ظهرت نتائج الانتخابات البلدية في معظم مناطق المملكة لتكشف عن اكتساح المرشحين على أساس قبلي في نتائج التصويت، في حين فإن التحالفات الأيديولوجية والمهنية غابت تماماً. وعزا نسبة كبيرة من الناخبين اكتساح تحالف المرشحين على أساس قبلي، إلى أن المجلس البلدي في دورته الأولى الذي اكتسحت فيه التحالفات الأيديولوجية والمهنية نتائجها خيّبت الآمال كثيراً. وعمل المرشحون منذ بدء تسجيل أسمائهم على كسب أصوات أبناء القبيلة، كما أجرت بعض القبائل انتخابات مصغرة لاختيار مرشح واحد للقبيلة. إلى ذلك، أعلن أمين المنطقة ورئيس اللجنة المحلية للانتخابات البلدية بمنطقة الجوف المهندس محمد الناصر خلال مؤتمر صحافي في وقت متأخر من مساء أول من أمس نتائج الانتخابات، على النحو التالي: المجلس البلدي لمدينة سكاكا: محمد حمود الحركان الدغماني، طويرق نزال الفهيقي، عزيز دخيل الله الحازمي ، خالد محمد العساف السرحاني، عبدالرحمن نبط العسكر، مونس ماطر الرويلي. وفي القريات: تارف رويق الرويلي، محمد شعير الشراري، زيدان مدان الشراري، حمود ملاهد العنزي، وفاز في دومة الجندل: شريدة الدرع، متعب القاضب، محمد الحسن، عبدالعزيز الزارع. من جهة أخرى، ودع موظفو مراكز الانتخابات البلدية الناخبين أول من أمس، بعدد من التساؤلات والمفاجآت التي سجلتها الدورة الثانية من الانتخابات، إلا أن أبرزها جاءت في ضعف الإقبال من الناس على التصويت، وفوز مشرحين بأصوات قليلة جداً، إذ يشير أحد المشرفين في الدائرة الثانية في المركز 12 في الرياض، إلى أن مجموع الناخبين المسجلين في دائرته بلغ 2449 ناخباً، لم يحضر منهم سوى 194 شخصاً. ودخلت الانتخابات البلدية يوم الخميس مرحلة الحسم النهائي لاختيار المرشحين، الذين أمضوا 11 يوماً سعوا فيها إلى ملامسة حاجات المواطنين عبر «برامج» انتخابية طاولتها شكاوى مرشحين من «كثرة المحظورات في لائحة تعليمات الحملات تسببت في التضييق عليهم»، كما شعر ناخبون ب«ضعف الزخم الاتصالي والإعلاني» الذي واكب الدورة الانتخابية الأولى عام 2005. وفيما افتتحت مراكز الاقتراع أبوابها عند الساعة الثامنة صباحاً على أمل استقبال نحو مليون ناخب، إلا أن الأوساط الاجتماعية لم تهدأ خلال الأيام الماضية في مناقشة أداء المجالس البلدية وقدرتها الحقيقية على خدمة البلد وسكانه، خصوصاً أن فترة الأعوام الستة الماضية كانت كفيلة للناس لتقويم أدائها، إذ يرى البعض أن معظم مقترحات أعضائها لم تتجاوز أن تكون حبراً على «الورق» دون تنفيذ على أرض الواقع، غير أن آخرين حملوا «آمالاً عريضة» في إحداث تغييرات جذرية في المجالس لمنح أعضائها صلاحيات أوسع وتفاعل حقيقي مع مشكلات الدوائر التي فازوا من خلالها. وفيما شهدت مراكز الاقتراع «تراجعاً في الإقبال الشعبي» خصوصاً في المدن الرئيسة، كان الإقبال عكس ذلك في بعض المحافظات، الذي ارتفع فيها نسبة الناخبين، لأسباب أرجعها مراقبون إلى «الروابط القبلية التي دفعت إلى ترشيح أسماء معينة دون الرجوع إلى برنامجها الانتخابي»، غير أن اللافت في الدورة الثانية من الانتخابات البلدية التراجع الفعلي لعدد الناخبين والمرشحين مقارنة بالدورة الأولى التي عقدت في عام 2005، خصوصاً أن أعداد المرشحين شهدت تراجعاً لافتاً في المدن الرئيسة، حيث تقلص عدد المرشحين في بعضها إلى ما يقارب النصف تقريباً، مقارنة بالدورة السابقة. وخرجت دعوات من مراقبين إلى «منح فرصة ثانية» للمجالس البلدية واختبارها في مدى قدرتها على «معالجة» أهم قضايا المدن ومشكلات الأحياء وحاجاتها، والنظر في مدى تطور أداء تلك المجالس قبل إطلاق «رصاصة الرحمة» عليها في الدورات المقبلة التي ستشهد دخول المرأة ناخبة ومرشحة، بل إن البعض أعلن أنه لن يشارك في التصويت هذا اليوم، بانتظار دخول المرأة لمنحه صوتها منذ الآن، لعل شيئاً من الوعود الانتخابية تتحقق، وصلاحيات أكبر تدخل لتلك المجالس.