لئن كانت الانتخابات البلدية في نسختها الأولى تجربة مجتمعية لافتة كونها أطلقت أنموذجا غير مسبوق لمشاركة الناخب في صنع القرار من خلال التصويت في صناديق الاقتراع لاختيار المرشح الأنسب أو الأقرب إلا أن هذه التجربة رغم الترحيب الاحتفالي بها من المجتمع بكافة أطيافه باعتبارها منتجا جديدا كان يأمل المراقبون من خلالها إلى أن تمتد بقعتها إلى مساحات أوسع بيد أنها كانت مخيبة للآمال بالرغم من تفاوت الممارسات وهامش الصلاحيات الذي اختلف جذريا بين مجلس وآخر هذا إذا ما صنفنا بعض الاجتهادات الفردية ذات الصيغ الفلاشية والفقاعية في خانة الذي لا يقاس عليه إذ لم تستطع تلك المجالس جميعها أن تخرج مولودا صحيح الجسم والعقل من ذلك الرحم الذي ظل فيه الجنين أكثر من المدة المطلوبة أو المعقولة فخرج وليدا خديجا بعكس ما هو معروف ومتعارف عليه فسيولوجيا وطبيا. الوعي بضرورة المشاركة ينبغي أن يقابله هامش واسع من الصلاحيات النافذة للمجالس المنتخبة يرى الناخب أثرها ويشعر بنتائجها لا أن يكون صوته حبر على أوراق وبين هذا البعد وذاك نخرج بضرورة إخراج الانتخابات من سياقاتها الذهنية السلبية التي تشكلت في النسخة الأولى إذ أنه ليس السهولة تعديل الانطباع الأول في الرأي الجمعي الذي لم ير إنتاجا ولو محدودا على الأرض يمثل الحد الأدنى من الطموحات ولا أقول الأحلام فليس ثمة جهد ذي بال يمكن أن نرصده أو يشار إليه في هذا الاتجاه. الوعي بضرورة المشاركة ينبغي أن يقابله هامش واسع من الصلاحيات النافذة للمجالس المنتخبة يرى الناخب أثرها ويشعر بنتائجها لا أن يكون صوته حبر على أوراق تسجل وتعد لأسماء تفوز فتجتمع دوريا بلا فائدة ولا نتيجة أو أثر. ولكون التجارب الأولى تصطدم دائما بتعثر البدايات مازال الذهن يحتفظ ببعض المفارقات العجيبة التي أفرزتها الانتخابات البلدية الأولى لعل من أطرفها أن بعض مخيمات المرشحين تحولت إلى بوفيهات يومية لكل زائر تزدان ب (المفاطيح) وتفوق في تنظيمها وإعدادها ما تقدمه فنادق الخمس نجوم وأخرى تحولت إلى أمسيات شعرية وندوات أدبية ومحاضرات دينية وأخرى تحولت إلى ديوانيات يلتقي فيها الأصدقاء والزملاء، لكن مما كان يؤسف له ذلك التلوث البصري الذي أحدثه بعض المرشحين في تعليق إعلاناتهم التي تحمل صورهم الجميلة بابتساماتهم المشرقة ومشالحهم اللامعة. وبين احتفاء بتجربة حديثة ونتائج مخيبة تخللها حراك ثقافي وضرب بالخمس سنرى وننتظر بفارغ الصبر ما ستنتجه لنا الانتخابات البلدية في نسختها الثانية! [email protected]