علن رئيس الوزراء البريطاني توني بلير أن عرض العراق لاسرى الحرب الامريكيين في التلفزيون يؤكد ضرورة إسقاط نظام الرئيس العراقي صدام حسين. وأكد بلير في حديث يذاع على الجنود البريطانيين أن المشاهد التي عرضها التلفزيون تخالف معاهدة جنيف. وقد أدلى بلير بهذا التصريح بعد الاجتماع مع حكومة الحرب. وقال أيضا أحيانا عندما يسألني الناس : هل يجب حقا التخلص من صدام؟. وأضاف انظروا إلى ما يفعل .. إن عرض الناس بهذا الاسلوب يخالف معاهدة جنيف وكل قواعد النزاعات. وأضاف لقد نسف ثروة البلاد من النفط .. وعذب وقتل أناسا عمدا في العراق. آمل أن يعرف الناس مدى خطورة ترك إنسان كهذا يتحكم في قدرات الاسلحة الكيماوية والجرثومية وربما النووية. وتحدث بلير عن الوضع في العراق في ظل حكم صدام فقال نحن لا نرى على شاشات التلفزيونات لدينا والناس لا ينزلون إلى الشوارع ليحتجوا بشأن آلاف الاطفال الذين يموتون في العراق كل عام بلا داع بسبب سوء التغذية، وعشرات الالاف من السجناء السياسيين الذين يعذبون أو يعدمون ، باختصار مئات الالاف من الناس الذين ماتوا تحت حكم صدام. وفي مقالة نشرتها وسائل الاعلام البريطانية قال بلير أن قوات التحالف تبذل جهودا مضنية لتجنب وقوع ضحايا من المدنيين. وأكد أن القصف الجوي الذي قام به الحلفاء يستهدف ركائز القهر والقوة التي يعتمد عليها صدام وليس الشعب العراقي.ولكنه حذر بقوله يجب أن ندرك أنه أيا كان الجهد الذي نبذله في سبيل تجنب وقوع ضحايا من المدنيين ، فسيقع ضحايا. وأضاف بلير أنه إذا كانت الولاياتالمتحدة وبريطانيا قد تراجعتا عن المواجهة فهذا كان سيجعل تهديد صدام أكثر خطورة ويمكّنه من صنع أسلحة كيماوية وجرثومية ومن تنشيط برنامجه النووي. وكرر القول أن الاممالمتحدة كانت ستنخفض مصداقيتها وسلطتها إذا لم يحدث تحرك. يذكر أن استطلاعا للرأي أجرته صحيفة صنداي تايمز منذ بدء العملية العسكرية أسفر عن مساندة أغلبية من الشعب لهذه العملية الآن. وفي الحروب السابقة حدثت تحولات كبيرة في رأي البريطانيين بمجرد قيام الحرب. وقد أسفر استطلاع للرأي أجرته مؤسسة يوجوف عن تأييد 56 في المائة من البريطانيين للعمل العسكري الذي تقوم به الولاياتالمتحدة وبريطانيا. وقبل الحرب أظهر استطلاع مماثل تأييد 36 في المائة ومعارضة 57 في المائة. وتعتقد نسبة تتراوح بين 35 و45 في المائة أن العملية العسكرية ستجعل العالم أكثر أمانا. ويعتقد 70 في المائة أن العملية ستكون قصيرة. وشمل الاستطلاع الذي اجرته يوجوف من خلال الانترنت يومي الجمعة والسبت شريحة من 2116 من البالغين . يذكر أن مئات الالاف من المعارضين للحرب قاموا بمظاهرات في أنحاء البلاد. وفي لندن قال المنظمون أن 400 ألف شخص توجهوا إلى منتزه هايد بارك الشهير للتجمع، وهو عدد أقل من نصف العدد الذي تجمع في الشهر الماضي. وقد جرت تجمعات في برمنجهام ومانشستر وجلاسكو وكارديف ، وقامت مظاهرة في قاعدة فيرفورد في غربي انجلترا حيث تتمركز قاذفات القنابل الامريكية بي-52.