القبض على شخصين في تبوك لترويجهما الحشيش و(9000) قرص "إمفيتامين"    بمشاركة 25 دولة و 500 حرفي.. افتتاح الأسبوع السعودي الدولي للحِرف اليدوية بالرياض غدا    استقالة مارتينو مدرب إنتر ميامي بعد توديع تصفيات الدوري الأمريكي    6 فرق تتنافس على لقب بطل "نهائي الرياض"    أوكرانيا تطلب أنظمة حديثة للدفاع الجوي    مدرب الفيحاء يشتكي من حكم مباراة الأهلي    بحضور وزير الثقافة.. «روائع الأوركسترا السعودية» تتألق في طوكيو    محافظ عنيزة المكلف يزور الوحدة السكنية الجاهزة    أمانة الشرقية تقيم ملتقى تعزيز الامتثال والشراكة بين القطاع الحكومي والخاص    رحلة ألف عام: متحف عالم التمور يعيد إحياء تاريخ النخيل في التراث العربي    دوري روشن: التعادل الايجابي يحسم مواجهة الشباب والاخدود    الهلال يفقد خدمات مالكوم امام الخليج    «الصحة الفلسطينية» : جميع مستشفيات غزة ستتوقف عن العمل    المملكة توزع 530 قسيمة شرائية في عدة مناطق بجمهورية لبنان    اعتماد معاهدة الرياض لقانون التصاميم    منتدى المحتوى المحلي يختتم أعمال اليوم الثاني بتوقيع 19 اتفاقية وإطلاق 5 برامج    «طرد مشبوه» يثير الفزع في أحد أكبر مطارات بريطانيا    انطلاق مهرجان الحنيذ الأول بمحايل عسير الجمعة القادم    فيتنامي أسلم «عن بُعد» وأصبح ضيفاً على المليك لأداء العمرة    شقيقة صالح كامل.. زوجة الوزير يماني في ذمة الله    هل يعاقب الكونغرس الأمريكي «الجنائية الدولية»؟    «الزكاة والضريبة والجمارك» تُحبط 5 محاولات لتهريب أكثر من 313 ألف حبة كبتاجون في منفذ الحديثة    «الأرصاد»: أمطار غزيرة على منطقة مكة    الرعاية الصحية السعودية.. بُعد إنساني يتخطى الحدود    فريق صناع التميز التطوعي ٢٠٣٠ يشارك في جناح جمعية التوعية بأضرار المخدرات    الذهب يتجه نحو أفضل أسبوع في عام مع تصاعد الصراع الروسي الأوكراني    الملافظ سعد والسعادة كرم    "فيصل الخيرية" تدعم الوعي المالي للأطفال    الرياض تختتم ورشتي عمل الترجمة الأدبية    «قبضة» الخليج إلى النهائي الآسيوي ل«اليد»    رواء الجصاني يلتقط سيرة عراقيين من ذاكرة «براغ»    «السقوط المفاجئ»    حقن التنحيف ضارة أم نافعة.. الجواب لدى الأطباء؟    عدسة ريم الفيصل تنصت لنا    المخرجة هند الفهاد: رائدة سعودية في عالم السينما    د. عبدالله الشهري: رسالة الأندية لا يجب اختزالها في الرياضة فقط واستضافة المونديال خير دليل    «بازار المنجّمين»؟!    مسجد الفتح.. استحضار دخول البيت العتيق    «استخدام النقل العام».. اقتصاد واستدامة    إجراءات الحدود توتر عمل «شينغن» التنقل الحر    الثقافة البيئية والتنمية المستدامة    تصرفات تؤخر مشي الطفل يجب الحذر منها    فعل لا رد فعل    5 مواجهات في دوري ممتاز الطائرة    ترمب المنتصر الكبير    وزير الدفاع يستعرض علاقات التعاون مع وزير الدولة بمكتب رئيس وزراء السويد    إنعاش الحياة وإنعاش الموت..!    رئيس مجلس أمناء جامعة الأمير سلطان يوجه باعتماد الجامعة إجازة شهر رمضان للطلبة للثلاثة الأعوام القادمة    إطلاق 26 كائنًا مهددًا بالانقراض في متنزه السودة    محمية الأمير محمد بن سلمان الملكية تكتشف نوعاً جديداً من الخفافيش في السعودية    فرع وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية بحائل يفعّل مبادرة "الموظف الصغير" احتفالاً بيوم الطفل العالمي    "التعاون الإسلامي" ترحّب باعتماد الجمعية العامة للأمم المتحدة التعاون معها    استضافة 25 معتمراً ماليزياً في المدينة.. وصول الدفعة الأولى من ضيوف برنامج خادم الحرمين للعمرة    «المسيار» والوجبات السريعة    أمير الرياض يرأس اجتماع المحافظين ومسؤولي الإمارة    أمير الحدود الشمالية يفتتح مركز الدعم والإسناد للدفاع المدني بمحافظة طريف    أمير منطقة تبوك يستقبل سفير جمهورية أوزبكستان لدى المملكة    سموه التقى حاكم ولاية إنديانا الأمريكية.. وزير الدفاع ووزير القوات المسلحة الفرنسية يبحثان آفاق التعاون والمستجدات    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



بلير: خارطة الطريق ليست تحايلا على العرب
أكد أنها حرب ضد صدام
نشر في اليوم يوم 06 - 04 - 2003

نفى رئيس الوزراء البريطاني توني بلير أن تكون الولايات المتحدة تخطط للقيام بهجوم على سوريا أو إيران، ونفى أن تكون خطة الطريق خدعة لإقناع العرب بما يجرى في العراق.. وقال بلير إن الحرب على العراق ليست غزوا بل تحريرا.. مضيفا أنه عندما تنتهي الحرب فإن العراق لن يحكمها حاكم أمريكي أو بريطاني، ولن تحكمها أي قوة خارجية. وعندما تنتهي الفترة الانتقالية ستقوم في العراق حكومة تمثل الشعب العراقي بمختلف قطاعاته. ولن تكون هناك حكومة نخبة مختارة تحف بها فئة صغيرة، وهذا كان طابع حكومة صدام.. وفيما يلي نص الحوار الذي أجرته مع رئيس الوزراء البريطاني إذاعة بي بي سي :
على من الدور
@ تصلنا رسائل كثيرة من مستمعينا، من خلال الإنترنت والاتصالات الهاتفية، وكلها تعكس قلقا في العالم العربي مما يحدث في المنطقة، إذا كنتم اليوم تدخلون العراق، فعلى من الدور غدا؟
المسألة ليست مسألة من عليه الدور فنحن في العراق لسبب محدد فالحرب ليست ضد العراق. إنها حرب ضد صدام، بسبب أسلحة الدمار الشامل التي لديه، وبسبب ما فعله ضد الشعب العراقي، فالشعب العراقي مقهور، ولا يمارس شيئاًً من حقوقه الديمقراطية، وتبدد ثرواته، بينما صدام وأبناؤه في قصورهم يعيشون حياة كلها بذخ، في الوقت الذي يعتمد فيه ستون بالمئة من أبناء الشعب على المساعدات الخارجية للحصول على الطعام، مع أن العراق بلد غني بثرواته.
@ولكن باول ورامسفيلد أبديا قلقا من إيران وسوريا التي وجه لها انذار خلال هذا الأسبوع. فهل يمكن أن تنضم بريطانيا إلى الولايات المتحدة إذا هاجمت أياً من هاتين الدولتين؟
حسنا، لا توجد أي نية لديهما في مهاجمة هذين البلدين. باول ورامسفلد حذرا سوريا وإيران من تقديم المساعدات للقوات الموالية لصدام والتي تخوض حرباً ضد قوات التحالف. وأود أن أقول انه بدلاً من أن ينساق الناس وراء نظرية المؤامرة، وأننا نهاجم العراق اليوم، ثم نعد لمهاجمة دول أخرى بعده، فإن الأفضل أن يذكر الناس أن المشكلة مستمرة منذ اثني عشر عاماً، ظللنا خلالها نحاول تنفيذ قرارات الأمم المتحدة في نزع الأسلحة الكيماوية والبيولوجية والنووية من يد صدام حسين. ومن جهة أخرى فإن هذه الحرب ليست غزوا بل تحريرا. والأمر الذي أحب أن أقوله بكل وضوح هو أنه عندما تنتهي الحرب فإن العراق لن يحكمها حاكم أمريكي أو بريطاني، ولن تحكمها أي قوة خارجية. وعندما تنتهي الفترة الانتقالية ستقوم في العراق حكومة تمثل الشعب العراقي بمختلف قطاعاته. ولن تكون هناك حكومة نخبة مختارة تحف بها فئة صغيرة، وهذا كان طابع حكومة صدام.
الفترة الانتقالية
@ كم ستستمر الفترة الانتقالية؟ هل توافقني على أن امتداد هذه الفترة أكثر من شهرين أو أربعة أشهر، سيجعل الوضع أقرب إلى احتلال أجنبي منه إلى عملية تحريرً؟
هذا هو بالضبط السبب الذي نحرص من أجله على تكون الفترة الانتقالية أقصر مما يمكن. فعندما ينتهي القتال لا بد أن تكون هنالك فترة يأخذ الوضع فيها في الاستقرار. وسنحرص على أن تقوم في أقصر وقت ممكن سلطة عراقية انتقالية، مكونة من عراقيين، وتمثل قاعدة عريضة قدر الإمكان، ولا بد كذلك أن نضمن أن هذه السلطة ستحترم حقوق الإنسان. قبل هذه المقابلة مباشرة كنت أتحدث إلى خمسة عراقيين، من مناطق مختلفة في العراق، وكلهم يتحدث عن فظائع التعذيب على يد صدام. وكل منهم يريد العودة إلى العراق، بعد أن يصبح العراق دولة حرة. وإذا سألت عن مصلحتنا في أن نضمن تحرر العراق أقول إن مصلحتنا هي أن يصبح العراق حرا وأن يرعى مصالح شعبه بدلا من مصالح صدام. عراق مسؤول ويتمتع بعلاقة طيبة مع جيرانه ويراعي الحساسيات.
@ هل يمكن أن تعطينا تأكيدا أو تقديرا بطول مدة هذه الفترة الانتقالية؟ لابد من أن هناك مدى زمنيا معينا، بعده سيعتبر العراق محتلا، ولا نتصور أن الفترة الانتقالية يمكن أن تستمر إلى ما لا نهاية.
قطعاً لا يمكن للفترة الانتقالية أن تستمر إلى ما لا نهاية. ولكني لا أستطيع الآن أن أذكر لك كم أسبوعاً ستستمر، لأننا لا نعرف متى ستنتهي هذه الحرب. ولكنني أقول لك إننا لا نريد أن نبقى في العراق، والأمريكيون لا يريدون البقاء في العراق لحظة واحدة أكثر مما هو ضروري. ولكن لا بد أن تكون هناك فترة انتقالية تقوم فيها سلطة مؤقتة يتولاها عراقيون، وليس بريطانيين أو أمريكيين.
لا نوايا أخرى
@ أعود إلى موضوع سوريا وإيران. هل لديك من النفوذ لدى الحكومة الأمريكية ما يكفي لمنع توجيه ضربة لسوريا أو إيران إن أرادت الولايات المتحدة ذلك، وإذا كانت الحكومة البريطانية لا تؤيد مثل هذا العمل؟
لا توجد أي نوايا لتوجيه ضربة من هذا القبيل. هناك طبعاً بعض الجوانب التي تدعو للقلق من حيث تأييد بعض هذه الدول للإرهاب وقد كان تفكيري دائماً هو أننا نستطيع أن نتعامل مع هذه الأمور بطريقة أخرى وفي تصوري أن هناك بعدين لا بد أن نتعامل معهما. الأول هو العراق وللأسباب التي ذكرتها مجتمعة وتتمثل في أسلحة الدمار الشامل في نهاية حرب الخليج والطريقة التي أدار صدام بلاده، كما أنه من المهم بالنسبة لنا تغيير طبيعة هذا النظام. أما البعد الثاني فهو ضرورة تحقيق استقرار أكبر في الشرق الأوسط وفي هذا الصدد أرى أن أهم شيء يمكن أن نفعله هو أن نبعث بعض الأمل بالنسبة للوضع بين إسرائيل والفلسطينيين، وهذا يعني حل المشكلة الفلسطينية. لقد تحدثت إلى الكثيرين في الشرق الأوسط ولم أجد بينهم عددا يذكر يؤيد صدام والجميع يعرف أن صدام قتل مئات الآلاف أكثر مما قتل الأمريكيون والبريطانيون أو غيرهم في أي حرب تحرير. ولكنهم جميعا يؤكدون أن جوهر المشكلة الأساسية هو موضوع فلسطين. ولا ننسى أن الرئيس الحالي للولايات المتحدة هو أول رئيس يطرح فكرة قيام دولتين، دولة إسرائيلية تشعر بالأمان ضمن حدودها وتعيش في سلام مع جيرانها، ودولة فلسطينية قابلة للبقاء. وأعتقد أن من الضروري جداً تحقيق تقدم في هذا الإطار مثلما أنه ضروري أن نتخلص من صدام.
هذا هو الاختلاف
@ لماذا الآن؟ هناك الكثير من المتشككين في اختيار التوقيت. ونحن نتلقى في برنامج نقطة حوار وكذلك على موقعنا BBCArabic.co كثيراً من الآراء من مستمعينا وكلهم يقولون إننا سمعنا كل هذه الوعود من قبل، بعد حرب الخليج في الكويت، وبعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر، فما الذي اختلف هذه المرة؟
ج: إنني أفهم هذه المشاعر، وأعرف لماذا يقول الناس إننا الآن نغزو العراق ولهذا نتحدث عن عملية السلام في الشرق الأوسط، وصحيح أن هذه العملية قد استمرت وقتاً طويلاً، ولكنني أؤكد لك ما أوضحناه من أن مبادرة خارطة الطريق سوف يتم نشرها وإعلانها عندما يتقلد رئيس الوزراء الفلسطيني مهام منصبه، وهو ما سيحدث في الأيام القليلة القادمة، عندها سنبدأ في تنفيذ هذه الخطة التي تهدف إلى تحقيق السلام في الشرق الأوسط على أساس قيام دولتين، والتي وضعتها الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وروسيا والأمم المتحدة. وعندما يتم نشر هذه الخطة فإنها ستعطي الناس انطباعاً بأننا جادون في حل هذه المشكلة مثلما كنت جاداً في مواصلة عملية السلام عندنا هنا في أيرلندا الشمالية فقد أحضرنا جميع الأطراف الذين ظلوا عشرات السنين في حرب مستمرة. ومع ذلك فقد مضينا في عملية السلام تلك وسنمضي في عملية السلام في الشرق الأوسط على أساس مماثل. إنني أفهم مشاعر الشك في المنطقة ولكنني أقول للناس لا تحكموا علينا الآن بكلامنا، ولكن احكموا علينا عندما ننفذ وعودنا. كل ما نطلبه أن تتعاملوا معنا بذهن مفتوح.
ليس تحايلا
@ ألا ترى أن الناس ربما يكونون محقين عندما يشكون في أنها عملية تحايل تهدف إلى أن جعل الشعوب العربية تتقبل ما يحدث اليوم في العراق؟ فإذا كانت الولايات المتحدة وبريطانيا حريصتين كل هذا الحرص على تحرير شعب العراق، فلماذا لم تبادرا إلى تحرير الشعب الفلسطيني، لماذا يتواكب الموضوعان في الظرف الراهن فقط؟
هذه نقطة مهمة جداً، ولذا أقول إننا في هذا الظرف الذي نتعامل فيه مع مشكلة صدام نحرص على أن نتعامل بشكل عادل مع المسألة. نحن نتعامل مع مشكلة عملية السلام في الشرق الأوسط منذ مدة طويلة. لقد كنت آمل أن يمكن التوصل في عهد رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق إلى اتفاقية سلام، ولكن هذا لم يحدث، بل تدهورت المسألة في السنتين الماضيتين، ولذلك لا بد أن ندفعها إلى الأمام من جديد وهذا بالضبط ما نحاول أن نفعله الآن، فلدينا الآن خطة (خارطة الطريق) التي وضعتها اللجنة الرباعية. وإذا ما أحرزنا تقدماً على أساسها فإننا سنعطي الناس أملاً بمستقبل أفضل. وأعود وأقول للناس أرجو أن تتعاملوا معنا بذهن مفتوح ولا تفترضوا أنه لن يكون هناك اتفاق بل احكموا علينا بما يتم على أرض الواقع.
لماذا القلق؟
@ التعامل العادل وازدواج المعايير موضوع يتطرق إليه مستمعونا كثيرا. وهم يسألون إن كانت مشكلة أسلحة الدمار الشامل تقلقكم إلى هذا الحد فلماذا لم تقوموا بجهد مماثل لتجريد إسرائيل من أسلحة الدمار الشامل التي تمتلكها؟
ليست إسرائيل فقط هي التي تتمتع بتسليح قوي.
@ حسنا، ولكن العرب قلقون بسبب إسرائيل، إنها أقرب إليهم.
طبعاً، ولكن هناك عدة دول في الشرق الأوسط لديها مثل ذلك. لكن الذي يختلف في وضع العراق هو أن صدام قد استخدم هذه الأسلحة ضد أبناء شعبه، ففي حلبجة مثلاً مات آلاف الناس بالأسلحة الكيميائية، وقد سبب صدام عملياً مقتل مئات الآلاف من الناس، وانتهك سلسلة من قرارات الأمم المتحدة الموجهة إليها بالذات، وهي تتناول هذا الموضوع. ولست أقول إن موضوع أسلحة الدمار الشامل لا يتناول دولاً مختلفة ولكنني اقول أن وضع العراق وضع فريد، ولهذا ينبغي أن يعرف الناس لماذا تنفرد العراق بالحالة الراهنة.
@ هل هناك ما يدعو للانتظار حتى تستخدم دولة ما أسلحة الدمار الشامل التي لديها؟ أوليس من الحكمة أن تنزع أسلحة الدمار الشامل قبل أن تكون هناك فرصة لاستخدامها؟
حسنا. إن ما أود أن أراه هو عملية شاملة في الشرق الأوسط ليصبح الشرق الأوسط منطقة أكثر أماناً يعيش فيها الناس في سلام. ومن المهم أن ندرك أن هذا ليس واجباً على إسرائيل فقط، وإنما هو واجب كذلك على كل الدول العربية التي تجاور إسرائيل. ولهذا نريد أن نضمن أن تقبل إسرائيل قيام دولة فلسطينية قابلة للبقاء، وأن يقبل العالم العربي وجود دولة إسرائيل ويعترف بها.
@ يبدو أن آريل شارون، لديه فهم مختلف لخطة خارطة الطريق فهو يعتبرها مرنة وموضوع تفاوض، والفلسطينيون قلقون، فكيف تطمئنهم؟
اعتقد أن الناس سيطمئنون عندما يعرفون تفاصيل هذه الخطة، ويعرفون أنها تهدف كذلك إلى حماية إسرائيل وأمنها.
@ لقد قبلوا ذلك، ولكن آريل شارون يريد إعادة التفاوض على هذه الخطة؟
نعم ولكنني اعتقد أنه من المهم أن نفهم أن الأساس في خطة خارطة الطريق هو الحل القائم على مبدأ قيام الدولتين. ولقد بذلنا جهداً كبيراً في محاولة تغيير أساس عملية الإصلاح الفلسطينية، فبرز أبو مازن رئيساً للوزراء في السلطة الفلسطينية، ومن المهم أن يبدأ في ممارسة صلاحياته ويسير شؤون حكومته. أما الناس فيمكنهم الحكم عليها عند نهاية العملية، وهل نحن جادون فيها أم لا. وكل ما أقوله لك هو أننا أعرف أنه لا يمكن أن يكون هناك استقرار في الشرق الأوسط ما لم يتم حل هذه المشكلة.
أحد أمرين
@ إذا كان هذا هو الثمن لتحقيق السلام، فلماذا لا يحصل عليه الناس مقدماً، بدلاً من محاولة دفعهم للموافقة على ما يحدث الآن كخطوة تهدف إلى تحقيق السلام في المستقبل؟
أعتقد أننا لا نختار أحد أمرين هنا، وإنما نمضي في التعامل معهما في وقت واحد. وأعتقد أنه إذا ما كانت العراق دولة مسالمة تنعم بالرخاء، وهي دولة لديها إمكانيات كبيرة لتحقيق الرخاء، فقبل أن يستولي صدام على السلطة كانت العراق في حال أفضل من البرتغال أو ماليزيا. لذلك نحن نقوم بما نقوم به الآن في العراق ونمضي في نفس الوقت في عملية السلام في الشرق الأوسط دون أن نحاول الاختيار بين أمرين.
@ هل ستسمحون لهانس بليكس ومحمد البرادعي بالذهاب إلى العراق بعد انتهاء القتال لإتمام ما بدآه قبل الحرب؟
هذه مسألة سوف نناقشها مع الأمم المتحدة، فالأمر المهم هو أن نكمل عملية نزع أسلحة الدمار الشامل من العراق. أما العملية التي يتم بها ذلك فهي مسألة نبحثها مع الأمم المتحدة.
@ لا أعتقد أن الأمم المتحدة ستعارض ولكن الذي يمكن أن يعارض هو الولايات المتحدة.
لا أعتقد أنك مصيب في هذا، بل أعتقد أنها مسألة بحث في أفضل الطرق لتحقيق الهدف الذي ننشده. فالصعوبة التي واجهت المفتشين ومنعتهم من إنجاز مهمتهم هي أن صدام لم يتعاون معهم. وطبيعي أن هذه المهمة ستكون أسهل كثيراً إذا شعر العلماء العراقيون الذين كانوا يعملون في برامج أسلحة الدمار الشامل بأنهم أحرار في الإدلاء بما لديهم من معلومات. ونحن نعرف أنهم حتى الآن لا يشعرون بهذه الحرية.
@ كثير من مستمعينا الذين يستمعون إليك الآن في العراق فقدوا أقاربهم ودمرت منازلهم، فماذا تقول لأب أو أم من العراق فقدت طفلها وربما يستمع إلينا الآن وسط ما تبقى من منزله في البصرة أو بغداد. ماذا تقول له إذا أردت أن تكسبه إلى جانبك؟
ما أقوله لأهل العراق إنني أعرف أنه وقعت ضحايا بين المدنيين نتيجة للعمل العسكري الذي نقوم به. وقد بذلنا كل ما نستطيعه من جهد ليكون عدد الضحايا المدنيين أقل ما يمكن. وهناك بعض الأخبار عن حوادث يصب اللوم فيها على قوات التحالف، مثل الانفجار الذي وقع في سوق بغداد، ولكننا لا نعتقد أنها كانت من فعل قوات التحالف.. ولكنني أعرف أنه عند وقوع عمليات عسكرية كالتي تحدث اليوم في العراق لا بد أن يقع ضحايا بين المدنيين. ولكنني أقول لأهل العراق إن عدد الذين قتلوا نتيجة هذه الأحداث أقل كثيراً من مئات الآلاف الذين أزهقت أرواحهم بفعل نظام صدام. وإننا نتعهد لشعب العراق بأنه سينال الحرية والقدرة على تكييف حياته بالشكل الذي يريد وسيكون لدى الشعب العراقي حكومة تمثله وتراعي حقوق الإنسان، وستكون ثروة العراق النفطية ملكاً للشعب العراقي وليست لفئة قليلة منه. وأضرب مثلاً على الاختلاف الذي سيحس به الناس في العراق، فاليوم يعتبر الاستماع إلى الإذاعة الدولية لهيئة الإذاعة البريطانية جريمة يحاسب المرء عليها في العراق؟
@ (مقاطعاً) لست متأكداً من هذا، لا يوجد لدينا دليل على ذلك. العكس هو ما يحدث.
(مقاطعاً) طبعاً هم يستمعون.
@ (مقاطعاً) نحن نعرف أن العراقيين في العراق يستمعون إلى القسم العربي لهيئة الإذاعة البريطانية، ولا نعرف أن أحداً قدم إلى محاكمة بسبب ذلك.
نعم نعرف أن الناس يستمعون ولكننا نعرف كذلك أن الذين يستمعون إلى الإذاعات الأجنبية يتعرضون لاضطهاد النظام أما في عراق المستقبل فسيكون الناس أحراراً في الاستماع إلى الإذاعة التي يحبون. ولقد ذكرت لك أنني كنت أتحدث مع بعض العراقيين قبل دقائق وهم يؤكدون أن الناس اليوم في البصرة بعد أن عرفوا أن قبضة صدام قد زالت الآن قد بدأوا يتحدثون بحرية ويروون حكايات مروعة عن كيفية تعامل النظام وأذنابه مع الناس على مدى سنين طويلة. وهذا هو التغيير الذي نعمل على إحداثه.
لا نقول شيئا
@ هل تتصور أن أما فقدت طفلها ستقبل هذا الكلام؟
ج: أعتقد أنه لا يمكن أن نقول شيئاً يسري عن أم في هذا الوضع. ولكن من المهم أن يدرك الناس الحقيقة التي لا يرونها على شاشة التلفزيون، مثل غرف التعذيب الصدامية، وأن يستمعوا، وأنا متأكد أنهم يستمعون في برنامجك ويتحدثون عنها. إن هناك أكثر من أربعة ملايين من العراقيين منفيين من بلادهم، فلماذا هذا العدد من المنفيين من شعب تعداده اثنان وعشرون أو ثلاثة وعشرون مليوناً. كل ذلك بسبب نظام صدام. والحقيقة المأساوية في الحرب هو أننا لا يمكن أن نسري عن أم فقدت طفلها، ولكن السؤال المهم هو هل ستكون العراق في المستقبل أفضل مما كانت عليه في عهد صدام؟. أعتقد أن هذا سيكون وإنني ملتزم بتحقيقه.
عن BBC ONLINE
جيل ما بعد الحرب


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.