خرج آلاف المتظاهرين الى الشوارع في عواصم ومدن العالم مواصلين احتجاجهم ومعبرين عن رفضهم للغزو الامريكي البريطاني للعراق واضطرت الشرطة الامريكية امس في نيويورك الى اعتقال عشرات الاشخاص في ختام تظاهرة ضمت مسيرة شارك فيها عشرات الآلاف من الاشخاص احتجاجا على الحرب.وسار المحتجون لاكثر من خمسة كيلومترات في برودواي وهم يرددون هتافات من بينها (لا للدم من اجل النفط). وحمل البعض لافتات كتب عليها عبارات مثل (اعيدوا جنودنا الى الوطن). وقال احد المشاركين في المسيرة (انها الحرب الخطأ في الوقت الخطأ والمكان الخطأ). ولدى وصول الموكب الى مكان انتهاء المسيرة في (واشنطن سكوير) في وسط منهاتن تواجهت مجموعات صغيرة من المتظاهرين الذين كانوا يرفضون المغادرة، مع قوات الشرطة. و تجمع ما بين 200 الى 300 شخص في حديقة لافايت قبالة البيت الابيض لنحو ساعة قبل ان يقوموا بمسيرة في الشوارع.ورفع المحتجون لافتات كتب على احداها (بوش لا يتحدث باسمي). ولم يكن الرئيس جورج بوش في البيت الابيض لانه يقضى عطلة نهاية الاسبوع في منتجع كامب ديفيد الرئاسي في ماريلاند والشهر الماضي تمكن منظمو تظاهرة امس من جمع اكثر من مائة الف شخص في محيط مقر الاممالمتحدة لكنهم لم يحصلوا من بلدية المدينة على اذن بتنظيم مسيرة. ونظمت تظاهرات مماثلة في مدن اخرى من الولاياتالمتحدة وفي كندا على مدى الاسبوع الماضي. وفي العاصمة البريطانية لندن تظاهر عشرات آلالاف من البريطانيين للضغط على حكومة رئيس الوزراء توني بلير بشأن الحرب على العراق وطالبوا باستقالة بلير وعودة الجنود البريطانيين الى وطنهم. وقال ريك ادواردز الذي شارك مع ابنته في المسيرة التي قال منظموها والشرطة ان 200 ألف محتج شاركوا فيها (أعتقد ان بلير وقف على طول الخط ضد رغبات الشعب البريطاني). ومرت مسيرة الاحتجاج بسلام كما حدث عندما خرج اكثر من مليون في اكبر مظاهرة من اجل السلام في بريطانيا الشهر الماضي. ولكن وقعت مصادمات بسيطة في وقت لاحق بين الشرطة وبضع مئات من المحتجين بعد ان اغلقوا شارع اوكسفورد في قلب لندن التجاري. وصعد المحتجون على الحافلات التي اضطرت الى التوقف ورددوا الهتافات وأحرقوا علم الولاياتالمتحدة. وادى ارسال بلير 45 ألف جندي للقتال الى جانب نحو ربع مليون جندي امريكي بدون تفويض من الاممالمتحدة الى انقسام بريطانيا ووضعه في اكثر المواقف حرجا خلال فترة حكمه المستمرة منذ ست سنوات. لكن كثيرا من البريطانيين تحولوا الى جانب بلير بعد بدء العمليات العسكرية كي لا يخذلوا جنود بلادهم. واظهر احدث استطلاع للرأي يوم السبت ان الاغلبية تؤيد الآن الطريقة التي يتعامل بها بلير مع الازمة. واظهرت استطلاعات رأي اخرى حديثة ارتفاع نسبة المؤيدين للحرب الى نحو النصف مقارنة مع الثلث فقط قبل عدة اشهر. ولكن ما زالت هناك شكوك على نطاق واسع بشأن دوافع الولاياتالمتحدة وانقسام في حزب العمال الحاكم. وقالت نورا وهي بريطانية اعتنقت الاسلام: اشعر بالخجل لكوني بريطانية بسبب الطريقة التي يتعاملون بها مع العالم الاسلامي. اعتقد انها حرب على الاسلام. واطلق المتظاهرون ومن بينهم اطفال وكثير من المسلمين الذين احاط بهم مئات من رجال الشرطة الابواق والصفارات. وهتفوا (بوش وبلير وسي اي ايه /وكالة المخابرات المركزية الامريكية/.. كم طفلا قتلتم اليوم). وكتب على لافتات حملوها (لا للحرب.. ارحل يا بلير) و (نسلح الدكتاتور ثم نقصف شعبه). ونظمت احتجاجات اصغر في اماكن متفرقة في بريطانيا. وتجمع عدة آلاف امام قاعدة فيرفورد الجوية في غرب انجلترا التي تقلع منها القاذفات بي 52 الامريكية لقصف بغداد. ووضعت زهور ودمى على البوابات واعتقلت الشرطة شخصين.