فيما يستعد لانطلاق موسمه الثقافي الجديد مساء اليوم الثلاثاء السادس عشر من شعبان، تبقى انظار الادباء والمثقفين والشباب من الموهوبين مليئة بالتساؤلات، صحيح ان هناك عطاءات ونشاطات عديدة قدمها نادي المنطقة الشرقية الادبي عبر مسيرته التي بدأت منذ ثلاثة عشر عاما، هي بالقياس الزمني طويلة ولكنها بمعايير الثقافة والفكر والبناء الثقافي قصيرة، وصحيح ان هناك فئة من المثقفين والكتاب مازالت تقاطع نشاطات النادي وهي سمة عامة تحظى بها المؤسسات الثقافية على امتداد العالم العربي بل والعالم كله، لاختلاف الرؤى والافكار فالثقافة والفكر ليس بالكيمياء او الرياضة التي يمكن اختبار معاييرها معمليا او تجريبيا واثبات مصداقيتها وفق قوانين خاصة. لكن يبقى التغيير وفق ما تطرحه المرحلة من رؤى امرا مطلوبا اذا ما اتكأ على الثوابت واخذ وجهته الصحيحة البناءة التي تتجه الى الانسان كهدف مرتجى. هذه الرؤى والافكار كانت في مخيلتنا ونحن نتجه لنحاور رئيس النادي عبدالرحمن العبيد حول المرحلة المقبلة، وحول خطة النادي الثقافية لموسم جديد يأتي في ظروف صعبة تمر بها الامة العربية والاسلامية، ظروف تتطلب ان تلعب الثقافة دورا هاما يختلف ويتشابه مع ما لعبته خلال الفترات السابقة. "اختلاف" @ اليوم الثقافي: سعادة رئيس النادي، وانتم تستعدون لافتتاح الموسم الثقافي الجديد.. هل ثمة اختلاف ما في اطر حفل الافتتاح عن الاعوام السابقة.هناك اختلاف ما بالطبع فما سنقدمه الليلة يبدو بسيطا في مظهره عميقا في مغزاه.. فكل موسم كنا نستضيف مسئولا او مفكرا معروفا ليحاضر وتتجه الاضواء الى المحاضرة.. وتنتهي مراسم الافتتاح دون ان يعرف احد ما قدمه للنادي او ما الجهود التي بذلها. لذا آثرنا هذه المرة ان يكون النادي كمؤسسة ثقافية هو المحور وسيبدو ذلك واضحا في فقرات الحفل الذي سيبدأ بالتلاوة ثم بكلمة يلقيها رئيس النادي توضح باختصار الدور الذي لعبه النادي في الحياة الثقافية، وتطرح بعض الرؤى حول خطة النادي للموسم وما تحويه، ايضا هناك تدشين لموقع النادي على شبكة (الانترنت) العالمية. هذا الموقع انشأه النادي ليواكب متطلبات العصر وليقيم الصلة بينه وبين الادباء والمثقفين ليس فقط في المنطقة او المملكة ولكن في كل ارجاء العالم العربي والاسلامي اضافة الى خدمات اخرى سيقدمها الموقع.. ولاول مرة منذ ثلاثة عشر عاما وهي عمر النادي نقدم فيلما وثائقيا يلقي الضوء على اهداف النادي وما قدمه خلال هذه الفترة، وثمة فقرات اخرى بسيطة. "لا مقاطعة" @ اليوم الثقافي: هل وجهتم الدعوة الى ادباء معينين، وبوضوح هل اتجهتم بالدعوة الى بعض الادباء والمثقفين ممن قاطعوا النادي؟ * في الحقيقة النادي لا يقاطع احدا، فأبوابنا مشرعة للجميع ولقد توجهنا بالدعوات الى كل المثقفين والادباء دون استثناء ونوجهها ثانية عبر (اليوم). "حوارات" اليوم الثقافي: لماذا يقاطع بعض المثقفين النادي؟ هل هناك اسباب معينة تعرفونها، ولماذا لا تكون هناك حوارات لتقريب وجهات النظر؟ * اقول لكم بصدق.. نحن لانعرف لماذا.. لم يأت احد ليقول لنا نحن نختلف معكم حول هذا او ذاك الامر، او ان لدينا رؤية ما نطرحها عليكم فدعونا نتحاور حولها.. وبطبيعة الفكر والثقافة ستكون هناك اختلافات في الرؤى والاطروحات لكن يبقى الحوار طريقا واضحا.. نحن نعمل وفق اطر وضعتها الرئاسة العامة لرعاية الشباب ووفق اهداف واضحة وفي ظل ثوابت نتفق جميعا عليها، ونحن ننفتح على كل التيارات التي لاتنجرف يمينا او يسارا.. ليس لنا موقف تجاه الابداع كابداع.. هناك مسئولية ويجب ان نضطلع بها بامانة.. نختلف هذا وارد ولكن دعونا نتحاور ماذا تريدون وماذا نريد؟.. "موقف" اليوم الثقافي: هل هناك موقف للنادي تجاه بعض الاشكال الادبية كقصيدة النثر مثلا؟ * من قال ذلك، لقد نظمنا امسيات لبعض شعراء قصيدة النثر، وفي المنتدى الثقافي تطرح هذه القصائد ومهما كان موقفنا منها الا اننا نقبل بها كشكل ابداعي موجود، فنحن ضد الالغاء والمصادرة، المهم الا يتعدى الامر حدود الثوابت التي نعرفها جميعا. "خطة" اليوم الثقافي: عودة الى الموسم الثقافي الجديد وسؤالنا يتطرق الى خطة النادي هل تحمل تغييرا ما يمكن الوقوف عنده؟ اود ان اقف عند بعض الامور الهامة جدا وضمن هذه الامور المنعطف الذي يمر به العالم الآن، وتلك الهجمة الشرسة على المملكة والاسلام، هذا الموقف المعادي لنا في الغرب.. كل ذلك يستدعي منا جميعا مهما كانت اتجاهاتنا الفكرية ان تتعاون ونتلاحم مثقفين ومفكرين وادباء وعلماء وغيرهم، مع قيادتنا لنكون يدا واحدة ضد ما يمارس ضدنا.. وهذه المرحلة تتطلب منا كمؤسسة ثقافية ومثقفين ان نتوجه الى ابناء الوطن بفكرنا وثقافتنا وان نعرفهم بوعي وبامانة الدوافع وراء تلك الهجمة كي نتصدى لها.. هذه الامور وغيرها هي محور اهتمامنا في الموسم الثقافي الجديد والذي بدأه المنتدى الثقافي باكرا منذ ثلاثة اسابيع نوقش خلالها كتاب هام هو (التهديد الاسلامي.. خرافة ام حقيقة) كما ناقش عبر ندوة الافتتاح اثر التوحيد في لقاء الفكر.. واتاح الفرصة لقاصين من الشباب لطرح ابداعاتهما ومناقشتها. وستأتي الايام المقبلة بأنشطة عديدة ومتنوعة تنطلق من احتياجات المرحلة وسيعلن عنها في حينها.بقي ان اقول ان النادي يركز على الشباب لانهم المستقبل الذي ننظر اليه بأمل.. وسيشهد الموسم نشاطات عديدة تخص هؤلاء الشباب. "هيمنة" @ اليوم الثقافي: يقول البعض ان هناك هيمنة من قبل قلة من الافراد على انشطة ولجان النادي فهل هذا صحيح؟ * قيل الكثير ممن لا يعرفون آلية عمل النادي ولجانه المختلفة.. فهناك مجلس ادارة النادي الذي ترجع اليه كل القرارات وهناك لجان لادارة ومتابعة انشطة النادي المختلفة شكلت وفق دراسة وتوصيات من معهد الادارة.. ولكل لجنة افرادها وآلياتها ونشاطاتها فمثلا اللجنة الثقافية تشرف على كل ما يتصل بالنشاط الثقافي اذ تتفرغ منها عدة لجان فرعية للطبع والنشر والتحرير الالكتروني (الانترنت), والانشطة المنبرية والمنتدى الثقافي وهناك لجان للاعلام والخدمات الادارية وغيرها اي ان العمل يتم وفق لجان لا افراد واذا كان هناك اجتهاد من البعض في اطار هذه اللجان فهذا يصب في مصلحة النادي.. ونحن ندعو من يقول ان يأتي ليرى.. فرق بين الكلام من الخارج والرؤية من الداخل.. "دارين" @ اليوم الثقافي: هل أنتم راضون عن مطبوعة دارين الثقافية؟ وهل هناك امكانية لتطويرها وفق ما يريد لها البعض؟ * مطبوعة (دارين) يمكن لمن تابعها ن يلمس تطورها، وهناك هيئة تحرير للمطبوعة تستقبل المشاركات وتعمل على تطوير الاداء ونود ممن لديه اقتراح ما ان يتقدم به للنادي او لهيئة التحرير، والمطبوعة مشرعة الابواب للمشاركات سواء كانت نقدية او ابداعية او بحثية.. ونعتقد ان (دارين) لا تقل في مستواها عن اي مطبوعة ثقافية اخرى تصدر في المملكة. "شباب" @ اليوم الثقافي: في استطلاعنا حول ما يريده المثقفون والادباء من النادي اتفقت الاراء على ضرورة الاهتمام بالشباب في الفترة المقبلة من منطلق التثقيف والاحتضان خاصة بعد الاحداث التي بمر بها العالم.. فهل لدى النادي تصور ما حول ذلك؟ نحن دائما نضع الشباب نصب الاعين.. فهناك نشاطات موجهة للشباب وامسيات ادبية تنظم لهم, وفي مطبوعة (دارين) مساحة لابداعاتهم، والمنتدى الثقافي يهتم كثيرا بهم.. وهذا العام ووفق خطتنا سنركز على التوعية لا بمفهومها المباشر ولكن من خلال المناقشة والحوار مع بعض الاساتذة والمختصين والعلماء والنقاد والمبدعين وغيرهم.. هذا اضافة الى نشاطات اخرى كالمسابقات الثقافية التي توجه لهم.