عزيزي رئيس التحرير السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. وبعد اليوم قررت الكتابة بدون مقدمات و(على طول) سأدخل في الموضوع بلا (احم) ولا (دستور)، اكيد ستقولون لماذا؟ وما سر التغير المفاجئ خاصة بعد ان تعودتم على مقدماتي الخارجة عن المألوف، سأجيب بكل صراحة، لايوجد سبب محدد لكني اردت اليوم ان اكون مختلفا عن كل مرة، غيظا في الناس الذين يريدونني ان اكتب المقدمة اقول لهم ان هذا اليوم سيمر بدون مقدمات، وسأدخل على طول في الموضوع ولن اطيل عليكم. كثيرون اولئك الذين يحاولون تسلق جسد الكتابة رغما عن انفها، لابأس، ولكن من يطمح الى ذلك فعليه ان يكون قارئا من الدرجة الاولى، ايضا هناك من يمتلكون افكارا جميلة، لكنهم يفشلون في التعبير عنها، واخرون يمتلكون موهبة فذة في اللعب بالمفردات ولكنهم يعانون الخواء الفكري، وارى ان القراءة كفيلة بمعالجة مرضى الحالتين. ويتصور الكثير من القراء والمتابعين للصحافة المحلية وصفحات رسائل القراء ان هذه الصفحات وتلك المواضيع المنشورة لاتعبر بالضرورة عن رأي اكثرية القراء او عن عمومية افكار المجتمع وانما تعبر بالضرورة عن رأي كاتب المقال فقط او ربما اصدقائه فهي بالتالي لاتعبر عن رأي قطاع كبير من المجتمع بينما تعتقد نسبة كبيرة من القراء بالآراء والكتابات التي تنشر في صفحات (رسائل القراء) ما هي الا كلام جرائد لا اكثر وان هذا الكلام لايمت بصلة لما يدور داخل المجتمع، فالقضايا والمشاكل والهموم التي يعاني منها المجتمع في واد بينما الكتابات التي تنشر في واد آخر مما يعني ان هناك اختلافا كبيرا بين مايريد المجتمع ان يراه منشورا في الصفحات المحلية وبين ماينشر في هذه الصحف والصفحات. ربما يكون هذا الرأي صحيحا لان الذين يكتبون في صفحات (عزيزي رئيس التحرير) و (اليوم والناس) و (الرأي) وزوايا وأعمدة الصفحات الاخرى، ربما يكونون محدودي للعدد بالنسبة لمجموع قراء الصحيفة وايضا بالنسبة العدد الكلى للمجتمع وبالتالي فهم يمثلون جزءا بسيطا من عموم المجتمع. والاختلاف ايضا بين فردية هذه الهموم والقضايا التي يعاني منها ربما تكون مختلفة عن هموم فرد اخر في نفس المنطقة فالفرد ربما يشتكي من عدم توصيل الكهرباء له او من عدم وجود طريق مرصوف او من ارتفاع فاتورة الكهرباء او التليفون او من عدم حصوله على ترقية في العمل او غيرها من القضايا والهموم التي يشتكي منها افراد المجتمع كافراد، وهذه القضايا والهموم تختلف من شخص الى اخر وتتفاوت من مجتمع الى مجتمع، فهي ليست قضايا اجتماعية وانما هي قضايا فردية عندما تتأثر بها مجموعة كبيرة من الناس فانها بالتالي تصبح قضايا اجتماعية وهذه القضايا تختلف من قرية الى اخرى ومن مدينة الى اخرى وبالتالي فان الكتابة عن هذه القضايا والهموم يجب ان تنطلق من اساسيات فردية ولايمكن اثارتها كقضايا اجتماعية. البعض الآخر يتهم كتاب وقراء صفحات (عزيزي رئيس التحرير) و (اليوم والناس) و (صوت المواطن) و (الرأي) بالابتعاد عن الكتابة عن مشاكل المجتمع السعودي وقضاياه الاجتماعية التي يعاني منها مثل قضايا العمالة الوافدة والتدخين وغلاء الاسعار وشح الوظائف والبطالة. والبعض الاخر يرى ان هناك قضايا وموضوعات لاتنشر في صفحات القراء لان اجهزة الاعلام الاخرى وصفحات اخرى في الجريدة تقوم بتغطيتها مثل قضايا الرياضة والكرة ومشاكل الاندية والمسرح والفنون والثقافة والادب وقضايا البيئة لان هناك صفحات متخصصة في هذا المجال ويجب ان ينشر في تلك الصفحات كل ما يهم هذه القضايا. اما بالنسبة لصفحة (عزيزي رئيس التحرير)، فاني ارى عدم ادراك البعض لاهداف الصفحة والاسلوب الامثل في الحوار والمناقشة والمشاركة وخروج البعض الاخر عن حدود وادب الاختلاف الذي يعد من اهم الاساليب الحديثة في التدريب على ادارة الذات وبالتالي خلق جيل واع يثري الحركة الثقافية والاجتماعية بكل فكر مستنير وقلم نابض بالمسؤولية.. يتدفق بكل جديد ينفع البشرية عامة والمجتمع المحلي على وجه الخصوص. ان المحاور الجيد الذي تسعى صفحة (عزيزي رئيس التحرير) لاعداده هو الذي يناقش بتلطف واناة ويقدم لكلامه ويختمه بعبارات تذوب رقة ولطافة، وتبلغ من الاثر في نفس القارئ ما لاتبلغه الحجة الدامغة. لذا انصح زملائي القراء والاخوة الذين يشاركون بكتاباتهم في تحرير صفحتهم (عزيزي رئيس التحرير) وغيرها من الصفحات ويثرونها بكل جديد من بالامتناع اوالتحفظ من طرح افكارهم وخواطرهم ورؤاهم خشية ان يصيبهم سهم من سهام الاخ:(حنظلة العبسي)!! كما ان لدي سؤالا مهما وهو: هل ان كتابات القراء بوضعها الحالي تمثل اراء وافكار وقضايا المجتمع، ام انها اراء وافكار فردية فقط؟ وهل هذه الكتابات بوضعها الحالي قد خرجت عن مسار هذه القضايا والمشاكل والهموم التي يعانيها المجتمع؟ واخيرا وليس اخرا.. اقول للجميع.. قدروا آراء زملائكم المشاركين؟ واحترموا افكارهم، وتجنبوا الاستهزاء او السخرية بهم او بما يطرحونه، ويكفي مايكتظ به على ما اعتقد ملف (عزيزي رئيس التحرير) بالرسائل غير الصالحة للنشر.. فالهموم الكثيرة بحاجة في هذا الوقت بالذات اكثر من غيره الى قلوب نابضة تستوعب فهم الواقع وقراءته بصورة متأنية لتحسين التعامل معه. واقول لكل قارئ وكاتب في هذه الصفحة ان يرتقوا الى مستوى وتاريخ الصفحة ولايدخلوا القراء الى منعطفات ومزالق تخرج الصفحة عن اهدافها. اما آخر كلمة فانني اوجهها الى قراء (عزيزي رئيس التحرير) واقول لهم: ان العتب مرفوع والزعل ممنوع في صفحتكم المتواضعة، طهروا قلوبكم من الحقد بوالغل والحسد، ولاتغضبوا او تتضايقوا من التعليقات والمشاكسات بين الحين والاخر، واعتقد ان طلتي البهية من حين لاخر وعلى فترات متباعدة كفيلة باذابة الجليد في قلوبكم، وسامحوني ،وتقبلوا تحيات اخيكم الصغير في عمره العملاق في كتاباته ومداخلاته وتعليقاته وفق الله الجميع لما فيه الخير والسعادة.. والى اللقاء. وتفضلوا بقبول فائق تحياتي واحترامي للجميع. مشعل بن سحمي الفهري