تختلف طبقات الناس ومقاييسهم للأمور حسب درجتهم العلمية ومخزونهم الثقافي ووضعهم الاجتماعي ودرجة التأثير الإعلامي الواقع عليهم. ومن هذا الاختلاف نتج اختلاف في التصورات الفكرية والمقاييس الذهنية لكثير من الأطروحات والمشاريع والأساليب في نجاحها من عدمه. فهل الضابط هو الوسيلة التي يمثلها الجهد أم الغاية التي تمثلها النتيجة.. قال تعالى (ليبلوكم أيكم أحسن عملا) اذا المطلوب العمل الحسن وان قل ونبذ مقابله وان عظم. ومع تصور مشروعية الوسيلة والغاية يكون مقياس النجاح والفشل او الربح والخسارة هو مقابلة الجهد بالنتيجة, فليس من المقبول ان تكون الوسيلة أكثر كلفة من حيث الجهد والوقت مما يتصور ان تكون به حجم وقيمة النتيجة المادية او المعنوية. ومن هنا تتميز الأمور التافهة من الأمور العظيمة كل حسب نتيجتها سلبا وإيجابا وليس باعتبار حجمها نفسها. تصور ماذا يعمل شق تمرة في ملايين الأفواه الجائعة.. قال صلى لله عليه وآله وسلم (اتقوا النار ولو بشق تمرة) كلمات من أجلها كم انفق في سبيل الله وكم سدت من أفواه هل قارنت الجهد بالنتيجة ليتضح لك النجاح؟ كلمة استغفر الله يستنزل بها المطر, وينمو بها المال ويطلب بها الولد. وفي المقابل قد تكمل الخطورة وتعظم الخسارة من حيث يصغر الجهد وتقل الكلفة فكلمة قد تهوى بصاحبها في جهنم سبعين خريفا قال صلى الله عليه وآله وسلم (ان الرجل ليلقي بالكلمة من سخط الله لا يلقي لها بالا تهوي به في جهنم سبعين خريفا) ونظرة تجر للزنا، وفأرة هدمت سد مأرب. قد تقام احتفالات تنفق عليها المبالغ الطائلة وتهدر بها الأوقات الثمينة دون موعود بالنتيجة بل قد تكون للترفيه المجرد وقس أهميتها بنتيجتها ليتضح لك الفشل بمعانيه. هل قارنت بين سنوات عمرك مع الخلود المنتظر؟ انه النجاح المطلق او الخسران المبين.