اكد الخبير العسكري اللواء اركان حرب محمد على بلال ان وسائل الاعلام ساهمت في حالة الدهشة التي انتابت المواطن العربي عندما سمع عن السقوط السريع لبغداد وقال الخبير العسكري الذي شارك في حرب تحرير الكويت عام 1991 في ندوة نظمها المنتدى الثقافي المصري بداية الاسبوع ان وسائل الاعلام ضخمت من حجم القوة العراقية الموجودة حول بغداد سواء الحرس الجمهوري او فدائيي صدام. مؤكدا ان هؤلاء كان لهم دورهم الفاعل في الدفاع عن المدن العراقية ولكن القصف الامريكي كان شديدا ووحشيا في المقابل مما اضعف كثيرا من القدرات الدفاعية العراقية. واضاف في معرض تحليله للسقوط السريع لبغداد حدثت خيانة من بعض الضباط العراقيين المسئولين عن حماية جسر يؤدي إلى فندق فلسطين الذي تقيم فيه القنوات الفضائية العربية بحيث فوجئت هذه القنوات في صباح اليوم التالي بالمدرعات الامريكية وهي تعبر بهدوء الجسر وتسير بشكل طبيعي وينزل افرادها بدون تشكيل قتالي وكأنهم في نزهة. رغم ان المقاومة مازالت مستمرة في مناطق متفرقة من بغداد. واكد ان تراجع روسيا والمانيا وفرنسا عن دعمها سياسيا للعراق ساهم في حالة اليأس لدى الجانب العراقي الذي لن يظل يقاوم مدى الحياة ومن اجل المقاومة فقط. واشار الى ان المنطق يقول انك تقاوم لتحقيق هدف سياسي وهذا الهدف غير موجود في الحالة العراقية إذ اصبح تدمير العراق واخراج نظام صدام من الحكم امرا لا مفر منه بعد تراجع روسيا والمانيا وفرنسا عن مواجهة امريكا. وحول الأخطاء العسكرية التي ارتكبتها القوات العراقية قال بلال ان الجيش العراقي اتخذ قرارا ان يتحصن في المدن لان خروجه للصحراء في ظل عدم وجود غطاء جوي له سيعرضه للتدمير السريع ، إلا ان استجابته للاستفزاز الاعلامي الامريكي حينما اعلن عن الاستيلاء على مطار بغداد الدولي وخروج تشكيل عسكري لطرد القوات الامريكية منه أدى إلى مقتل وتدمير الكثير من القوات التي كان مفترضا تخصيصها لحماية بغداد ، خاصة وان الاستيلاء على المطار الذي يبعد 20 كيلو مترا عن بغداد هدفه دعائي أكثر منه عسكري، فلا قيمة عسكرية تذكر للمطار فابتلع القادة العراقيون الطعم وعرضوا انفسهم للانكشاف امام القوات الامريكية. واضاف ان الخطأ الاخر الذي ارتكبته القوات العراقية هو عدم تدمير الكباري والجسور على دجلة والفرات لانها كانت وسائل الدخول إلى قلب بغداد كما حدث والقيادة العراقية ارجعت عدم تدمير الجسور إلى حفاظها على البنية الاساسية للدولة حتى تظهر امام العالم انها دولة متحضرة ! وهذا لا يصح في الصراع العسكري لان الخصم لن يتوانى عن تدمير هذه الجسور إذا وجد مصلحة في ذلك. مبينا "ان الاستراتيجية العسكرية العراقية اعتمدت على خطة الجزء المنعزل بمعنى ان كل قوة عسكرية لها مطلق الحرية في الدفاع عن منطقتها دون الرجوع إلى قيادة أعلى وهو واضح حاليا في المقاومة المستمرة في بعض مناطق بغداد ومدينة تكريت". وحول مصير صدام حسين توقع اللواء محمد على بلال مقتل صدام وجميع القادة العراقيين في القصف الذي استهدف حي المنصور حيث تم استعمال القنابل العنقودية والذرية المحدودة والتي تنفجر بعمق 15 مترا تحت الارض ، خاصة وان هناك مئات من عناصر الاستخبارات الامريكية والعملاء العراقيين دخلوا العراق قبل الحرب وهم الذين كانوا يتتبعون خطوات الوزراء والقادة العراقيين ويبلغون عنها ويتم بعدها القصف الجوي في مناطق محددة بحي المنصور. ونوه إلى ضرب قناتي الجزيرة وابو ظبي ليتم تحييدهما بشكل كامل لعدة ساعات ليتم عمل شيء كبير لم يتم الكشف عنه حتى الآن إلا ان كل شيء سيظهر في حينه في السنوات المقبلة. وشدد على ان المقاومة ستظل مشتعلة في العراق ضد الحكم الاجنبي مثلما يحدث في فلسطين حاليا . مستبعدا رحيل القوات الامريكية بعد فترة انتقال يتم فيها تسليم الحكم لعراقيين " لأن الهدف ليس تغيير الحكم فقط ولكن الاستيلاء على العراق كبلد عربي". واضاف بلال ان العراق كان ينفق اكبر ميزانية بين الدول العربية على الابحاث لذا فإن امريكا تبحث حاليا عن العلماء العراقيين في كافة المجالات . مشيرا إلى تصريحات لرئيس الوزراء الاسرائيلي في الكنيست والتي قال فيها ان الشعب الاسرائيلي ينبغي ان ينحني شكرا لامريكا وبريطانيا لضرب العراق. واستبعد توجيه ضربة عسكرية لسوريا في الوقت الراهن ،مبينا ان امريكا تمارس عليها ضغوطا لتهديدها فقط ما لم توقع معاهدة سلام مع اسرائيل، واعتقد ان ما جرى للعراق سيكون ماثلا امام اعين من يريد الوقوف في وجه امريكا التي تريد من العالم كله ان يقف بجانبها وينفذ مطالبها او يلتزم الصمت امام ما تريد تحقيقه وإلا سيتم ضربه !! وقال ان امريكا لا تعمل بمعزل عن اسرائيل ولكن بالتنسيق معها خاصة وان عناصر المخابرات الاسرائيلية موجودة في كل البلاد العربية .واستدرك ان الولاياتالمتحدة مهما حاربت وغيرت في انظمة الدول الاسلامية والعربية فإنها لن تستطيع تغيير العقيدة طالما بقى كتاب الله محفوظا ، فالأمة الإسلامية مر عليها مثل ما يمر حاليا ولكنها انتصرت في النهاية ، إلا ان هذا يستلزم العودة لديننا وجوهر العقيدة "إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم" وهذا هو جوهر الجهاد وحقيقته التي لابد ان تتبعها الدول العربية. جنديان بريطانيان الى جانب لوحة ملطخة لصدام