بدأت اليوم بمدينة أصيلة شمال المغرب فعاليات الدورة الواحدة و الثلاثين للمنتدى الثقافي الدولي الذي ينعقد بمشاركة نخبة من رجال السياسة والدبلوماسيين ورجال الفكر والمثقفين والأكاديميين والإعلاميين من مختلف دول العالم العربي وأوربا وأمريكا. وقد افتتح المنتدى بتنظيم ندوة في موضوع / التعاون العربي الإفريقي-الإيبيرو-لاتينو-أمريكي .. الحكومات والمجتمع المدني / تنظمها مؤسسة منتدى أصيلة في إطار هذا الموسم الثقافي الدولي. ووجه العاهل المغربي الملك محمد السادس رسالة خلال افتتاح الندوة للمشاركين، اعتبر فيها أن التعاون الإقليمي جنوب-جنوب يعد من صميم التوجهات الدولية الراهنة, التي يجري بشأنها نقاش واسع, لم يعد منحصرا في الدوائر الأكاديمية, بل أصبح منفتحا على مكونات المجتمع الأهلي, كقوة مؤثرة في العلاقات الدولية, وذلك بعمله على تعزيز سبل التواصل والتقارب بين الأمم والشعوب, وانخراطه في جهود التنمية. وأعرب العاهل المغربي في رسالته التي تلاها وزيره في الخارجية، عن ارتياحه لإطلاق شراكة طموحة بين المنطقة العربية ودول أمريكا الجنوبية, و التي كان للمغرب دور رائد في وضع إطارها المؤسسي,مبرزا أن هذه الندوة ستشكل فرصة سانحة لمواصلة التفكير في القيمة الإستراتيجية لهذه الشراكة, وفي امتداداتها على مستوى الفضاء الأطلسي, في إفريقيا الغربية وأمريكا الجنوبية وأوروبا, و لاستحضار المخاطر المحدقة بدول المنطقة, وكذا الرهانات الجسيمة التي تفرض التضامن والعمل الجماعي, لصيانة استقرار دول المنطقة, والحفاظ على وحدتها وسلامتها من نزوعات البلقنة, والعمل المشترك لضمان مستقبل أفضل للأجيال القادمة. وشدد العاهل المغربي على أن الرهان المطروح الآن يتجلى في مد جسور الحوار الفكري, والانفتاح المعرفي, وعلى انخراط فعاليات المجتمع الأهلي في هذا التوجه, بكل استقلالية والتزام, لزرع بذور الثقة المتبادلة باعتبارها عماد أي شراكة مثمرة وقابلة للاستمرار. واعتبر العاهل المغربي أن الحكومات مدعوة لتمكين النسيج الجمعوي من الدعم المادي والمعنوي الضروري, وتوفير الإطار القانوني الملائم, لضمان استقلاليته, ليساهم بكل وعي ومسؤولية في ترسيخ قيم المواطنة الملتزمة, وفي تطوير الممارسة الحديثة للديمقراطية, وفي النهوض بالتنمية الشاملة. وأعرب العاهل المغربي في الأخير عن ثقته في أن ما ستعرفه هذه الندوة من تبادل للأفكار, المعبرة عن مشارب فكرية متعددة, سيرسخ نهج الحوار الموضوعي المتحرر من الأحكام الجاهزة والتصنيفات النمطية,و المؤسس على القيم الكونية المثلى, لبناء الديمقراطية على أسس التنمية المستدامة والحكامة القويمة. // انتهى // 0139 ت م