بعد ان عرفنا ليلة البارحة الطرف الأول في نهائي كأس سمو ولي العهد, ننتظر اليوم مباراة قاسية وماراثونية بين هذين الفريقين, وهو لقاء يجمع العميد صاحب اقوى خط هجوم والزعيم صاحب اقوى خط دفاع.. فالاتحاد سجل في مباريات الدوري 45 هدفا في 17 مباراة بمعدل 2.5 هدف لكل مباراة بينما دخل مرماه هدف في كل مباراة في الوقت الذي لم يسجل مهاجمو الهلال سوى 24 هدفا في 19 مباراة اي بمعدل 1.2 هدف لكل مباراة ومعدل التسجيل في مرماه أقل من هدف في كل مباراة, وهذه الارقام تؤكد القوة الضاربة الهجومية للاتحاد والتي تتفوق رقميا وميدانيا على هجوم الهلال الذي ما زال يعاني رغم كثرة الهدافين لديه, واذا كان هذا التفوق اتحاديا ففي المقابل فان التفوق الدفاعي يأتي لصالح الهلال الذي يلعب فيه عبدالله الشريدة الدور الابرز والاقوى للذود عن مرماه دون ان نتجاوز الدور الكبير الذي يلعبه حارس القرن محمد الدعيع. ورغم ان هذه الحسابات تخص مسابقة غير مسابقة اليوم الا أننا تعاملنا معها على اساس المؤشرات والدلالات, ومع ذلك فلن يستطيع اي خبير مهما تعامل مع هذه الارقام او حتى مع المستويات الفنية للاعبين في الفريقين ان يتوقع نتيجة هذا اللقاء, فالفريقان لديهما عناصر كثيرة يتفوق احدهما على الآخر في بعضها بينما يضعف في بعضها الآخر, مما يجعل الكفتين اكثر تقاربا. ومن ناحية اخرى فان هذا اللقاء لن يكون بمنأى عن خلفيات العلاقات المتوترة بين الناديين وعدد من مسؤوليهما وكلنا يتذكر الاحداث التي صاحبت مباراة القمة والتي توج فيها الزعيم بطلا لكأس دوري خادم الحرمين الشريفين, كما انه لن يبتعد كثيرا عن التصريحات النارية المتبادلة بين سمو رئيس الهلال عبدالله بن مساعد ومنصور البلوي والتي تابعتها الصحافة السعودية مؤخرا حيث ساهمت ولو بدون قصد في تسخين الاجواء ودفعها لنقطة الاحتقان مما يعد مؤشرا خطيرا لتجاوز المباراة حدودها داخل الملعب وخارجه, واخشى ان يؤثر هذا الوضع المحتقن على المستوى الفني للمباراة وان يتجاوز بعض اللاعبين الخطوط الحمراء رغم ثقتي بأن هذين الناديين يملكان من العناصر الحكيمة داخل المستطيل الاخضر ما يجعل الامور تحت السيطرة بإذن الله. انها مباراة كسر عظم ولكم تحياتي