(1) | لا يعجبني الرجل «المغرور » خاصة من كان على مستوى جيد من الثقافة والمعرفة الشاملة .. وأتساءل : كيف فات على ذهن صاحبنا أبسط الحقائق التي توضح مساوىء الغرور وعاقبته؟. - فالغرور داء قاتل يفتك بصاحبه، ويؤدي به إلى مهاوي الفشل ! وما دخل الغرور جوف أحد إلا أفسده ، وكلما تواضع المرء للعلم فإنه يرفعه ويكبره في أعين الناس. - وحين يتجاهل «المغرور » هذه الحقيقة ، فإنه يعلن عن فقدانه السيطرة على الاتزان السلوكي الذي يجب أن يتحلى به .. | يفقد «المغرور» سيطرته على العقل فيصاب بداء «العظمة» ..فلا يرى إلا ذاته ، متجاهلاً من علموه حرفة (الكتابة) !. - الناس لا تميل إلى هذا النوع من البشر، ولا توليه أدنى اهتمام ، أما من يلتف حول المريض بالغرور فإنه من النوع الذي تخدعه الألفاظ، والعبارات المنمقة ، ولابد يوماً أن يكتشف أن صاحبه (المغرور) مصاب بعقد نفسية لم يجد من يحلها له ! بل إنه لا يعترف بوجودها لأن «الغرور» أعماه!. (2) | قال صلى الله عليه وسلم : (من كان له وجهان في الدنيا كان له يوم القيامة لسانان من نار) . هذا تحذير صريح من سيد الخلق صلوات الله وسلامه عليه إلى كل من تميل نفسه إلى حب الظهور بوجهين سعيا وراء مكاسب مادية أو مكانة اجتماعية ، والوعيد يوم الحساب بعذاب من الله تعالى. - وحين نشاهد مثل هذا المخادع ، وهو يمارس ألعوبة التستر خلف الأقنعة، فإن الحذر منه واجب خشية الوقوع في حبائل خداعه ومراوغته ، والله الهادي إلى سواء السبيل. (3) هذا الوطن الحبيب يستحق منا كل البذل والإخلاص و«المواطنة» الحقة، تتأكد من خلال الفعل الإيجابي الذي يحقق الخير والمنفعة للجميع، ويحمي الوطن من شرور الحاقدين. وإذا كان «حب الوطن من الإيمان» فإن العقيدة الإسلامية التي نستنير بهديها تلزمنا - دون شك - أن نكون حريصين على الإخلاص والولاء لهذه القيادة الحكيمة التي حققت لنا الكثير من المنجزات الحضارية الخيرة، في ظلال الأمن والرخاء والحياة الكريمة، فاللهم ادم علينا نعمة الإيمان، وزينه في قلوبنا ، واجعلنا هداة مهتدين مدركين لكل دور فيه الخير والمنفعة للبلاد والعباد. وقفة | ( إن الإنسانية في معارفها العلمية والأدبية لاتزال في دور الطفولة، وأن من الغرور أن نحسب أننا وصلنا إلى الأعماق في إدراك جميع الحقائق والمعاني).