لقد حل بنا شهر رمضان الذي فرض الله صيامه بقوله تعالى: (يا أيها الذين أمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم)، كما صح فيه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: «إن في الجنة بابا يقال له الريان يدخل منه الصائمون يوم القيامة لا يدخل منه أحد غيرهم». فنسألك يا الله أن توفقنا لصيام هذا الشهر على الوجه الذي يرضيك ويسر علينا قيامه تبعا لما حض عليه نبيك سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم بقوله: «من قام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه» . ولئن كان الصيام فريضة، والقيام سنة فإن الإنفاق وعمل البر وخاصة في هذا الشهر من فضائل الأعمال التي حض عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقد صح عنه عليه الصلاة والسلام أنه قال: «ما من يوم يصبح العباد فيه إلا ملكان ينزلان فيقول أحدهما: اللهم اعط منفقا خلفا، ويقول الآخر : اللهم اعط ممسكا تلفا» . كما أخرج البخاري ومسلم عن أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنهما قالت: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أنفقي أو نضحي أو أنفحي ولا تحصي فيحصى الله عليك». وإذا كان هذا بالنسبة للإنفاق عامة فإن مساعدة الأهل وذوي الرحم والجار له من الأجر ما هو أفضل من أجر الصدقة، فقد روى الإمام مسلم بسنده: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «دينار أنفقته في سبيل الله، ودينار أنفقته في رقبة، ودينار تصدقت به على مسكين، ودينار أنفقته على أهلك أعظمهما أجرا الذي أنفقته على أهلك». وعن سلمان بن عامر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : «إن الصدقة على المسكين صدقة وعلى ذي الرحم اثنان صدقة وصلة». وكما حض الرسول صلى الله عليه وسلم على البر والإحسان فقد نهى عليه الصلاة والسلام عن قول الزور والظلم والعدوان على الناس وذلك بما رواه الإمام البخاري بسنده : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : «من لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه» . وفي مسند الإمام أحمد: «أن امرأتين صامتا في عهد النبي صلى الله عليه وسلم فكادتا أن تموتا من العطش فذكر ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم فأعرض، ثم ذكرتا له فدعاهما صلى الله عليه وسلم فأمرهما أن يتقيآ، فقاءتا ملء قدح قيحا ودما وصديدا ولحما عبيطا. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: صامتا عما أحل الله لهما وأفطرتا على ما حرم الله عليهما، جلست إحداهما إلى الأخرى فجعلتا يأكلا لحوم الناس» . وأختم بالذي يجب أن يشغل به الإنسان نفسه خلال هذا الشهر من قراءة للقرآن وإطعام للمساكين ومساعدة للمحتاجين وتجنب أكل المال الحرام. فقد روي أنه كان للنبي صلى الله عليه وسلم غلام يقال له مدعم وفي إحدى الغزوات أصابه سهم وهو يحط رحل رسول الله عليه الصلاة والسلام فمات. وجاء أصحاب الرسول يعزونه في خادمه ويقولون: هنيئا له يا رسول الله، لقد ذهب شهيدا.. ولكن الرسول صلى الله عليه وسلم يجيبهم قائلا: كلا إن الشملة التي أخذها من الغنائم يوم خيبر لتشتعل عليه نارا».. يا أمان الخائفين شملة لا تساوي بضعة دراهم أشعلت النار في من كان يخدم رسول الله، وقتل وهو يحط رحله صلى الله عليه وسلم وما ذلك إلا لأنه أخذها نهبا من المال العام. فاكس: 6671094 [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 158 مسافة ثم الرسالة