قال رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون امس الاثنين ان على الرئيس الفلسطيني المنتخب محمود عباس انهاء الهجمات المسلحة على اهداف اسرائيلية كشرط لدفع عملية السلام قدما. وقال شارون بعد تأكيد فوز عباس رسميا في الانتخابات الفلسطينية التي جرت الاحد ان الامر الرئيسي الذي يجب ان نركز عليه الآن بعد الانتخابات هو ان يتحرك الفلسطينيون بشأن الارهاب» - يقصد المقاومة المسلحة -. واضاف ان «اسرائيل لن تلتزم بوقف لاطلاق النار استنادا الى رغبة الفصائل الفلسطينية وانه »سيتم تقييم عباس على اساس الطريقة التي يكافح فيها (الارهاب) ويفكك بنيته التحتية. - على حد تعبير مجرم الحرب الاسرائيلي. الا ان شارون اكد انه مستعد للتنسيق مع السلطة الفلسطينية في بعض جوانب خطته لاخلاء كافة المستعمرات اليهودية ال 21 في قطاع غزة واربعة مواقع معزولة في الضفة الغربية. واوضح ان «اسرائيل مستعدة لتجديد تعاونها على المستوى الامني (مع الفلسطينيين) والتنسيق في الامور المتعلقة بخطة الفصل». بيريز يهنئ ابومازن تلقى (ابو مازن) امس اتصالا هاتفيا من شمعون بيريز رئيس حزب العمل الاسرائيلي، هنأه فيها على الفوز في الانتخابات طبقا لوكالة الانباء الفلسطينية (وفا). وقال بيريز في تصريحات لاذاعة الجيش الاسرائيلي ان انتخاب محمود عباس يشكل «بداية عملية جديدة». وقال ان «عملية جديدة ستبدأ (...) لقد حصل تغيير مهم وآمل ان تعكس القيادة الفلسطينية الجديدة تغييرا في الشارع الفلسطيني». وتابع ان «عباس سيكون شريكا لا يساوم لكنه رجل حكيم ومحنك ومعتدل (...) لقد اختارته الغالبية الساحقة من الفلسطينيين وعلينا ان نعطيه فرصة للنجاح». من جهة اخرى ذكر بيريز في مقابلة اجرتها معه الاذاعة الاسرائيلية ان عباس «اعلن موقفا معارضا للارهاب ولاطلاق صواريخ (قسام) على اسرائيل وهي عمليات الحقت ضررا كبيرا بالفلسطينيين انفسهم». واضاف ان «المهم هو ان نعرف ما اذا كانت المنظمات (الارهابية) - على حد تعبير بيريز - ستعطي ابو مازن الوقت للتحرك (...) سنحكم عليه بما سيبدأ تنفيذه وهدف حكومتنا هو تطبيق خطة الفصل ومواصلة عملية السلام». الاعلام الاسرائيلي يصف الفوز ب «بداية جديدة» من جهتها رحبت وسائل الاعلام الاسرائيلية امس بانتصار محمود عباس معتبرة بصورة عامة انه يمثل «بداية جديدة». وعنونت صحيفة (يديعوت احرونوت) الواسعة الانتشار «اننا نبدأ من جديد. رئيس جديد للفلسطينيين وحكومة جديدة في اسرائيل». وكتبت الصحيفة «ان موجة عارمة حملت عباس الى السلطة. ثمة من يمكننا التحدث اليه»، مشيرة الى ان «الرئيس الجديد دعا الى وقف الارهاب» وان رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون سيتصل به قريبا ليقترح عليه عقد اجتماع «ربما الاسبوع المقبل». وابدت صحيفة (معاريف) الحماسة ذاتها مشيدة بالانتصار «الكبير» الذي حققه عباس. واعتبرت الصحيفة ان فوز ابو مازن يفتح «صفحة جديدة بين اسرائيل والفلسطينيين لانهم انتخبوا للمرة الاولى زعيما يدعو الى نهاية اعمال العنف ضد اسرائيل». ورجحت (معاريف) ايضا ان يجتمع شارون قريبا بعباس معتبرة ان «اول اختبار سيواجهه هذا الاخير سيكمن في وضع حد لاطلاق صواريخ (قسام) على اهداف اسرائيلية». من جهتها كتبت صحيفة (هآرتس) انه «بتحقيقه انتصارا انتخابيا واضحا، فان عباس حصل على تفويض واضح يخوله تحريك عملية السلام والسيطرة على الناشطين ووضع حد للفساد في السلطة الفلسطينية». واوردت صحيفة «جيروزالم بوست» الصادرة بالانكليزية ان «المسؤولين الاسرائيليين يعتبرون ان التفويض الذي حصل عليه عباس ينبغي ان يسمح له باتخاذ تدابير من اجل وقف اطلاق صواريخ او قذائف هاون على (اسرائيل) بدون ان يجازف باثارة حرب اهلية». وكتبت الصحيفة ان «اسرائيل ستطلب استئناف التنسيق الامني فورا» مع الفلسطينيين، مضيفة ان «المسؤولين الاسرائيليين يعولون على العناصر الثلاثين الفا في الاجهزة الامنية الموضوعة في تصرف السلطة الفلسطينية من اجل ان ينتشروا ويمنعوا اطلاق الصواريخ وقذائف الهاون». اقالة ضباط عارضوا اخلاء مستوطنات غزة وعلى صعيد آخر ذكرت وسائل الاعلام الاسرائيلية امس ان ستة ضباط اسرائيليين على الاقل اقيلوا من وظائفهم بعد ان دعوا الجيش في عريضة الى عصيان الاوامر التي تطلب منه اخلاء المستعمرات في قطاع غزة والضفة الغربية. واتخذ هذا القرار الجنرال موشي كابلينسكي قائد المنطقة العسكرية لوسط اسرائيل التي تشمل الضفة الغربية. لكن المتحدث باسم الجيش الاسرائيلي اوضح في بيان ان «الجنرال كابلينسكي استدعى ضباطا كبارا وقعوا هذه العريضة ليل الاحد - الاثنين وسيستدعي آخرين في وقت لاحق لتوضيح موافقهم». واوضح البيان ان الجنرال كابلينسكي «يريد ان يدرس مدى الحاجة الى العقوبة التي يعتزم فرضها عليهم»، مؤكدا ان «الجيش يعتبر اي دعوة للعصيان واستخدام الرتب العسكرية لغايات سياسية، امر خطير للغاية». وكان هؤلاء الضباط رأوا في عريضة نشرتها صحيفة «يديعوت احرونوت» ان اخلاء 21 مستعمرة في قطاع غزة واربع مستوطنات اخرى في الضفة الغربية «غير شرعي»، في اشارة الى خطة رئيس الوزراء ارييل شارون للانسحاب من قطاع غزة. واضافوا انه «يحظر على الجنود تنفيذ هذا النوع من الاوامر المخالفة لقانون البلاد وللنظام الاخلاقي للجيش».