عدد وزير الدفاع الأميركي دونالد رامسفيلد بدقة المراحل التي قد تؤدي الى قرار أميركي بشن حرب دون التطرق صراحة الى حالة العراق ، وذلك في مقال أمس الأول السبت في صحيفة لو فيغارو الفرنسية . وكتب رامسفيلد بمناسبة الاحتفال بإعلان الهدنة في 11 من نوفمبر 1918 لا أحد يستيقظ من نومه مع رغبة في الذهاب الى الحرب.. وأضاف الوزير الذي يعتبر من صقور الإدارة الأميركية ان خيار القوة العسكرية هو آخر المطاف وليس أبدا الخيار الأول.. ان الحرب خطيرة. ودامية. لكنه أضاف مستعيدا احد اقواله المأثورة هناك مخاطر كبيرة في الانتقال الى العمل لكن هناك ايضا مخاطر في عدم العمل.. وقال اننا في القرن الحادي والعشرين مهددون باسلحة دمار شامل كيميائية وبيولوجية ونووية قادرة على قتل مئات الالاف من الناس دون الاشارة الى التهديد العراقي. واعتبر انه يتعين طرح ستة انواع من الاسئلة قبل اتخاذ قرار بشن هجوم عسكري على هدف. * هل الانتقال الى العمل ضروري حقا؟ * هي يمكن اصابة الهدف، وهل المخاطر مقبولة؟ * هل المهمة واضحة الاهداف والنجاح؟ * اذا كان العمل المقترح ضروريا وقابلا للتنفيذ فهل يستحق الامر فعلا العناء؟ * ما تبعات الانتقال الى العمل. واخيرا اضاف اذا فشلت الجهود الدبلوماسية ولم تنجح عملية وقائية نشطة في تغيير التصرفات ولا منع النزاعات فهل نحن على استعداد للتحرك بسرعة وبطريقة حاسمة وبكل القوة اللازمة للحرب. واضاف رامسفلد اليوم تخوض الولاياتالمتحدة و90 دولة حليفة حربا مختلفة عن كل ما سبقها مشيرا الى الحرب على الارهاب.. وخلص في هذه الحرب لا نستخدم القوة باستخفاف .. انه عهد علينا لمقاتلينا القدماء والحاليين ولكل من تتمثل مهمته في الدفاع عن الحرية عندما يتطلب الامر . على جانب آخر ، بدأت الولاياتالمتحدة التي اتهمت طويلا بالسعي الى ضرب العراق، حملة تودد لخطب ود الرأي العام العربي سعيا لاقناعه بان واشنطن تأمل من خلال جهودها لنزع اسلحة العراق في تحقيق السلام. وسعى وزير الخارجية الاميركي كولن باول الى اظهار نوايا واشنطن السلمية في سلسلة من الاحاديث التي ادلى بها ليل الجمعة الى السبت الى عدد من قنوات التلفزيون العربية. غير ان باول طلب من الدول العربية الضغط على العراق ليلتزم بالقرار 1441 الذي تبناه مجلس الامن بالاجماع الجمعة والخاص بنزع اسلحة العراق .. وقال لمركز تليفزيون الشرق الأوسط ( ام بي سي) لنبحث عن وسيلة للتوصل الى السلام بدلا من البحث عن وسيلة لشن حرب . واضاف ان الرئيس بوش والحكومة الاميركية مهتمان حاليا بالتوصل الى سبل صنع السلام وليس الحرب ونزع اسلحة صدام حسين حتى تصبح المنطقة اكثر سلما واستقرارا. . واعتبر في حديث لقناة ال.بي.سي اللبنانية انه في حال تعاون العراق مع مفتشي (الاممالمتحدة) فان ذلك سيمكننا من تسوية المشكلة سلميا. بل انه أوضح ان واشنطن ستكف عن الدعوة الى الاطاحة بالنظام العراقي في حال ما اذا تعاونت بغداد بالكامل مع المفتشين. وقال باول لقناة الجزيرة الفضائية القطرية اذا تخلص النظام العراقي من اسلحة الدمار الشامل وتعاون مع مفتشي الاممالمتحدة فهذا يعني حدوث تغيير في النظام العراقي.. واضاف في حال التزم (العراق) بقرارات مجلس الامن حول نزع الاسلحة فانه سيكون قد تبنى سياسة جديدة مما يعني حدوث تغيير في طريقة تفكير بغداد. وتتعارض تصريحات باول التي بثتها العديد من القنوات العربية تماما مع التصريحات العدائية للرئيس بوش ووزير الدفاع الاميركي دونالد رامسفيلد الداعية الى الاطاحة بالنظام العراقي. غير ان باول حرص على تاكيد ان الولاياتالمتحدة تحتفظ بحقها في التحرك في حال ما اذا انتهك العراق القرار 1441 الذي تم تبنيه بالاجماع الجمعة.. وقال في حديثه للجزيرة لا ينبغي النظر الى هذا القرار على انه اعلان حرب بل كقرار يهدف الى ازالة الاسلحة الخطرة من المنطقة ومنع صدام حسين والنظام العراقي من تطوير اي نوع من الاسلحة التي استخدمها ضد مواطنيه وجيرانه. وسعى باول الذي استخدم، مجاملة للمسلمين، عبارة رمضان كريم، الى ان يظهر للشعب العراقي فوائد نزع اسلحة بلاده. وقال للشبكة اللبنانية ان الولاياتالمتحدة لا تسعى الى استغلال الفرصة للهجوم على الشعب العراقي. واضاف نريد ان نساعد الشعب العراقي على استخدام موارده النفطية لاغراض سلمية لتحسين (وضع) المجتمع وليس لتطوير اسلحة وصواريخ تهدد الجيران. وتحدث باول ايضا عن الملف الفلسطيني ردا على اسئلة صحافي من قناة ابو ظبي ربط بين العراق والنزاع الفلسطيني الاسرائيلي.. وقال ان الولاياتالمتحدة تشعر باحساس رجل الشارع في العالم العربي واكدت انها ملتزمة تماما بايجاد وسيلة لتحريك مسيرة السلام في الشرق الاوسط. وبالرغم من تصريحاته حول السلام طلب باول الجمعة من الدول العربية الضغط على العراق لحمله على الالتزام بقرار نزع اسلحته. وقال مسؤول في الخارجية الاميركية طلب عدم كشف هويته نريد من كل الذين يتحدثون الى العراقيين ان يقولوا لهم ان عليهم الانصياع للقرار. من جهة أخرى، اعتمدت خطة وزارة الدفاع الأمريكية لغزو العراق، والتي تسلمها الرئيس الأمريكي جورج بوش قبل إصدار مجلس الأمن لقرار العراق رقم 1441، على استخدام عدد يتراوح من 200 ألف إلى 250 ألف جندي أمريكي برا وبحرا وجوا. وكان بوش قد أعلن عن تسلم خطة الغزو، دون أن يذكر تفاصيل، أو يصدر قرارا أيضا للبنتاغون بتنفيذها، وفقا للموقع الإليكتروني لصحيفة نيويورك تايمز الأمريكية. غير أن الخطط الأمريكية للإعداد لغزو العراق لن تتوقف انتظارا لامتثال العراق لقرارات مجلس الأمن، وفقا لوكالة AP. وكانت الخطط التمهيدية لغزو العراق تعتمد على استخدام حوالي مائة ألف جندي أمريكي، غير أن العدد قد زاد استجابة لتوجهات الجنرال تومي فرانكس قائد القيادة المركزية للجيش الأمريكي، والذي يرغب في استخدام عدد أكبر من القوات، حسب مسؤولين من البنتاغون رفضوا الكشف عن هويتهم. وذكر تقرير النيويورك تايمز أن الهيكل الأساسي لخطة ضرب العراق يعتمد على بدء حملة جوية، ثم الاستيلاء على قواعد في شمال وغرب وجنوب العراق يمكن للقوات الأمريكية والعناصر المتعاونة معها العمل من خلالها. ويعقب ذلك عزل القيادة العراقية في العاصمة بغداد ، بأمل إحداث انهيار سريع في الحكومة العراقية. غير أن النقطة التي تثير جدلا هي احتمال اتجاه الرئيس العراق صدام حسين لاستخدام أسلحة التدمير الشامل، والتي تعتقد الولاياتالمتحدة أنها بحوزته، في مرحلة مبكرة من الحرب، الأمر الذي يمكن أن يُحدث تغييرا في مسار العمليات. ووفقا لتقارير سابقة، فإن أحد الأهداف الرئيسية لخطة الحرب الأمريكية ضد العراق هي تجنب إحداث خسائر ضخمة في المنشآت المدنية العراقية مثل محطات الكهرباء وتنقية المياه. وتأمل الولاياتالمتحدة أن التعامل مع الأهداف العسكرية العراقية فقط لن يثير عداء ضد الولاياتالمتحدة في العالم العربي. غير أن صحيفة نيويورك تايمز ذكرت أن صدام يعد فرقا من الانتحاريين لتفجير طلائع القوات الأمريكية. والهدف الإستراتيجي من تشكيل تلك الفرق، حسب التقارير، هو إثارة مِشاعر العداء ضد الولاياتالمتحدة في العالم العربي. وإلى ذلك، يقوم البنتاغون بعمليات مستمرة لتحريك القوات العسكرية لتكون جاهزة لتنفيذ أي عمليات. وتملك القوات البحرية حاملتي طائرات حاليا يمكنهما قصف العراق، ومن المقرر أن يتم تحريك أخريين إلى المنطقة الشهر القادم. وذكر سلاح الجو الأمريكي إنه في سبيله إلى نشر قاذفات الشبح في جزيرة سان دياغو في المحيط الهندي. وتشهد تلك الجزيرة حاليا عمليات لبناء حظائر الطائرات. وتتمركز العديد من طائرات سلاح الجو الأمريكي في قطر والبحرين ، إلى جانب الآلاف من أفراد القوات البحرية والجوية، ومشاة البحرية الأمريكية في المنطقة.