان في مداهمات بكافة انحاء البلاد وسلمت معظمهم الى السلطات الامريكية. وقال مصدر بالمخابرات ان الجزيري قال للضباط الذين اعتقلوه انه تحدث الى زعيم القاعدة اسامة بن لادن منذ خمسة شهور ونصف الشهر من بلدة سبين بولدك الافغانية قرب الحدود الباكستانية مستخدما معدات اتصال لا يتجاوز مداها 300 كيلومتر. ويقول مسؤولون امريكيون ان الجزيري وهو واحد من ثلاثة اعتقلوا في لاهور امس هو عضو بارز لكنه ليس على مستوى خالد شيخ. وقال احدهم: ليس من القيادة العليا للتنظيم لكنه مهم. واعتقل الجزيري مع افغاني شهرته جعفر دون ابداء مقاومة في غارة على شقة من غرفة واحدة باحدى ضواحي لاهور. وقالت مصادر مخابرات ان خبراء محليين مازالوا يحاولون فك شفرة الدخول الى جهازي كمبيوتر محمولين وبعض الاقراص المدمجة التي عثر عليها في منزله. وقالت المصادر ان رجلا ثالثا وهو باكستاني قاتل في صفوف القاعدة في افغانستان اعتقل في غارة ثانية في نفس المنطقة في وقت لاحق من ليلة السبت الماضي. ووقعت سلسلة هجمات بقنابل استهدفت بالاساس اهدافا غربية ومسيحية في باكستان منذ 11 سبتمبر 2001 وربط بين القاعدة والعديد من تلك الهجمات. وتقول مصادر بالمخابرات ان ناشطي القاعدة بدأوا مؤخرا في تشكيل تحالفات مع الجماعات الاسلامية الباكستانية وتنشيط خلايا في باكستان. وقال مصدر ان مزيدا من مسؤولي القاعدة البارزين قد يكونون مختبئين في مدن باكستانية. وعلى صعيد آخر في أفغانستان انتشرت وحدات خاصة ايطالية للمرة الاولى منذ الحرب العالمية الثانية في منطقة معارك وتولت مراقبة قاعدة متقدمة تابعة للتحالف الدولي بولاية خوست الافغانية الواقعة على الحدود مع باكستان. وتمركز 500 قناص بقيادة الجنرال جورجيو باليستي في "معسكر سالرنو" الذي كان حتى الآن تحت امرة الامريكيين، ويشكل قاعدة متقدمة هامة للتحالف على طول احدى الطرق الرئيسية لتسلل المتطرفين المتواجدين في هذه المنطقة الحدودية التي لا تزال غير خاضعة لاي رقابة. وجرت مراسم انتقال امرة الموقع ورفع العلم الايطالي بحضور ضباط كبار وجنرالات في التحالف الدولي، وبينهم الجنرال الامريكي جون فاينز قائد القوات الامريكية في افغانستان. واعلن الجنرال باليستي "انه مدرك لنوع الاعمال المعادية التي يمكن ان يواجهوها مضيفا ان رجاله"على استعداد للقيام بهذه المهمة الجديدة".