يواجه رئيس الوزراء البريطاني طوني بلير موقفا صعبا يهدد مستقبله السياسي بعد اصراراه على المضي قدما لخوض الحرب مع الولاياتالمتحدة ضد العراق فقد استقال خلال يومين فقط ثلاثة وزراء آخرهم جون دينام الوزير بوزارة الداخلية امس احتجاجا على سياسة بلير ازاء العراق. ويأتي قرار دينام بعد استقالة روبن كوك وزير شؤون الحكومة في مجلس العموم من منصبه يوم الاثنين واستقالة اللورد فيليب هنت وزير الدولة البريطاني لشؤون الصحة امس الا ان قرار كلير شورت وزيرة التنمية الدولية البقاء في الحكومة سيكون مصدر ارتياح لبلير. وقررت شورت التي كانت قد تعهدت بالاستقالة بعد ان اتهمت بلير باتباع سياسة (متهورة) في أزمة العراق البقاء في الحكومة ولكنها اضافت الا انني انتقد بشدة الطريقة التي يجرى التعامل بها مع ازمة العراق. ويتوقع ان يزداد التمرد وسط نواب حزب العمال البريطانى الحاكم على توصية الحكومة الداعية لمساندة العمل العسكرى ضد العراق بدون صدور قرار من مجلس الامن الدولي يخول ذلك. من جانبه اكد روبن كوك ان رئيس الوزراء توني بلير لا يستطيع الدخول في حرب بدون دعم النواب.وقال كوك الذي كان وزيرا للعلاقات مع البرلمان لشبكة البي.بي.سي: سيكون من المستحيل على بلير الدخول في حرب بدون دعم مجلس العموم. واضاف: يمكن ان يكون لمجلس العموم تاثير حاسم كاشفا ان الامر يتعلق ايضا باعادة البرلمان الى قلب عملية القرار السياسي الخارجي. وسعى كوك الى طمأنة النواب العماليين الذين مع معارضتهم الاشتراك في حرب على العراق بدون تفويض من الاممالمتحدة لا يستطيعون اقالة توني بلير الذي اتى بهم الى الحكم بعد 18 عاما في المعارضة.وقال كوك: انه ليس تصويتا على الثقة في توني بلير. فهو المع زعيم عمالي عرفته في حياتي، واريد ان يستمر. وانتقد موقف الحكومة البريطانية التي بعد ان حاولت سدى حمل مجلس الامن على التصويت على قرار ثان يجيز الحرب اكدت اليوم ان استخدام القوة مبرر حتى بدون قرار. وقال: لا يسعنا، الان وقد فشلنا، ان نزعم فجأة انه لم يعد (القرار) مهما. انه مهم وعلينا الا نضع انفسنا في موقف نتحرك فيه خارج الاممالمتحدة بطريقة ستلحق الضرر بسلطة المنظمة الدولية.