ماتنقله الفضائيات الاجنبية والعربية من صور السلب والنهب التي عمت بغداد ومدن العراق الاخرى، وهذه الفوضى العارمة التي امتدت الى كل اجزاء القطر العراقي.. هذا الواقع المؤلم لايمثل العراق ولا العراقيين.. العراق بلد الحضارات والايادي البيضاء على الثقافة العربية منذ القدم، والعراقيون ابناء تلك الحضارات باصالتهم واباء نفوسهم وكرامة محتدهم, وشعب يملك هذا الارث الحضاري المشرف لايمكن ان يتحول بين ليلة وضحاها الى مجموعة من اللصوص وقطاع الطرق والعابثين بالامن. ان هذه الشرذمة افراز نظام فاسد اشاع بينها الحرمان والفاقة, فوجدت في الجريمة ملاذها عندما سنحت اول فرصة ومع ذلك فان الشعب العراقي بكل اطيافه ادان هذه الهمجية ودافع ببسالة عن ممتلكاته وشرفها, وطالب ولا يزال يطالب المجتمع الدولي بالتدخل لتصحيح هذه الصورة التي تريد امريكا ان تقدمها للعالم عن العراق لتبرر احتلاله والتحكم في مصيره لاجيال لايعرف نهايتها الا الله. هذا التزوير الذي يتعرض له الشعب العراقي لا احد يجهل اهدافه فهو يجري بتشجيع القوات الامريكية التي ظلت تتفرج على هذه الممارسات الشاذة دون ان تحرك ساكنا, وكأنما تريد انهاك هذا القطر العربي المسلم حتى الرمق الاخير بعد كل الدمار والقتل اللذين قامت بهما هذه القوات في كل مدن العراق لتتحول الحرية التي تزعم فرضها الى فوضى دون ضوابط يدفع ثمنها العراقيون وما حققوه من انجازات في بلدهم وكلما زاد الدمار والتخريب والسلب والنهب زادت ارقام عقود اعادة بناء العراق وهي العقود التي تحظى فيها الشركات الامريكية بنصيب الاسد. من اجل ذلك حافظت هذه القوات على آبار النفط وامنت لها الحماية اللازمة لتضمن سرعة سداد فواتير هذه الحرب الغاشمة التي اريد لها ان تسوق المشروع الصهيوني في الدرجة الاولى على ايدي بوش وحليفه بلير. لقد اراد التحالف الانجلو - امريكي تقديم العراق بهذه الصورة المشوهة لكن العرب كل العرب ومعهم المنصفون في العالم يعرفون ان العراق مختلف كل الاختلاف عن هذه الصورة المزورة وان العراقيين بعيدون كل البعد عن هذه الممارسات البشعة وانما هي فئة ضالة مضللة تقوم وبتشجيع من قوات الغزو بعمليات النهب والسلب ثم تغادر المدن المسلوبة مما يعني انها ليست من سكان هذه المدن الذين لزموا منازلهم خوفا من ان تطالهم هذه الفوضى العارمة بأضرارها الواضحة للعيان. أهذه هي الحرية التي وعد بها بوش العراقيين؟.. حرية السلب والنهب وفقدان الامن والامان؟ أهذه هي الديمقراطية التي تبيح القتل والتدمير والخراب؟ واين عقلاء العالم مما يجري في العراق؟