ورد لفظ ( النصح) في موضع واحد من كتاب الله الحكيم، هو قوله تعالى: " ولا ينفعكم نصحى أن أردت أن أنصح لكم" ( الآية 34من سورة هود) وورد لفظ ( ناصح) وناصحون في عدة مواضع: " وأنا له لناصحون" ( 11 سورة يوسف) أي قائمون بجميع مطالبه، وفي اللفظ معنى الحفظ، ولذلك ورد بعد هذه الآية "وأنا له لحافظون" ( 12 يوسف). -" اني لكما لمن الناصحين" ( 21 الأعراف)، و" نصحت لكم ولكن لا تحبون الناصحين" (79 الأعراف) وفي كتاب الله كذلك: " ونصحت لكم" (79 الأعراف)، و" نصحت لكم" (93 الأعراف) " إذا نصحوا الله ورسوله" (91 التوبة)،" أبلغكم رسالات ربي وأنصح لكم" (62 الأعراف) وجاء في كتاب الله عز وجل كذلك:" توبة نصوحاً" ( 8 التحريم) أي توبة صادقة. والنصح والنصيحة هي إبداء الرأي والمشورة الحسنة لغيرك من الناس وهي الدلالة على طريق الخير، والإرشاد إليه، والحض عليه، وهي بذل الرأي لكل من يطلب منك الرأي المستقيم ممن يكون في مشكلة أو تلقى عليه مسئولية.. وفي الحديث الشريف:( الدين النصيحة، قلنا: لمن يا رسول الله؟ قال: لله والرسول وليس كالنصيحة عمل من أعمال الخير، ومساعدة بارة كريمة لمن وقع في ورطة، أو خر تحت وطأة الأحداث. فالنصيحة هي الإرشاد بالرأي إلى طريق الخير والسداد والصواب، فمن نصحك بالخير وفق ما أمر الله ورسوله، فهو ناصح أمين يستمع له، ومن نصحك بالشر والسوء فهو ناصح غشاش أثيم، فاجتنبه واجتنب نصيحته، واختلاف الناصحين كاختلاف الأصدقاء، فمنهم أصدقاء الخير ومنهم أصدقاء السوء، ومنهم جلساء الخير، ومنهم جلساء الشر. والذي ينصح الإنسان بالرأي المخالف للدين هو كاذب مخادع شرير، والذي ينصح الإنسان بما يوافق الدين والعقل والرأي الصادق السديد فهو الأخ المخلص المؤمن الذي يسعى إليه لأخذ رأيه واستشارته، وفي كتاب الله عز وجل: " فليتقوا الله وليقولوا قولاً سديداً" (9 النساء)، " اتقوا الله وقولوا قولاً سديداً" (70 الأحزاب). رزقنا الله السداد، ومنحنا الصواب والتوفيق، وأرشدنا إلى الخير، وجعلنا ممن رضي عنهم ورضوا عنه. د. محمد عبد المنعم خفاجي