دمج الصحافيين في وحدات عسكرية ليس ممارسة لا سابق لها، اذ سبق ان مورست سابقا لكن بأشكال مختلفة. مراسلو الحرب شكل من اشكال الصحافة يعود الى حرب القرم في القرن التاسع عشر ودمج صحافيين في وحدات عسكرية ليس ممارسة لا سابق لها وان اتخذت في الحرب في العراق اشكالا ومدى لا سابق له. وقال عالم الاجتماع المتخصص في وسائل الاعلام جان ماري شارون: ان ظهور مراسلي الحرب امر مثبت منذ حرب القرم (1854-1856). لا نعرف اذا كانوا قريبين من القوات لكن كان هناك مراسلون يحملون دفاتر لتدوين ملاحظاتهم ورسامون لنقل المشاهد . واضاف شارون: مع الحرب العالمية الاولى اصبح العسكريون الفرنسيون يرفضون ان يرافقهم صحافيون الى ميادين القتال. في فرنسا كان العسكريون ينقلون الحدث من ميدان القتال كما كان يحدث في صحيفة لو بوتي باريزيان . وتابع: ان جدلا طويلا جرى في 1915 و1916 حول امكانية ذهاب الصحافيين الى الخنادق . واوضح ان الانكليز والفرنسيين قبلوا بتوجه صحافيين فرنسيين الى ميادين القتال واوائل المراسلين الفرنسيين تحدثوا عن مواقع ليست فرنسية ولم يذهبوا الى اراض فرنسية الا في 1917 . وفي الحرب العالمية الاولى ايضا وقع احد اشهر الصحافيين في العالم البيرت لوندر (1884-1932) مقاله الاول في صحيفة لوماتان عن كاتدرائية ريمس التي احرقت، ثم انغمس في هازيبروك (شمال فرنسا) في اكتوبر 1914 في حياة الجندية. ويقول بيار اسولين الذي الف كتابا عن سيرته انه كان يرى ان المراسل جندي وهكذا كان يرى المهمة ليس لانه يحمل روح النضال بل لان الكتابة في نظره كانت نضالا. ومن 1936 الى 1939 خلال الحرب الاهلية الاسبانية دافع المصور روبير كابا والصحافي والروائي لاحقا ارنست همنغواي الذي كان يعمل لوكالة نورث اميريكان نيوزبيبر الاينس عن قضية الجمهوريين الاسبان. وفي هذا النزاع كان كابا مع القوات الاميركية التي انزلت في السادس من اكتوبر في اوماها بيتش. وقال اليكس كيرشاو الذي وضع كتابا عن كابا ان الاخير نشر سلسلة من الصور في مجلة لايف وتحدث عن شعور الخوف الذي كان يجعله يرتجف من رأسه الى اخمص قدميه . واتبع الاميركيون النظام نفسه في حرب فيتنام لكن صور القتلى الكثيرين في نشرات الأخبار اثرت على معنويات العديد من الاميركيين. واتهم العسكريون الصحافيين بانهم تسببوا في خسارة فيتنام . والغي نظام دمج الصحافيين بالقوات منذ ذلك الحين. وابقى الاميركيون على الصحافيين خارج القوات في غزو غرينادا واتبع البريطانيون الاسلوب نفسه في حرب المالوين. وفي 1991 فرض الأميركيون في حرب الخليج أسلوب مجموعات الصحافيين الذي تعرض لانتقادات الصحف. وقال شارون ان افغانستان اثرت الى حد كبير على طريقة العمل بسبب عدد الصحافيين الذين قتلوا بسبب عدم تنظيمهم، وهذا يفسر العودة الى مراسلي الحرب الذين دمجوا في القوات .