عبداللطيف ناصر الملحم مواطن يعمل بائعا في محل والده المتخصص في الملبوسات الجاهزة والكماليات. ويعتبر عمله في المحل الذي ظل 35 عاما مفتوحا للزبائن امتدادا لمسيرة والده التي بدأها بتجارة الكماليات ثم الملبوسات والاكسسوارات الحديثة. ويقول الملحم ان ما يجعلني حريصا على العمل الجاد البيئة الصالحة التي حرص والدي على توفيرها لي والتي أمدتني بمفاتيح النجاح المتمثلة في الصبر والمعاملة الحسنة واحترام وقت العمل. ويضيف الملحم ان الجيل الجديد محتاج لتوفير بيئة تدفعه للعمل وتعلمه قيمة الاجتهاد في طلب الرزق بعيدا عن المظاهر الخادعة التي تصور العمل الحرفي وكأنه تقليل من شأن العاملين في نطاقه. ويوصي الملحم المواطنين الذين لم تتسن لهم تكملة الدراسة العليا التوجه الى ساحات العمل الفسيحة التي توفرها المنشآت الصغيرة والمحلات التجارية مؤكدا على أن رموز الاقتصاد في البلاد بدأوا بالعمل المهني أو الحرفي غير أن البعض يريد أن يصل الى نهاية المعادلة دون أن يجتهد في وضع رقم واحد في خانة العمل. ويستطرد الملحم قائلا: هذا لا يعني تعميم هذه النظرة على الشباب السعودي فهناك رجال يسعون بجهد منقطع النظير لاثبات وجودهم في شتى أنواع الوظائف المتاحة. ويبين المحلم ان سوق المحلات الصغيرة لم يعد مثل السابق بسبب ترشيد الاستهلاك الذي بدأ الناس في اتباعه نظرا لغلاء الأسعار وتعدد الالتزامات مما يبقى الأسواق ضعيفة في غير المواسم التي يعتبر نهاية شهر رمضان من أهمها على الاطلاق. وينظر الملحم الى التجارة باعتبارها موهبة قد لا تتوفر في كثير من الناس إلا أنها تحتاج إلى عنصر الخبرة وفهم السوق والذي يتطلب متابعة دقيقة لاحتياجات الزبائن والمميزات التي يطرحها التجار الآخرون. ويتحدث الملحم عن شهر رمضان الكريم وفضائله الكثيرة والمعاني النبيلة التي اختصه الله بها وان كثيرا من الناس لا يستوعبونها في الوقت الذي افسدت روحانية الشهر الفضيل البرامج التليفزيونية التي تعرضها الفضائيات العربية مما أشغل الشباب عن تأدية واجباتهم الدينية. ويوجه الملحم رسالة الى المقتدرين من أبناء الوطن يدعوهم فيها للاقتداء بالمبادرة الكريمة لسمو الأمير عبدالله بن عبدالعزيز والمتمثلة في العطف على الفقراء ومد يد العون لهم دون النظر إلى المكاسب الدنيوية.. فما عند الله خير وأبقى.