عزيزي رئيس التحرير.. تابعت كثيرا ما يكتبه البعض خاصة من الاكاديميين وبعض المثقفين وربما غيرهم حول الاندية الادبية وبالتحديد حول رئاسة الاندية الادبية وضرورة الانتخاب او التغيير المستمر او خلافه. والعجيب ان من يكتبون حول هذا الموضوع خاصة في منطقتنا الشرقية نفس الاشخاص وهم قلة تنحصر في اثنين من الاكاديميين منهم د.محمد الهرفي الذي طرق هذا الموضوع مرارا وتكرارا وكأن هذا الامر هو قضية القضايا التي يجب ان يتصدى لها بعيدا عن القضايا والهموم الثقافية الأخرى التي نمر بها والتي تبدأ بانعزال العديد من الاكاديميين عن مجتمعاتهم والجلوس في ابراج عاجية وهمية وانتهاء بانعدام المشروع الثقافي الذي ينضوي الجميع تحت لوائه سواء كان محليا او عربيا. لم يبق لدى هؤلاء سوى رئاسة الاندية الادبية وكأن هذا الامر هو ما بقي بعد ان تم تهيئة كل المؤسسات الاخرى ثقافية او غير ثقافية ومنها الجامعات لتحمل مسؤولياتها الكاملة تجاه المجتمع. اننا هنا نود ان نسأل الدكتور الهرفي: الا توجد مشاكل في محيطك الجامعي تستحق الوقوف عندها؟ ونسأله ايضا ما الذي قدمته للثقافة المحلية او العربية من جهد؟ وهل اذا توليت رئاسة ناد ادبي في الشرقية او في غيرها سيتدفق نهر العطاء؟ يا دكتور محمد القضية ليست قضية اندية ورئاسة فالمثقف الواعي لا يقف امام هذه القضايا حاجبا عطاءه الى ان تحل. فنحن كما نرى ونسمع ونجرب ونشارك ان الاندية تؤدي دورها وفق لائحة الرئاسة العامة لرعاية الشباب التي انشأتها وتشرف عليها وهي وفق امكاناتها لم تقصر في اداء ما عليها وليس بالضرورة ان تتشابه في العطاء. بل المهم ان تتكامل في هذا العطاء. فمثلا نادي جدة يهتم بالاصدارات، ونادي الشرقية يهتم بالانشطة المنبرية والامسيات، ونادي المدينةالمنورة يهتم بالنشاط الفكري الاسلامي، ونادي القصيم بقضايا المجتمع الثقافية وابها بالثقافة المحلية.. وهكذا. وفي اطار هذه المنظومة يمكن قراءة الواقع الثقافي قراءة جيدة. اما موقف البعض من هذه الاندية لتأخر كتاب طلبوا نشره او عدم دعوتهم للمحاضرة لفترة طويلة او لان شخصية رئيس النادي غير محببه لديهم: او.. او.. الخ من مثل هذه الامور فنعتقد انها امور شخصية ونعود لنسأل ثانية وامامنا مقالة د.الهرفي الاخيرة كمثال. هل تقدمت يادكتور بخطة عمل ثقافية لنادي منطقتك ورفضت؟ عملا بالمثل الذي يقول خير من ان تلعن الظلام اضىء شمعة وان كانت الاندية ليست ظلامنا ولكن للتشبيه. كم من الانشطة تحضر في العام وانت من توجه لهم الدعوات كبقية ادباء ومثقفي المنطقة وانا ممن يحضر هذه الانشطة دوما ولم اشاهدك طوال الاعوام الاخيرة. هل تعتقد ان باقي الكتاب والمبدعين والمثقفين من ابناء المنطقة لا يقدرون على الكتابة مثلك حول النادي وماذا تسمى من يحضرون انشطة النادي هل نسميهم غير مثقفين لان المثقفين لا يحضرون. مزيد من الموضوعية يادكتور ومزيد من التلاحم مع المؤسسة الثقافية وبقي ان نقول للجميع ان رئيس النادي جزء من مجلس ادارة مختار من قبل الرئاسة ويسير العمل من خلال هذا المجلس.. هذا من جانب ومن جانب آخر هناك لجان ثقافية وادارية في الاندية تعمل على وضع الخطط والمقترحات والعمل على تنفيذها بالاشتراك مع رئيس النادي ومجلس الادارة. وفي النهاية نود من الدكتور ان يضع لنا خطة عمل ثقافية للاندية الادبية تخلو مما تقوم به حاليا (الندوات والمحاضرات والامسيات والمطبوعات وتوعية المجتمع و المناقشات الثقافية.. الخ). اما عن عزوف بعض المثقفين عن الحضور للاندية فهذه سمة عامة ليس في المملكة ولكن في العالم العربي والغربي ففي ندوة أخيرة في معهد العالم العربي بباريس كان الحضور لا يتعدى ال 20 فردا وفي أمسية شعرية لشاعر شهير في عاصمة عربية كان الحضور قليلا وهكذا الامر علما باننا لا نستطيع ان نعزل الواقع الثقافي عن الواقع العام.. ودمتم. @@ محمد ناصر الغامدي