عزيزي رئيس التحرير.. قرأت في صفحة (عزيزي رئيس التحرير) من عدد يوم الأحد 18 شوال ما كتبته القارئة (زرقاء اليمامة) تحت عنوان (صفحة للرأي أم معمل للأصوات) وبخط عريض (معادن الأصوات ليس مقالا للرأي يا دكتورة), وهو تعقيب على مقال (معادن الأصوات) الذي كتبته الدكتورة وسمية المنصور في صفحة الرأي من عدد يوم الخميس 14 شوال. والأخت زرقاء اليمامة تعرض في كتاباتها إلى إشكالية العلاقة بين الكاتب والقارئ, وهي إشكالية تقلق كثيرا من الكتاب والقراء, فالكتاب يجتهدون ويتحرون تقديم ما يحسنون وما يرون أن من الخير أن يعرض على قرائهم, اما القراء وهم قاعدة عريضة متباينة في مستويات تعليمها وثقافتها فيطمحون على الرغم من ذلك إلى أن تأتي مقالات الكتابة مفصلة على رغباتهم محققة لاتجاهاتهم ومتطلباتهم. وقد كتب في مثل هذا المعنى الأستاذ خليل الفزيع في جريدة اليوم. وأرى الأخت بالغت في عتابها للدكتورة وسمية المنصور وأمثالها من المتخصصين عتابا بلغ إلى مطالبتها بالتخلي عن الكتابة الصحفية ولسان حالها يقول: (إذا لم تستطع شيئا فجاوزه إلى ما تستطيع) وقد غاب عن الأخت أن هؤلاء المتخصصين لا يطلبون الكتابة في الصحف بل يطلب منهم ذلك ويستكتبون ثقة من القائمين على الصحف بهم, وهم حين يكتبون يتركون أمر التحرير وتوزيع المقالات للمسئولين في الصحيفة كمنتج البضاعة والصحيفة كالمسوق لها يعرضها كما شاء وفي المكان الذي يراه وهذا يفسر ما غاب عن ذهن زرقاء وقصر نظرها عنه في شأن صفحة الرأي التي تضم كتابات بعض المتخصصين, وأمر آخر هو أن مفهوم الرأي أوسع من المضمون الضيق الذي أرادت زرقاء اليمامة حصره فيه. ويظهر أن الأخت زرقاء غير متابعة لما تكتبه الدكتورة وسمية, إذ لو كانت متابعة حق المتابعة لوجدت أن معظم كتاباتها من قبيل الرأي المتعلق بالواقع المحيط ويندر أن تكتب في موضوعات متخصصة. ولعل الأخت زرقاء تدرك أن من الخير أن تتنوع الكتابة دفعا للملالة. والكاتبة حين كتبت عن معادن الأصوات لم توجه الكتابة لقارئة مطلعة على الكتابات الصوتية وتحسن الرجوع إلى المصادر وتطلع على أبحاث د. سعد مصلوح ذاته بل كتبت لمن يجدون في كتاباتها موضوعا طريفا قربته إلى أذهانهم بحسن العبارة وجنبتهم ما ينطوي عليه من غموض العلم. ولم تتحول صفحة الرأي بمقال بسيط كهذا إلى معمل صوتي إلا في نظر زرقاء اليمامة. وإني أدعو في هذا المقام الأخت زرقاء وغيرها من القراء أن يحسنوا استعمال المساحة المتاحة لهم في هذه الجريدة بالنقد الموضوعي الهادف المرتكز على النظر الصحيح وأن يكتبوا بعد رؤية وأناة بلغة صحيحة هادئة بعيدة عن التهويل والمبالغة. وليس من أحد يشك يا زرقاء اليمامة بفاعلية القلم وبخاصة إن استند إلى قوة تحميه وتذب عنه وتترجم حروفه إلى أفعال, ألست معي أن لو كانت تلك المراهقة ابنة (الرابعة عشرة) في بلاد العرب وكتبت بالعربية ما كتبت لما هزت شعرة في مفرق شارون. @@ إبراهيم الشمسان الرياض