يعتبر ضعف الانتباه والنشاط الزائد اضطراباً سلوكياً شائع الحدوث لدى الأطفال وتزيد نسبة انتشاره عند الذكور أكثر من الاناث، ومع أن هذا الاضطراب يحدث في المراحل العمرية المبكرة إلا أنه قليلاً ما يتم تشخيصه لدى الأطفال في مرحلة ما قبل المدرسة، وهو ليس زيادة بسيطة في مستوى النشاط الحركي ولكنه زيادة ملحوظة جداً بحيث أن الطفل لا يستطيع أن يجلس بهدوء أبداً سواءً في غرفة الصف أو على مائدة الطعام أو في السيارة. وأحيانا يكون من الصعب جداَ تشخيص هذه الحالة حيث أنها تتشابه مع أمراض كثيرة أخرى، و تبدأ الأعراض عادة قبل أن يبلغ الطفل سن السابعة و يجب استبعاد كل الأمراض والأضطرابات العاطفية الأخرى قبل وضع التشخيص. وكثيراً ما يوصف الطفل الذي يعاني من النشاط الزائد بالطفل السيئ أو الصعب أو الطفل الذي لا يمكن ضبطه، فبعض الآباء يزعجهم النشاط الزائد لدى اطفالهم فيعاقبونهم ولكن العقاب يزيد المشكلة سوءاً، كذلك فإن إرغام الطفل على شيء لا يستطيع عمله يؤدي إلى تفاقم المشكلة. إن هؤلاء الاطفال لا يرغبون في خلق المشكلات لأحد، ولكن جهازهم العصبي لديهم يساعد في ظهور الاستجابات غير المناسبة، ولذلك فهم بحاجة إلى التفهم والمساعدة والضبط، ولكن بالطرق الايجابية، وإذا لم نعرف كيف نساعدهم فعلينا أن نتوقع أن يخفقوا في المدرسة بل ولعلهم يصبحون جانحين ايضاً، كذلك فهؤلاء الأطفال كثيراً ما يواجهون صعوبات تعلمية وبخاصة في القراءة، ولكن العلاقة بين النشاط الزائد وصعوبات التعلم ما تزال غير واضحة. أعراض ضعف الانتباه المصحوب بالنشاط الزائد: يظهر الأطفال الذين يعانون من هذا الاضطراب مجموعة الأعراض والتي لا ينبغي أن تكون جميعها متوفرة فيهم، وأهمها: - عدم الجلوس بهدوء والتحرك باستمرار، التهور، الملل المستمر، تغير المزاج بسرعة، سرعة الانفعال، الشعور بالاحباط لأتفه الاسباب، عدم القدرة علي التركيز، التوقف عن تأدية المهمة قبل انهائها بشكل مرضي،اللعب لفترة قصيرة بلعبه والانتقال بسرعة من عمل الى آخر، اللعب بطريقة مزعجة أكثر من بقية الأطفال، تشتت الانتباه بسهوله عند وجود أي مثير خارجي، وجود صعوبة في اتباع التعليمات المعطاة، التكلم في أوقات غير ملائمة والاجابة على الاسئلة بسرعة دون تفكير، صعوبة في انتظار الدور، التشوش الدائم وإضاعة الأشياء الشخصية، تردي الأداء الدراسي، الاستمرار في الكلام و مقاطعة الآخرين. الأسباب: لا زالت أسباب هذا الإضطراب غير معروفة، إلا أن هناك دراسات تشير إلى ما يلي: - وجود اضطراب عند الطفل في المواد الكيماوية التي تحمل الرسائل الى الدماغ - قد ينجم الاضطراب عن التسسمات المزمنة أو عن أذية دماغية قديمة - عوامل وراثية واضطراب في الكروموسومات - بعض الدراسات الحديثة تشير الى ان قلة النوم عند الطفل على المدى الطويل قد تكون سببا في هذه الحالة، وأخرى تشير إلى تردي الحالة النفسية والانفعالية للأم أثناء فترة الحمل بالطفل، أو طبيعة التنشئة الأسرية التي تتبع نظام التسامح الزائد أو الحماية المفرطة - وتوجد دراسات أخرى تشير إلى أغذية الطفل التي تحتوي على المواد الحافظة والملونات والمشروبات الغازية. آثارهذا الاضطراب على الطفل: يؤثر هذا الاضطراب على مدى تفاعل الطفل الاجتماعي مع الآخرين، فينفر منه أقرانه وينعته المعلم بالغبي مع أن مستوى ذكائه في المستوى الطبيعي أو أفضل من الطبيعي، وكذلك تطلق عليه الأسرة ألفاظاً كالطفل الشقي وغيرها، ونتيجة ذلك عادة ما تكون الثقة بالنفس لدى الطفل ضعيفة والسبب انه يخاصم داخل البيت، وفي المدرسة، ولا يرغب به بقية الأطفال، ويفشل في دراسته، ولا يستطيع الانجاز بالشكل الجيد المناسب... فتتكون لديه صورة سيئة عن نفسه وييأس من كونه قادراً على الإنجاز والأداء. ويعاني أيضاً من اضطراب في المزاج مثل التقلب السريع للمزاج وكذلك الاكتئاب والقلق، وبعض الاحيان يختلط على الاطباء اضطراب المزاج مع اضطراب فرط الحركة وضعف الانتباه لكثرة ما يضطرب مزاج الطفل المصاب. دور الأسرة في العلاج : إن أكثر الطرق استخداماً العقاقير الطبية المنشطة نفسياً وأساليب تعديل السلوك. وتتضمن العقاقير المستخدمة لمعالجة النشاط الزائد «الريتاليين والدكسيدرين والسايلرت». ومع أن هذه العقاقير منشطة نفسياً إلا أنها تحد من مستوى النشاط لدى الأطفال الذين يعانون من النشاط الزائد وذلك بسبب اضطراب الجهاز العصبي المركزي لديهم، وبما أن النشاط الزائد غالباً ما ينخفض بشكل ملحوظ في بداية مرحلة المراهقة، فإن هذه العقاقير يمكن أن يتم إيقافها عندما يبلغ الطفل الثانية عشرة أو الثالثة عشرة . أساليب تعديل السلوك: - الاسترخاء حيث يتم تدريب الاطفال على الاسترخاء العضلي التام في جلسة تدريبية منظمة على افتراض ان الاسترخاء يتناقض والتشتت والحركة الدائمة. - التعاقد السلوكي «العقد السلوكي هو اتفاقية مكتوبة تبين الاستجابات المطلوبة من الطفل والمعززات التي سيحصل عليها عندما يسلك على النحو المرغوب فيه ويمتنع عن اظهر النشاطات الحركية الزائدة والتعزيز الرمزي». - التدعيم الإيجابي المادي واللفظي للسلوك المناسب، وذلك بمنح الطفل مجموعة من النقاط عند التزامه بالتعليمات، تكون محصلتها النهائية الوصول إلى عدد من النقاط تؤهله للحصول على مكافأة، أو هدية. - جدولة المهام، والأعمال، والواجبات المطلوبة، وبأوقات النوم والطعام واللعب ومشاهدة التلفاز، والاهتمام بالإنجاز على مراحل مجزأة مع التدعيم والمكافأة معين وفي وقت معين. - التدريب المتكرر على القيام بنشاطات تزيد من التركيز والمثابرة، مثل تجميع الصور، وتصنيف الأشياء (حسب الشكل/ الحجم/ اللون/..)، والكتابة المتكررة، وألعاب الفك والتركيب، وغيرها. - وضوح اللغة والتعليمات: و المعنى هنا أن يعرف الطفل ما هو متوقع منه بوضوح وبدون غضب، وعلى والديه ذكر السلوك اللائق والبديل عن السلوك غير المرغوب فيه. - إتاحة الفرصة للطفل تفريغ الطاقة الموجودة لديه في أنشطة مثمرة هادفة، عن طريق الرياضة والتمارين الحركية، وتنمية ميوله الفنية والموسيقية.