عرف الانسان الصيد منذ وجد على هذه الارض, وكانت هذه المعرفة حتمية لتأمين بعض حاجته من الطعام. ومع مرور الزمن, وتطور, وتنوع مصادر قوت الانسان تحولت حرفة الصيد الى هواية, وترف.. واكثر الامم ولعا بالصيد البري هم العرب. ذلك ان هذه الرياضة اقرب الى سليقة العربي, وادل على رجولته, وفروسيته. بل ان لحم الصيد افخر طعام يقدم على مائدة العربي. واتفق ان من بين من يتعاطى هواية الصيد من العرب كانوا ادباء, وشعراء, سحرتهم مشاهد الصيد وجمال الطرد, ومناظر الطبيعة.. فتفجرت قرائحهم عن ادب شعري, ونثري يصف, ويصور مشاهد الصيد في كافة اشكاله. شاع هذا الادب عند العرب منذ العصر الجاهلي, وازدهر, وبلغ ذروته في العصرين الاموي, والعباسي. حتى تفرع من هذا الادب فن شعري خاص عرف بالطرديات, وصار له شعراؤه المبرزون فيه كالنواسي, وابن المعتز وغيرهما, ثم طال هذا النوع من الادب ما طال الادب العربي عامة من جمود, وانحطاط. حتى اذا بزغ فجر النهضة, وانبعثت فنون وموضوعات الادب العربي من جديد بقي ادب الصيد غافيا. لا تكاد تحس له وجودا بين ما يتعاطاه الادباء من سائر الفنون الادبية الاخرى. ربما بسبب ندرة الصيد, وتقنينه عالميا, وانصراف الناس الى ممارسة انواع بديلة من الرياضات الحديثة. خالد فهد البوعبيد