روى البخاري ومسلم من حديث سهل بن سعد الساعدي الانصاري - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - انه قال(إن في الجنة بابا يقال له الريان يدخل منه الصائمون يوم القيامة لا يدخل منه احد غيرهم, يقال: أين الصائمون فيقومون لا يدخل منه احد غيرهم فإذا دخلوا اغلق فلم يدخل منه احد) فقد اشتمل الحديث انه على ان الله سبحانه وتعالى جعل في الجنة ثمانية ابواب احدها الريان, ومن فضله سبحانه وتعالى وعطفه ورحمته واحسانه ان جعل ابواب الجنة ثمانية وجعل ابواب النار سبعة كما في قوله تعالى من سورة الحجر: (وإن جهنم لموعدهم أجمعين لها سبعة أبواب لكل باب منهم جزء مقسوم) الحجر: 43 - 44 فقوله عليه الصلاة والسلام (إن في الجنة بابا يقال: له: باب الريان) اثبات ان اسم هذا الباب هو الريان, وهو باب الصائمين الذين ظمأوا بصومهم لله عز وجل, فكافأهم الله بشيء بان ادخلهم وحدهم من باب الريان الذين يروون فيه ولا يظمأون ابدا, وذلك كما اخرج النسائي وابن خزيمة من طريق سعيد بن عبدالرحمن وغيره في هذا الحديث وزاد فيه (من دخل شرب, ومن شرب لا يظمأ ابدا) اي من شرب من الجنة بعد دخوله من باب الريان الذي خصه سبحانه وتعالى للصائمين لم يظمأ ابدا فكان ذلك تمامه وكماله في نعيمه الذي اصابه بسبب صومه فاصابه برحمة الله عز وجل وفضله وانعامه على عبده ان تقبل منه هذا الصوم, وجعله ممن يدخلون من باب الريان. وفي الصحيحين ايضا عن ابي هريرة - رضي الله عنه - ان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لما قال: (من انفق زوجين في سبيل الله نودي من ابواب الجنة يا عبدالله هذا خير, فمن كان من اهل الصلاة دعي من باب الصلاة, ومن كان من اهل الجهاد دعي من باب الجهاد, ومن كان من اهل الصيام دعي من باب الريان, وان كان من اهل الصدقة دعي من باب الصدقة. فقال ابو بكر الصديق - رضي الله عنه وارضاه - : بأبي أنت وامي يا رسول الله ما على من دعي من تلك الابواب من ضرورة فهل يدعى احد من تلك الابواب كلها؟. قال: نعم, وارجو ان تكون منهم). كما جاء عن غير واحد عن اصحاب الرسول - عليه الصلاة والسلام - انه قال: والله ما سبق ابو بكر الصديق بكثرة صيام ولا صلاة وانما بشيء وقر في قلبه وهذا الذي وقر في قلبه هو الاعتقاد الخالص والتصديق التام الذي لقب بسببه.. والصديق: تصديقا تاما لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - وبما اخبر به وجاء به - رضي الله عنه وارضاه - وهذا في الحقيقة يوجب محبة ابي بكر والدعاء له والترضي عنه, فانه افضل العالمين وافضل اتباع المرسلين وافضل الرجال جميعا بعد الانبياء والرسل, جاء في الصحيحين عن ابن عمر - رضي الله عنهما - انه قال: كنا نقول على عهد النبي - صلى الله عليه وسلم - افضل الناس بعد الرسول ابو بكر ثم عمر ثم عثمان, صح ذلك عنه - رضي الله عنه - وعن سائر الصحابة من غير وجه فهذا بيان لمنزلته. ومن اعتقاد اهل السنة والجماعة ان ابا بكر هو افضل اتباع المرسلين جميعا, فهو اكمل اولياء الله بعدهم.. اللهم ارض عن ابي بكر وعمر وعثمان وعلي وعن سائر اصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم -اللهم اجمعنا في دار كرامتك اللهم إنا نحبهم فارزقنا بمحبتهم اجتماعا بهم وبنبينا محمد - صلى الله عليه وسلم - في الفردوس الاعلى نتوسل اليك اللهم بذلك ما جعله لنا ولوالدينا ومشايخنا والمسلمين, اللهم اجعل عملنا صالحا متقبلا, واجعلنا من عباد الله الصالحين الذين يدعون اليك على بصيرة وعلى علم ومن الذين يثبتون على دينهم الى ان يأتيهم الموت انك على كل شيء قدير وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه اجمعين. علي بن عبدالعزيز الشبل الاستاذ بجامعة الامام بالرياض