اعربت اسرائيل عن الامل في ان يؤدي تعيين محمود عباس (ابو مازن) رئيسا للوزراء بعد ان نجح في اختيار تشكيلته الحكومية الى انهاء عهد عرفات الذي لا يزال يتمتع بالنفوذ وسجل خلال تاريخه السياسي قدرته على النهوض من كبواته. فقد خضع عرفات لضغوط دولية هائلة حملته على الموافقة على تشكيلة حكومة عباس التي ينبغي ان يتيح توليها مهامها نشر خريطة الطريق الدولية التي تقترح خطة على مراحل لاقامة دولة فلسطينية بحلول 2005. ووافق عرفات، قبل ساعات من انتهاء المهلة القانونية منتصف ليل الاربعاء، على ان يتولى ابو مازن (68 عاما) وزارة الداخلية ويعين العقيد محمد دحلان وزير دولة لشؤون الامن الداخلي. وتفترض اسرائيل أن على عباس ودحلان خصوصا قمع حركة المقاومة. وقال نائب رئيس الوزراء وزير التجارة والصناعة الاسرائيلي ايهود اولمرت: نعتبر هذا التطور ايجابيا، لكن على هذه الحكومة ان تبرهن على استعدادها لمحاربة الارهاب الذي يشكل بالنسبة لنا شرطا اساسيا لاي تقدم. وهلل مسؤول آخر في حزب الليكود بزعامة ارييل شارون، رئيس لجنة الشؤون الخارجية والدفاع يوفال شتينيتس للضربة التي قال ان عرفات تلقاها، مع ابدائه تحفظا حيال المستقبل. وقال للاذاعة ان ابعاد عرفات شرط ضروري، لكنه غير كاف بتاتا. واتهم شتينتيس محمود عباس ومحمد دحلان بلعب دور اساسي في دعم المقاومة الفلسطينية في الماضي، محذرا من المخاطر التي تمثلها خريطة الطريق بالنسبة لاسرائيل كونها تنص على اقامة دولة فلسطينية. واعتبرت صحيفة جيروزاليم بوست ان عرفات كان ضحية انقلاب داخلي. وكتبت في مقال بعنوان (وداعا عرفات) ان الضغوط الدولية التي مورست لمصلحة ابو مازن كانت ثمرة الحملة التي شنتها اسرائيل منذ سنة ونصف السنة لنزع الشرعية عن عرفات. وكتبت صحيفة معاريف الواسعة الانتشار من جانبها، انها بالطبع ليست المرة الاولى التي يتلقى فيها عرفات ضربة، ولكن الاخفاق الذي مني به لا سابق له، فقد تراجع للمرة الاولى امام خصم داخلي. ونقلت صحيفة يديعوت احرونوت عن احد المقربين من شارون قوله ان عرفات على وشك الخروج من الصورة، ولكن من المبكر اعلان رحيله. وتلتقي مطالب الاسرائيليين مع مطالب واشنطن التي رحبت بتشكيل الحكومة الفلسطينية يوم الاربعاء. واكدت وزارة الخارجية الاميركية ان واشنطن تتطلع للعمل مع ابو مازن والاسرائيليين، دون التطرق الى ياسر عرفات الذي سعت واشنطن الى تهميشه منذ العام الفائت وطالبت بتبني اصلاحات في مؤسسات السلطة الفلسطينية تتيح تحجيم دوره ودعت الى وقف العمليات المسلحة الذي تعتبره شرطا لاستئناف مفاوضات السلام واقامة دولة فلسطينية. وفي هذا الوقت، أشارت العملية الفدائية التي نفذت في كفار سابا شمال تل ابيب أمس المصاعب التي تنتظر رئيس الوزراء الفلسطيني. (ا ف ب)