لقد اتضح لدى الكثير من ابناء امتنا ما يهدف اليه الاستعماريون الرأسماليون من سيطرة على ثروات وممتلكات بلدانهم، كما باتوا يعلمون بان سلاح هؤلاء الرأسماليين يتمثل في الاتفاقيات التي كانت قد ابرمتها الدولة العثمانية (لا سامحها الله) مع بريطانيا وفرنسا والمانيا وغيرها من الدول الرأسمالية في بدايات القرن التاسع عشر مقابل ان تكون للدولة العثمانية (اقصد التركية) ما يرضيها من المطامع الاقليمية في بلاد القوقاز. لسنا في هذا المقال بصدد تفصيل الاحداث غير المشرفة للدولة العثمانية في منحها للغير اراض عربية لم تكن تملكها في يوم من الايام اوحتى لها الحق فيها، ولكن لنقف واياكم حول الزيارة الاخيرة لرئيس وزراء بريطانيا الى الولاياتالمتحدةالامريكية والتي تم تحليلها من قبل عدد من المحلليين السياسيين بشكل يبعد كل البعد عما يحمله تحليل كاتب هذه السطور. نحن نعلم ان بريطانيا لا تشكل قوتها العسكرية سوى 8% تقريبا من القوة العسكرية الامريكية، والمحللون السياسيون والاقتصاديون يعلمون جليا ما تلعبه القوة العسكرية من دور فاعل في ارساء قواعد التنمية الاقتصادية لاي بلد والسيطرة على الوضع الاقتصادي العام، ان الحكومة الامريكية الراهنة في نظر توني بلير وعدد من افراد الحكومة البريطانية ليس لها آمان في احترام ما جاءت به اتفاقية الخط الاحمر، التي يفترض ان تحول دون اجتياز المطامع الامريكية للمناطق الخاضعة لامتيازاتها ومنها العراق. ان المعركة النهائية للولايات المتحدةالامريكية هي السيطرة على نفط العراق الذي تعتبره مصدر كل الطاقات الصناعية والاقتصادية ومنع اي قوة تريد ان تأخذ منها هذا المورد الهام حتى ولو كانت حليفتها الاولى وهي بريطانيا العظمى. بالرغم من ان بريطانيا تعتقد بانها ستحصل على ما نسبته 35% من نفط العراق حسب رأي عدد من المتفائلين السياسيين البريطانين لتذهب باقي النسبة والبالغة 65% لامريكا ليكون لها الحرية في منح بعض النسب القليلة المتفاوتة لمن يمثلون بالنسبة لها حلفاء الدرجة الثانية كأسبانيا واستراليا وغيرها. ان الغزو الامريكي للعراق ما هو الا بداية الهجوم الاعظم على بقية موارد نفط منطقة الشرق الاوسط والذي يعتم عليه العالم وهو يمثل اكثر من 85% من مجموع الانتاج العالمي، بالاضافة الى السيطرة على موقع البلدان العربية الاستراتيجي الذي يربط بين شتى قارات العالم، وهذا ما ستعارضه الحكومة البريطانية بشدة باعتبار ان في ذلك خرق لاتفاقية الخط الاحمر. في حين ان حكومة الولاياتالمتحدةالامريكية ممثلة برئيسها جورج دبليو بوش ذلك الشخص الذي قضى على مجلس الامن الدولي، ولم يعد يهمه اي اتفاقيات او مواثيق سابقة وكل همه ينصب في ان يجعل من امريكا بقوة السلاح اكبر دولة عرفها وسيعرفها التاريخ لتكون (الدولة الاقتصادية العظمى التي لن تغيب عنها الشمس).