ان اي بناء حضاري لاتبنيه الا الكلمة البناءة الكلمة العلمية والفكرية والأدبية فأي حضارة تقوم بلا علم ولا فكر ولا أدب؟ فالعلم ينيرها ويملكها ادوات البناء والفكر يوجهها وينبهها ويعالج اخطاءها والادب يهذبها ويسمو بها نحو الفضيلة والخير والسلام ولابد لتلك الركائز الثلاث من كلمة تترجمها وتعبر عنها ليتم عبرها التفاهم والتواصل بين الناس وتحقيق الانسجام والاتفاق فيما بينهم نحو بناء حضارتهم وكيفية ذلك البناء وماهيته والعلماء والمفكرون والادباء هم صناع الحضارة في اي امة من امم الارض وفي اي بقعة فيها لذا يتوجب علينا جميعا الاهتمام بهم واعطائهم حق قدرهم واحترامهم والعناية الفائقة بهم وتسخير كل مالدينا من امكانات معنوية ومادية لخدمتهم وتسهيل مهماتهم ومن تلك الامكانات وسائل الاعلام التي يجب ان تمنحهم جل وقتها وتستنفد عليهم كل طاقاتها واهتمامها. فالمؤسف انها لاتوليهم مايجب عليها من اهتمام وتقدير وعناية فاذا استضافت على سبيل المثال شخصية علمية او فكرية او ادبية خصصت لها وقتا يسيرا من وقتها او مساحة قليلة من مساحتها الصحفية متذرعة بضيق الوقت او المساحة لكثرة البرامج والموضوعات فما ان تتحدث احدى الشخصيات المستضافة في امر مهم او قضية حيوية وخطيرة الا وقاطعتها بانهاء اللقاء دون استحصال الفائدة المرجوة التي يستفيدها المتلقي متحججة بحجج واهية لا تبرر خطأها بحق اولئك الصناع الكبار بينما نجدها تولي صغار الناس جل اهتمامها كالرياضيين والفنانين وتخصص لهم الوقت الطويل وتفرد لهم الصفحات الكثيرة التي تغطي كل تفاصيل حياتهم دون ان تتحجج بضيق الوقت او المساحة الورقية وهذا انتكاس خطير في المفهوم واي امة تنتكس مفاهيمها اقرأ عليها الفاتحة وقل عليها السلام.