يرسم الهلال والنصر اليوم على إستاد الملك فهد الدولي بالرياض، مشهدا كرويا كبيرا وماو يمثلان أمام راعي مباراة نهائي الكأس، صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، ويتنافسان على كأسه في مشهد طال انتظاره. ويلتقي الندان التقليديان في مواجهة يصعب التنبؤ بما ستحمله من مفاجآت، وخصوصا أن الفروقات الفنية ستكون ملغاة اليوم. في جانب حامل اللقب، الهلال، فإن الغضب سيطر على أنصاره قياسا بعطاءات الفريق ونتائجه ومستوياته الأخيرة التي كان آخرها الهزيمة المدوية ب (2/3) من جاره الشباب الاثنين الماضي ضمن الجولة ال 20 لدوري زين للمحترفين، فيما تسيطر النشوة على أنصار النصر بعد عودة الروح إلى الفريق وتطور مستواه في الفترة الأخيرة ما جعل جماهيره تتفاءل كثيرا بحضور فريقها بذات الصورة التي كان عليها في اللقاء الماضي أمام الاتفاق في الدوري والذي كسبه مستوى ونتيجة بهدفين دون مقابل. ويبدو الحضور الفني للهلال متأرجحا فاقدا لتوازنه المعهود بعد التحولات التي شهدها الفريق مؤخرا بإحلال الكرواتي زلاتكو بديلا عن المقال الفرنسي كبمواريه، وفقدان الفريق لجزء من هويته، وبالتالي فقدانه للثقة في بعض فترات مبارياته التي خاضها مما يقلل من ترشيحه لحسم نهائي اليوم مبكرا رغم وفرة النجوم، كما أن غياب الانضباط التكتيكي سيما في الخطوط الخلفية، جعل لاعبي "الزعيم" على صفيح ساخن من التوتر النفسي، وكذا الحال بالنسبة لإدارة النادي. فيما يقف النصر على أقدامه بثبات كبير بعد أن أصبح لدى الفريق الثقة الكاملة في عدم تفويت الفرصة في ظل الاشتياق الكبير لبطولة هامة غابت عن أدراج "فارس نجد" طويلا وسط تفاؤل فني وإداري وجماهيري بعودة الفريق إلى البطولات وقوفا على استقراره الفني مع المدرب الأوروجوياني دانييل كارينيو الذي نقل الفريق من مرحلة الإحباط، إلى مرحلة المنافسة على الألقاب. وثمة مخاوف تجتاح الهلال، وتحديدا من أطرافه الدفاعية وعمقه وعدم النجاح في التخلص من الأخطاء التي دائما ما تكون على حساب خط الوسط، كونه سينشغل بازدواج المهام ومزجها مع إمداد الهجوم وتضييق الخناق على الأطراف الدفاعية النصراوية التي تشكل الركيزة الأساسية لمفاتيح انتصاراته، رغم غياب ورحيل المحترف جيمي أيوفي للإصابة قبل أن يحل مكانه اللاعب أنجيلوس خاريستياس الذي سيكون على مقاعد البدلاء الليلة. وتصب ثقافة الفوز لمصلحة الهلال الذي يتطلع للقب ال13 والسادس على التوالي، وهذه الأرقام التاريخية والبطولية تشير إلى أن الهلال يعرف كيف يتعامل مع مثل هذه المواقف وكيف يغير أوراقه ويظهر بشكل مختلف عن كل المواجهات التي خاضها في الماضي، فيما يريد لاعبو النصر إعادة صنع التاريخ مجددا لأنفسهم وعدم تفويت الفرصة في ظل الدعم الكبير الذي يلقاه الفريق من إدارة النادي وتعطش جماهيره لنيل الألقاب وكسب اللقب في المسابقة بعد أن تخطوا الصعاب وقهروها هذا الموسم.