تمكنت «الرياض» من إجراء مقابلة خاصة مع الفريق الركن الملقب بأبوسيف، أحد قادة الجيش العراقي المقاوم، والناطق الرسمي باسم القيادة العامة للجيش العراقي الذي وصفه « بأنه يمثل قيادات عسكرية توزعت على محافظاتالعراق من الجيش العراقي السابق الذي انحل بقرار من الاحتلال». ووصف أبوسيف، نعمل منذ 2003 لاستعادة هوية بلدنا المسلوبة قواتنا وطنية لا تمثل حزباً سياسياً أو كياناً طائفياً تنظيم «داعش» بأنه تنظيم عابر للحدود له أجندته الخارجية الخاصة نافياً وجود اي تعاون أو تنسيق بين قوات الجيش العراقي المقاوم الذي ينتمي اليه ابوسيف و»داعش»، فالى نص الحوار: * أي الفصائل تمثلونها من المقاومة المسلحة ضد المالكي ؟ - نمثل الجيش العراقي الوطني وبعمقه قيادات عسكرية توزعت على محافظات القطر ويقودها كبار ضباط القوات المسلحة العراقية، هذا الكيان مهني لايتبع أي حزب أوكيان سياسي أو طائفي، ويعد صمام الأمان للوحدة الوطنية. * متى تم تشكيل الفصيل الذي تنتمي له ومن هم صفوفه ؟ - الجيش العراقي الوطني أعيد تشكيله وفق معايير المواطنة والكفاءة بعد احتلال العراق عام 2003 وحل وتفكيك الجيش الشرعي، يضم في صفوفه قيادات وضباط ومقاتلين من أصحاب الخبرة والتجربة ومن كافة الصنوف يجمعهم هدف تحرير البلاد وإقامة حكم وطني يستعيد الهوية العربية والإسلامية للبلاد ويوفر الحياة الحرة والكريمة لأبناء الشعب بكافة طوائفهم وقومياتهم ويحافظ على الوحدة الوطنية. * هل تفاجأتم باندلاع المعارك أم كنتم تعدون العدة منذ زمن؟ - الذي يعرف طبيعة السلطة الحاكمة وحجم الفساد الكبير وتعاملها الطائفي وممارساتها القمعية والتهميش والتهجير بحق شرائح أساسية في المجتمع والتبعية للمشروع الإيراني التوسعي، والاصرار على عدم السماع لمطالب المنتفضين، وإطلاق يد المليشيات وفرق الموت التي تقتل على الهوية لم يفاجأ اطلاقاً بالصدام مع هذه السلطة الغاشمة التي تعمل وفق أجندة طائفية مقيته وتتعامل مع شعبها وفق تصنيف الصراع بين أنصار الحسين وأنصار يزيد. لدينا تصور كامل وسبق نظر بما يحدث على الارض. * ماهي الفصائل الأقرب لكم ومن هي الأبعد عنكم ؟ - علاقتنا جيدة مع أغلب الفصائل على الساحة العراقية وتمتد الى صفحة مقاومة الاحتلال، وأن الكثير من مقاتلوا وقيادات تلك الفصائل هم من العسكريين أصلا، وننطلق بالعلاقة من إيماننا العميق بأن معركة التحرير شاملة وتتطلب جهود القوى كافة وليس بأمكان أي فصيل او كيان النهوض بهذه المهمة، وهناك علاقة خاصة في هذه المواجهة مع المجالس العسكرية التي شكلت في مطلع العام الحالي كصيغة قيادة موحدة بين الثوار عسكريين ومقاومين وأبناء عشائر. * حكاية داعش وموقفها وتأثيرها، وما أوجه الاتفاق والاختلاف ؟ - تنظيم دولة العراق والشام كان موجوداً على الساحة وبالذات المناطق المحاذية للاراضي السورية حيث تنشط فعاليات هذا التنظيم، داخل الساحة العراقية في الانبار على نطاق ضيق بعد اندلاع الثورة التي تقودها المجالس العسكرية وثوار العشائر، ودخل بقوة أكبر في معركة تحرير الموصل الى جانب بقية الفصائل. داعش تنظيم عابر للحدود له مشروعه وأجندته الخاصة، ونحن لدينا مشروع وطني يستهدف تحرير وتطهير البلاد من الطغمة الحاكمة والتبعية للأجنبي وإقامة حكم وطني يقرره الشعب ويسعى لتأمين حياة آمنة وكريمة للعراقيين الذين تحملوا الويلات والحروب منذ عقود. ونؤكد ليس لدينا اي علاقة واتصال مع هذا التنظيم وعناصره. * من أين تتلقون الدعم؟ - لم نتلق أي دعم لوجستي يذكر لا سابقاً ولا في المرحلة الراهنة، نعتمد على امكانياتنا من الأسلحة والمعدات والغنائم التي يحصل عليها مقاتلونا من القوات الحكومية المعتدية. * لماذا تأخرتم في إظهار بعض الوجوه الوطنية، لكي يعرفكم العالم ؟ - الرموز الوطنية للثورة والمقاومة العراقية موجودة على الساحة على الرغم من التعتيم الاعلامي المتعمد، وعدم ظهور القيادات العسكرية فهو منوط بالوضع الامني والحاجة الى تحركها بين قواطع العمليات في إطار السرية والكتمان في ظل متابعة الاجهزة المخابراتية الحكومية وحلفائها داخل وخارج العراق. * اليس من الأفضل إصدار بيانات واضحة لمقاومتكم لكي لاتخطف الثورة لغيركم؟ - الثورة على الساحة العراقية ذات طابع وطني خالص أهدافها واضحة المعالم وهذا ما أكدنا عليه في بيانات القيادة التي تناولت ذلك بدقة تامة ونتمنى الرجوع الى ذلك، ومع ذلك هذا الموضوع جدير بالاهتمام لوجود قوى تحاول خطف الثورة لدوافع شتى. * ماهي الدول التي تعولون عليها لمساندتكم في دعم قضيتكم ؟ - في البداية نعتقد ان استمرار السلطة الطائفية والإقصائية الحاكمة وتبعيتها للمشروع الايراني التوسعي يؤثر على أمن دول الجوار الاقليمي وبمقدمتهم الدول العربية وبالذات دول الخليج العربي، لذلك نأمل مساندة شعوبنا العربية بدعم الثورة الشعبية في العراق، للخلاص من التهديدات الخطيرة التي قد تتفاعل مع استمرار الثورة دون حسم سريع. وللعلم الثورة ضد الارهاب الذي يقف وراءه المالكي وأجهزته القمعية والمليشيات. * ماهي الدول التي تخشونها لتقف ضدكم وإجهاض ثورتكم؟ - الثوار عقدوا العزم على النصر والتحرير ولايخشون إلا الله تعالى، لكن هناك التحالف الثلاثي الأمريكي والإيراني والروسي الذي يقف بقوة الى جانب حكومة المالكي ضد ثورة الشعب بحجة مكافحة الإرهاب، أمريكا فتحت مركز عمليات لادارة العمليات وارسلت مستشاريين عسكريين وطائرات، أما ايران تعتبر أجهاض الثورة من مهامها الرئيسية فهي تبعث الأسلحة والاعتدة والحرس الإيراني وفتحت مركز تنصت في قاعدة الرشيد الجوية في بغداد، أما دور الجانب الروسي هو امتداد لدوره في اجهاض ثورة الشعب السوري، وروسيا تقدم الأسلحة والاعتدة ومعلومات الاقمار الصناعية وفي الايام القليلة الماضية قدمت عشر طائرات سوخوي 25 وهي طائرات إسناد ارضي لمقاتلة الثوار. * ماحجم معداتكم القتالية وقدراتكم العسكرية؟ - نعول أساساً على الثورة الشعبية ومشاركة المحافظات كافة لإسقاط العملية السياسية وتحرير البلاد من أعوان المشروع الايراني التوسعي. والايمان بالله وإرادة القتال القوية هو مفتاح النصر، أما العدة من السلاح والذخيرة فهي متوفرة خصوصاً بعد تحرير الموصل وهروب ثلاثة فرق وترك أسلحتها ومعداتها في ساحة المعركة. مع اليقين بأن الصراع مع الحكومة العميلة سيكون طويل الأمد وان الحكومة لديها القوة والمال وحلفاء يقفون الى جانبها. * أين أنتم على الأرض وماهي المناطق التي تسيطرون عليها؟ - الثوار وبضمنهم الجيش العراقي يسيطرون على الموصل وصلاح الدين والفلوجة ومدن اخرى بالانبار وديالى وجنوب غرب وشمال بغداد. والثوار يقفون على حدود العاصمة بغداد. * ما الهدف المنشود في خطتكم ومتى تنتهي المعركة؟ - هدف الثورة تحرير العاصمة بغداد وتحرير الشعب العراقي من الظلم الذي وقع عليه ونسعى ان يكون التوقيت قريباً وحسم المعركة دون تداعيات مؤثرة على الشعب والمدن الآمنة، لكن دخول التحالف الإيراني والأمريكي الروسي الى جانب الحكومة سيعمل على إطالة الصراع. * ماذا عن الوجود الإيراني على الأرض ؟ - بعد الانسحاب الامريكي من العراق عام 2011 سلم العراق فعليا الى نظام ولاية الفقيه وتسلق أعوان إيران من الاحزاب الطائفية على سدة الحكم وسيطروا على الجيش والمؤسسة الأمنية، اليوم ولمواجهة الثورة دفع النظام بفريق مكون من 300 من ضباط وخبراء فيلق القدس بقياة الجنرال سليماني، مهمة الفريق التخطيط وادارة العمليات ضد الثورة. كما ارسلت وحدات من الحرس الايراني بحجة الدفاع عن المقدسات هذا فضلا عما ذكرته سابقا، وذهب جنرالات الحرس بالتوصية باستخدام نفس اسلوب معالجة الثورة في سورية من دمار وقتل وتشريد. هذا فضلا عن التجييش الطائفي الذي يقوم به رموز النظام الإيراني.