يقول الرسول صلى الله عليه وسلم ( لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر) فالغرور من الأمراض الخبيثة والتي تسقط الإنسان إلى الحضيض، فالناس ينظرون إلى الشخص المغرور على أنه شخص يعاني من انهيار في شخصيته ومن جبن في أخلاقه ومن المؤكد أنهم يشمون من كل مغرور روائح كريهة . وما الإنسان المغرور إلا كما تقول إحدى المقولات كالطائر الذي في السماء كلما ارتفع إلى الأعلى صغر في أعين الناس .. يقول أحدهم : توجد في طريق العظمة موانع (والعظمة لله سبحانه أولا) : الكسل حب النساء الغرور انحطاط الصحة الإعجاب بالنفس . نعم والله، الغرور هو أحد الطرق الوعرة التي تعترض عزة وشموخ الإنسان، ولا لسبب ولكن لأن الغرور يهدم العلاقات الحميمة بين الناس وعامل هدم وانهيار لكل خلق طيب في الإنسان . والمغرور هو إنسان قد أحاط بعنقه عقدا من الكراهية بين الناس فما السبب يا ترى ؟ فليعلم كل من اغتر بماله أنه قد يصبح بين عشية وضحاها من أفقر الناس ويكون قد خسر ماله وخسر احترام الناس له . وليعلم كل من اغتر بنسبه أن كل البشر هم أولاد تسعة أشهر وهو واحد منهم .. وليعلم كل من اغتر بمركزه الوظيفي أن الكرسي دوار ولو دام لغيره لما وصل إليه، وأنه لم يوضع في مكانه ذاك إلا لخدمة المواطن والحرص على راحته لا أن يتكبر على (عيال الناس) . والناس ثلاثة (أناس كالطعام نحتاج إليهم دائما، وأناس كالدواء نحتاج إليهم أحيانا، وأناس كالداء لا نحتاج إليهم أبدا ) . والقسم الأخير الذين لا نحتاج إليهم أبداً هم كثر ومنهم (المغرورون) . قال الشاعر : ==1== صن النفس وأحملها على مايزينها ==0== ==0==تعش سالماً والقول فيك كل جميل ==2== تحية تقدير واحترام لكل متواضع لأن الله يحبه، ورسوله صلى الله عليه وسلم يحبه . سعد بن فهد القحطاني