افرز عصر الانفتاح على الغرب وسيطرة الفضائيات والانترنت ابواقا تتشدق بحرية المرأة وينسى الذين يدعون الى ذلك ان الاسلام هو اول من كفل حرية المرأة وذلك قبل 14 قرنا وقد تطورت المجتمعات الاسلامية في نظرتها الى المرأة حتى اصبحت تتبوأ الآن مكانة مرموقة في هذا المجتمع وتشارك الرجل العمل في كل المجالات. حول هذه المسألة اجرت "اليوم" الاستطلاع التالي: ترى (وفاء م): ان الغرب صبغ مفهوم حرية المرأة بصبغة سوداء حدت بمجتمعنا الاسلامي الى التخوف من هذه الحرية وتصنيفها ضمن المحرمات وان المرأة المتحررة هي امرأة خارجة عن الدين والعادات الاجتماعية وانها انسانة استباحت كل محرم وممنوع وقد تعمق هذا الاعتقاد لدينا حتى اصبح من الموروثات التي تورث لنا جيلا بعد جيل.. ورغم تطور الحياة وذوبان الجليد عن كثير من المعتقدات الا اننا نجد مفهوم حرية المرأة مازال رهين قنينة تحت اضواء المجتمع وانا عن نفسي اذا كانت حرية المرأة كما ذكرت سابقا (اي بالمفهوم الغربي للتحرر) فانني ارفضها من الجلدة الى الجلدة لان الحرية التي اصبو اليها ومعي كثيرات ليس بالخروج عن الدين والعادات والتقاليد وانما بتفعيل ادوار المرأة الاجتماعية واكسابها مزيدا من الفرص العلمية والعملية ولكن وفق حدود يجب ان تقف اي امرأة مسلمة عندها حتى لا تخسر الدنيا والآخرة. العادات والتقاليد وتشير (نورة ع): الى ان المرأة في السابق لم تكن تستطع مناقشة ولي امرها في ادق مواضيعها الحساسة الخاصة بها كالزواج مثلا. وهذا ليس لاعتقاد ديني لان الاسلام يقر وجوب مشاورة الفتاة في قبولها من تقدم لخطبتها ولكن يأتي هذا التزمت في الرأي اما بسبب سلسلة من العادات والتقاليد المتوارثة او لمجاملات لا اساس لها فتقع بالتالي الفتاة ضحية سلبها لحرية رأيها اما الآن فلله الحمد نجد ان رأي المرأة قد تحرر حينما بدأ الجميع بتطبيق الحرية الحقة التي دعا اليها الاسلام منذ عهد الرسول محمد صلى الله عليه وسلم. كما ان المرأة بدأت تستشار في كثير من الامور والقضايا الاجتماعية واصبح لها حجمها ووزنها كصاحبة رأي يؤخذ به تماما كما كانت امهاتنا المسلمات في عهود صدر الاسلام وهذا هو مفهوم الحرية في نظري حرية فكر ورأي "واحترام "يتبعها احساس للمرأة بقيمتها في الحياة. وقالت (رهف عبدالله): لدي عقليتي وآرائي وثقتي في نفسي ولذلك ارفض ان يطلق علي (المرأة متحررة) وذلك لما شاب هذا النعت من فهم مخلوط لما يعنيه تحرر المرأة حيث يعتقد الكثير ان اي عمل يشكل خروجا وانحرافا عن جادة الطريق القويم يعد تحررا. وهذا ما ترفضه نفسي رفضا قاطعا. لانني ارفض ان اكون بهذه الصورة فانا قبل كل شىء امرأة ومسلمة وحتى يفهم المجتمع معنى هذه الكلمة فهما صحيحا احب ان يطلق علي وصف امرأة متعلمة او مثقفة او واعية وهذه ليست مشكلتي وانما مشكلة من مشاكل سوء الفهم لكثير من المفاهيم الحديثة. رفض الفتاة المتحررة وتوضح (حنان علي) قائلة لو سئل شاب عن فتاة يريد خطبتها فقيل له انها فتاة جميلة متعلمة ومن اسرة عريقة وانها حسنة الخلق وذكية ومتحررة فهل سيقبل؟ نعم سيروقه جميع ما ذكر لكنه سيضرب اخماسا في اسداس عند كلمة "متحررة " لا لشىء وانما للصورة السيئة التي المجتمع لمعنى التحرر وهذه الفكرة ستكون الفيصل في قرار ارتباطه بمن سعى لخطبتها لذا ارى ان هناك مسؤولية هامة تقع على عواتقنا بوجوب تصحيح مفهوم التحرر وفقا للنظرية الاسلامية لكي يأخذ شكله الصحيح ولا يفهم فهما خاطئا ولا نشعر بذلك التحرج من استخدام هذه الكلمة ليس لسوئها وانما لسوء ما الصق بها من اتهامات.