أعلن العاهل المغربي الملك محمد السادس خلال جولته بشرق المغرب بمدينة وجدة عن مبادرة لتنمية الجهة الشرقية ترتكز على أربعة محاور تهدف إلى تحفيز الاستثمار والمقاولات الصغرى والمتوسطة للشباب، وتزويد الجهة بالتجهيزات الأساسية، وإعطاء الأولوية لمشاريع اقتصادية هامة، فضلا عن النهوض بالتربية والتأهيل وتفعيل التضامن . وأوضح محمد السادس في خطاب بمناسبة زيارته الرسمية إلى الجهة الشرقية للمملكة أنه سيتم في هذا الإطار اعتماد آليات للتمويل والمتابعة والتقييم، في التفعيل الملموس للمبادرة الملكية مؤكدا أن هذه الأخيرة تأتي تجسيدا لعنايته بهذه المنطقة، ذات الإمكانات الهامة والمؤهلات البشرية، المتميزة بالإرادة القوية، والجدية في العمل ، معلنا أن هذه المبادرة ستنطلق بتخصيص ثلاثين مليارا من السنتيمات تضاف إليها مساهمات عدة مؤسسات، لتمويل مشاريع المقاولات، وضمان القروض الممنوحة لها، وذلك سعيا للتخفيف من بطالة فئات من شباب الجهة وتوفير وسائل العمل والتشغيل الذاتي . وفي إطار هذه المبادرة حث العاهل المغربي حكومته على أن تجعل ضمن أولوياتها إنجاز البنيات الأساسية التحتية الضرورية للجهة، كالطريق السيار بين مدينتي فاسووجدة عبر مدينة تازة والسكة الحديدية بين بلدة تاوريرت ومدينة الناظور مع الإسراع بإنجاز الطريق الساحلي الشمالي وتوسيع وإصلاح الطريق الرابط بين مدن الناظورووجدة وفكيك . محمد السادس قرر كذلك إحداث منطقة حرة بمدينة الناظور المحاذية لمدينة مليلية المحتلة من قبل إسبانيا ، تضم إلى جانب الميناء مناطق اقتصادية وتجارية وصناعية وسياحية، وذلك بهدف فتح بوابة متوسطية أمام تنمية الجهة الشرقية، فضلا عن إسهامها في النهوض بالاقتصاد المغربي وتعزيزها للمركب الضخم لميناء طنجة المتوسط. وتأهيلا للموارد البشرية اللازمة للتنمية الإقليمية، أعلن محمد السادس عن اتخاذ قرار ب "إحداث كلية للطب ذات مركز استشفائي جامعي، تعزيزا للمؤسسات الجامعية ومعاهد التكوين بهذه الناحية وذلك بهدف تكريس الدور الريادي لمدينة وجدة العريقة، كعاصمة للجهة الشرقية . وبخصوص المجال الاجتماعي أكد ملك المغرب أن مبادرته تولي فائق الاهتمام للفئات المعوزة داعيا جلالته سكان المنطقة إلى التشبث بقيم التكافل المعهود فيهم وحث مؤسسة محمد الخامس للتضامن على بذل المزيد من الدعم للأعمال الخيرية، وعقد مختلف أشكال الشراكة مع النسيج الجمعوي المحلي . وقال إننا نحث القوى الحية لهذه الجهة، على بذل المزيد من العناية للنهوض بمنطقتهم، والانخراط في المجهود الجماعي التنموي والتضامني، الذي نقوده لمحاربة الفقر والتهميش ، وكل نوازع التطرف ، التي لا مكان لها في مجتمعنا المتميز بأصالته وانفتاحه الحضاري . وأضاف إننا لنعول عليكم لجعل هذه المبادرة بمثابة التزام مشترك بيننا، حتى تتبوأ هذه المنطقة المكانة المرموقة، التي نريدها لها، كقطب محوري مغاربي ، وجسر متين لحسن الجوار، والأخوة الصادقة مع الشعب الجزائري الشقيق ، الذي نتمنى له كل الخير، لما يجمعنا وإياه من روابط التاريخ ، وتحديات الحاضر، وتطلعات المستقبل.