البعض بقى على قيد الحياة ونجح والبعض الآخر فقد كل شيء. البعض بقيت أسماؤهم محفورة في الذاكرة والبعض لطخوا سمعتهم . الآن وبعض مضي خمس سنوات على أكثر الحروب إثارة للجدل والخلاف في عصرنا الحاضر، تلاشت أسماء العديد من اللاعبين الأساسيين في حرب العراق وتوارى أصحابها عن الأنظار واختفت حتى من عناوين الصحف ونشرات الأخبار. فأين هم الآن؟ كوفي عنان (الأمين العام السابق للأمم المتحدة) الأمين العام للأمم المتحدة في ذلك الوقت عرف بأنه كان عليه ان يصمت عن أزمة العراق لأن الدول الكبرى في مجلس الأمن قررت تلقين العراق درساً لن ينساه. ولكنه عاد أخيراً ليعبر عن رأيه صراحة في مقابلة مع "البي بي سي" بعد بضعة شهور من الاحتلال ليقول بأن الحرب كانت "غير شرعية" لأنها لم تحظ بتأييد مجلس الأمن ويعبر عن أسفه لعدم قيام الأممالمتحدة باتخاذ قرار ثان في الأيام الأخيرة قبل بدء الحرب ضد العراق. ومنذ ان غادر الأممالمتحدة في ديسمبر (كانون الأول) 2006. استقر كوفي عنان في جنيف حيث انشأ مؤسسة المنتدى الإنساني العالمي وأصبح رئيساً لها. وبصفته الشخصية تمت دعوة الدبلوماسي الغاني ليلعب دور الوسيط الرئيس بين الفرقاء في كينيا والتوسط بينهم للوصول إلى اتفاق يضع حداً للأزمة السياسية الدامية في البلاد والتي تفجرت عقب الانتخابات التي جرت في ديسمبر 2007.محمد سعيد الصحاف (بوب هوب بغداد) أدار الحرب الإعلامية خلال غزو العراق العام 2003م، وكان يستخدم ألفاظا لاذعة ضد القوات الأميركية والبريطانية في مؤتمرات صحافية يومية خلال الحرب على العراق. ووصف جنود الغزو الأمريكي ب"العلوج" وارتبط هذا اللفظ الغريب باسمه في الصحافة الأجنبية إذ لم تتوفر له ترجمة غير عربية. وفي الوقت الذي كانت القذائف الأمريكية تضيء سماء عاصمة الرشيد والقوات البرية تتقدم بسرعة نحو بغداد، وقف الصحاف ليقول للعالم ان القوات العراقية دحرت "العلوج الأميركان" وردتهم على أعقابهم خاسرين. وصرح الرئيس الأمريكي بوش الابن خلال الحرب انه كان يقطع الاجتماعات ليتابع خطابات الصحاف بشغف. وقد اكتسب شعبية وظهرت صوره على القمصان والأكواب. ولم يكن الصحاف على قائمة المطلوبين بعد سقوط نظام صدام حيث أفرج عنه ويعيش الآن لاجئاً في دولة الإمارات العربية المتحدة. هانز بليكس (الدبلوماسي الهادئ) الدبلوماسي السويدي صاحب النبرة الهادئة رئيس فرق التحقيق والتفتيش عن أسلحة الدمار الشامل في العراق.منح صدام شهادة براءة من حيازة أسلحة دمار شامل عندما كان رئيساً لوكالة الأسلحة النووية التابعة للأمم المتحدة. وقد فسر المحافظون الجدد في البيت الأبيض حياديته بالموالاة للعراق وأمروا وكالة المخابرات المركزية الأمريكية بالتحقيق في خلفيته. وكانت تقاريره إلى مجلس الأمن مثار اهتمام المجتمع الدولي بعد ان صعدت الإدارة الأمريكية مطالبها بالحصول على "أسلحة الدمار الشامل" لتبرر احتلال العراق. وقد وقع بليكس تحت ضغوط كبيرة للمصادقة على ادعاءات الإدارة الأمريكية بامتلاك العراق لأسلحة دمار شامل. وقد أنهيت مهمة تفتيشه على عجل استعداداً للحرب. ترك بليكس منصبه في الأممالمتحدة في 2003وأسس وترأس مؤسسة أسلحة الدمار الشامل ومقرها ستوكهولم وهي عبارة عن مجموعة خبراء مستقلين تمولها الحكومة السويدية. روبن كوك (الوزير الرومانسي) استقالة وزير الخارجية البريطاني السابقِ من الوزارة عشية التصويت في مجلس العموم البريطاني على قرار الحرب ضد العراق جعلت منه بطلاً للحركة المعادية للحرب في بريطانيا. وقد أثار كوك عاصفة من التصفيق استمرت ل 12دقيقة عندما تلا خطاب استقالته. وربما كان روبن كوك الذي غيبه الموت في أغسطس (آب) 2005أثناء تسلقه أحد الجبال في اسكوتلندا احد أخر الرومانسيين في حزب العمال البريطاني. ولا شك أن كوك شعر بمدى عمق التحولات التي تشهدها بلاده فقرر الرحيل باكرا بعدما عجز عن فهم ما يحصل. بول وولفويتز (مهندس كارثة العراق) يعد بول وولفويتز مهندس الحرب التي دعا لها منذ أوائل التسعينات. وهو من اشد المؤيدين لإسرائيل ومؤمن ب "الحرب الوقائية". وكان وولفويتز، مثل الكثير من المحافظين الجدد، يرى في وجود حكومة ديمقراطية في بغداد أفضل ضمان لأمن (إسرائيل). كنائب لوزير الدفاع رامسفيلد شارك رئيسه في الاعتقاد بأن قوة صغيرة ستكون كافية لاحتلال العراق وأن عملية إعادة بناء العراق سيتم تمويلها من الإيرادات النفطية للبلاد. ترك وولفويتز منصبه في الإدارة الأمريكية في 2005ليصبح رئيساً للبنك الدولي في 1يونيو 2005. قدم استقالته من البنك الدولي في 17مايو 2007إثر فضيحة. وإذا كان سقوط وولفويتز جاء على خلفية فضيحة خرق قواعد البنك الدولي وزيادة راتب عشيقته "شاها رضا" خبيرة شؤون الشرق الأوسط في البنك الدولي ليصل لأكثر من 200ألف دولار. فإن الفشل الأمريكي الذريع في العراق لا يمكن إغفاله كلاعب أساسي أدى دوره لإسقاط رجل البنتاغون السابق كما أدى إلى لفظه من قبل من منصبه كنائب لوزير الدفاع. يعمل وولفويتز الآن عضواً بمؤسسة أمريكان انتربرايز التي تعتبر واحدة من واجهات المحافظين الجدد. دونالد رامسفيلد (صقر الدفاع الأمريكي) سويا مع صديقه القديم وتلميذه السابق ديك تشيني ، قاد رامسفيلد الصقور في معركة إقناع الرئيس جورج بوش بمشروعية الحرب ضد العراق. وبصفته وزيراً للدفاع كان رامسفيلد يدعو للعدوان على العراق بعد وقت قصير من هجمات الحادي عشر من سبتمبر محذراً من أسلحة الدمار الشامل التي يمتلكها صدام حسين. وكان يرى الاحتلال اختباراً لاعتقاده بان قوات صغيرة حديثة التسليح يمكن ان تربح الحروب الحديثة. يمكنها ولكنها لم تكن كافية للمحافظة على السلام. وبعد أن تمكن من انتزاع السيطرة على الاحتلال من وزارة الخارجية الأمريكية تحمل رامسفيلد مسئولية مهزلة "الاندفاع" بما في ذلك فضيحة سجن أبو غريب. وقد اجبر في نوفمبر 2006على الاستقالة بعد أن استعاد الديمقراطيون السيطرة على الكونغرس. ويقال أن إعدام صدام حسين في يوم عيد الأضحى جاء تنفيذا لإحدى وصايا رامسفيلد التي قررها على هيئة الجيش الأمريكي أثناء غزو أفغانستان. ومضمون هذه الفقرة أن لا تعير القيادة الأمريكية انتباها أو مراعاة لمشاعر المسلمين المرتبطة بأعيادهم وشهر رمضان والحج وغيرها ، وذلك ضمن الحرب النفسية لكسر معنويات "العدو". كولن باول (صوت الحكمة والاعتدال) الضرر الإضافي مِنء حربِ العراق شمل سمعة كولن باول. وزير الخارجية في فترة رئاسة جورج بوش الأولى. كان يتوقع منه أن يكون صوت الحكمة والاعتدال في الإدارة الأمريكية لكن تحالف رامسفيلد/تشيني هزمه. وقد تراكمت عليه الاهانات في الشهور التي سبقت الحرب فقد أهمل بوش تحذيره له من دخول مستنقع العراق. وكلنا نتذكر العرض الكاذب الذي قدمه كولن باول أمام الأممالمتحدة يوم 5فبراير2003م وأثبت فيه بالصوت و الصورة أن العراق كان يطور أسلحة دمار شامل، وكم كانت نشوة جاك سترو وزير الخارجية البريطاني و هو يتمايل طربا عند متابعته لتلك"الإثباتات الدامغة" و "الأدلة القطعية". ولكن بدأ النكوص شيئا فشيئا . فصرح باول أولا أن المعلومات التي استخدمها في خطابه "التاريخي" أمام الأممالمتحدة "لم تكن صلبة". ولما نفى عن تلك المعلومات خاصية الصلابة آل بها ذلك إلى الليونة ثم الميوعة قبل أن تتبخر تماما. ومنذ أن ترك منصبه ، مثل كثير من الجنود القدامى، تلاشى باول وتوارى عن الأنظار. سكوت ريتر ( تنبأ بهزيمة أمريكا) سكوت ريتر كَانَ رئيساً لفريق مفتشي الأسلحة التابع للأمم المتحدةَ في العراق مِنء 1991إلى 1998.مع تنامي إمكانية العمل العسكري ضدّ نظامِ صدام حسين كان ريتر أكثر الأصوات الموثوقة التي عارضت الحرب. وقد اكد ريتر عدم امتلاك صدام حسين لأسلحة دمار شامل مهمة. في حديث له في العام 2003قال ريتر ان أمريكا سوف تهرب مهزومة من العراق" وذيلها بين ساقيها". وقال ان المقاومة العراقية للاحتلال بقيادة الولاياتالمتحدة ستصبح يوماً ما شرعية. وعلى رغم جذوره الجمهورية إلا أنه لا يخفي احتقاره لسياسية بلاده الخارجية منذ الحرب. علي عباس(صورة المأساة) كان علي عباس في الثانية عشرة عندما فقد ذراعيه في هجوم صاروخي لقوات الاحتلال على بغداد في مارس 2003.وكان أبواه من بين 16من أقاربه لقوا حتفهم في قصف صاروخي تعرض له منزلهم. وبعد تلقي العلاج في الكويت، نقل علي إلى بريطانيا حيث حصل على فرصة للدراسة مجانا في إحدى مدارس لندن. وكانت صورته على صدر الصحف والمجلات وشاشات التلفاز شاهداً على الثمن المأساوي للإطاحة بصدام حسين. طارق عزيز(المسيحي البعثي ) أكثر زعيم عراقي معروف للغرب بعد صدام حسين. استغله صدام كجبهة معتدلة. بسيجاره ونظارته كان يظهر بانتظام على شاشات التلفزيون الغربية وهو ينفث دخان سيجاره ويتحدث بانكليزية ممتازة. قبل الاحتلال ترقى لمنصب نائب رئيس الوزراء على الرغم من كونه المسيحي الوحيد في النظام البعثي ذي الغالبية السنية المسيطرة. لم ير عزيز النور منذ وقوعه في اسر القوات الأمريكية في إبريل 2003.وقد ظهر لفترة قصيرة كشاهد دفاع في محاكمة صدام. تدهورت صحته ولم يقدم للمحاكمة حتى الآن. أحمد الجلبي (المصرفي والسياسي والمتسول الكاذب) بعض المسؤولين الأمريكيين، خاصة قادة الصقور في البنتاغون، يعدونه ديمقراطياً حقيقياً ومثالاً للوطنية العراقية. أرستقراطي تخلى عن حياة الترف والراحة لكي يحارب ضد صدام في وقت لم يجرؤ على ذلك إلا القليل. أما نقاد الجلبي، بمن فيهم مسئولون في "سي آي إيه" وفي وزارة الخارجية الأمريكية، فيصفونه بأنه حليف فاسد لا يمكن الوثوق به. يظهر تحقيق ل"نيوزويك" بأن مؤسسات الجلبي وعائلته المالية قد تم إغلاقها من قبل السلطات في سويسرا ولبنان والأردن بسبب ممارسات مشبوهة وبسبب تقديمها ديوناً غير مؤمنة. أوكلت له مهمة إعادة الخدمات الضرورية إلى بغداد. يعيشُ حالياً في مجمع محمي بشدّة في حي المنصور ببغداد. جيسيكا لنتش (شجاعة وهمية) أسر وإنقاذ جيسيكا لنتش المجندة الأمريكية لقي اهتماماً إعلامياً ضخماً. ادعت السلطات الأمريكية بأنها قاومت ببسالة بعد وقوعها في كمين للقواتِ العراقية وبعد ذلك عَانت من سوء المعاملة والاغتصاب في الأسر. أغلب هذه الادعاءات ظَهرت بأنها غير صحيحةَ وأن عملية "انقاذها" كانت مسرحية مرتبة حيث استخدمت القوات الأمريكية رصاصاً فارغاً خلال اقتحام المستشفى الذي كانت ترقد به. وقد ترك العراقيون المستشفى قبل اقتحام الأمريكيين. وقد قامت لينتش بنفسها بفضح العملية عند عودتها لبلادها وقالت إنه لم يكن بإمكانها المقاومة لأن بندقيتها تعطلت. الجنرال تومي فرانكس (جندي أمريكي) مهنية تومي فرانكس كَانتء في قمتِها بعد أفغانستان في 2001في ذلك الوقت ربح الأمريكيون والبريطانيون حرباً صغيرة ضد طالبان بدون خسائر تذكر. ثم جاء العراق مقبرة السمعة واتهم القائد العسكري الأمريكي بسلسلة من الأحكام الخاطئة مثل إعلان جورج بوش الرسمي بالنصر. واتهم فرانكس بالتركيز بشكل كبير على إسقاط صدام وبالإخفاق في توقع الثورة ضد المحتلين. وفشل فرانكس أيضاً كما يقول النقاد في تحقيق المصالحة وإعادة الاعمار وقد كانت تلك هي الأهداف الرئيسة بعد اسقاط صدام. بعد تقاعدِه، نَشرَ الجنرالَ فرانكس مذكراتَه، "جندي أمريكي" وقد حققت مبيعات جيدة. في ديسمبر 2005عين مديراً لمصرف أمريكا. أَيّدَ فرانكس إعادة انتخاب جورج بوش في 2004 .