في الليل وبعد ان ذهب جميع الاطفال الى سررهم وهم يفكرون في يوم غد.. ويوم غد اختبار.. هكذا قال المدرسون.. وهاهو آخر طفل يغمض عينه, وينام, في هذا الوقت جاءت طيور كثيرة.. كثيرة جدا.. طيور صغيرة.. كالعصافير.. انها تطير متمهلة, دون صوت, وتخبئ علبا صغيرة, وملونة, تحت اجنحتها.. لها عيون ذكية ترى فيها البيوت والشوارع, والنخيل.. والسيارات والمدارس.. آه: المدارس؟ هاهي تتجه الى المدارس.. في الصباح: وفي اليوم الاول: ليلى تذهب الى المدرسة, مثل الكثير من الاطفال. ليلى تحب المدرسة, وتذهب كل صباح فرح, كحمامة صغيرة, تركض عندما تسمع اصوات صديقاتها.. ترى ابتساماتهن.. تصل.. وتبدأ اللعب. في الصف تفرح بمعلمات: بدخول مدرسة العلوم.. وبالطريقة التي تتحدث بها معلمة الرياضيات.. وتشترك مع صديقاتها نورة في حل الغاز بطاقات اللغة الانجليزية.. تحب تلك التمثيليات القصيرة المرحة في النصوص العربية.. هكذا هي كل يوم هكذا هو كل يوم الشهر الاول, الثاني, وليلى في المدرسة الشهر الثالث, الاختبار قريب, المعلمات يقدمن المعلومات بسرعة: المراجعة.. الاختبار.. تسأل ليلى المعلمة: متى يأتي الاختبار؟ في الطريق.. سيأتي. كيف سيأتي؟! هل له اجنحة؟! لا.. انه لا يطير!! كيف يأتي؟! لن يأتي بالسيارة وبالطائرة!! هكذا تقول المعلمة, وهي تضحك.. ليلى تقول: اذا كيف يأتي؟!! نجده واقفا عند باب المدرسة في الصباح!! تبتسم ليلى.. وتضحك زميلاتها.. وهل يجلب معه هدايا لنا.. نعم!! في الليل: في ليلة الاختبار, وبعد ان يذهب جميع الاطفال الى سررهم, وهم يفكرون في يوم الاختبار.. تأتي طيور كثيرة... كثيرة جدا.. طيور صغيرة.. كالعصافير.. انها تطير متمهلة, دون صوت, وتخبئ علبا صغيرة, وملونة, تحت اجنحتها.. لها عيون ذكية ترى فيها البيوت.. والشوارع, والنخيل.. والسيارات, والمدارس.. آه: المدارس!! هاهي تتجه الى المدارس.. وعند باب المدرسة تجد الاختبار يقف في انتظارها.. يأخذ العلب منها, ويصفها بنظام عجيب تدخل الطيور فيها وتنام.. في الصباح تفتح المعلمات العلب, وتأخذن اوراق الاسئلة, وتوزعنها على التلميذات.. تقرأ كل تلميذة اسئلتها, فتطير منها الطيور الصغيرة, تطير.. وتحط على ورق الاجابة الابيض.. تلتقط الحروف التي تكتبها التلميذة.. تلقطها كحبوب صغيرة.. هل تأكل هذه الطيور الصغيرة اجاباتنا؟! لا.. انها تتأكد من ان كل شيء صحيح!! واذا كانت الاجابة خاطئة؟ ربما يعمد الطائر الصغير الى نقر القلم, او يحك اصبع التلميذة برفق.. او يحط فوق رأسها.. انه يستخدم اساليب كثيرة ليقول للفتاة ان تفكر اكثر.. لكننا لا نرى هذه الطيور!! ربما هي غير ملونة.. لكنها تكون فرحة جدا, وانتم تكتبون كلماتكم الجميلة.. وماذا تفعل بعد ذلك؟ تطير.. الى المكان الكبير الذي ينتظر فيه الاختبار.. تطير الى بيته البعيد, في اقصى الحارة.. حيث غابات نخيل كثيرة!! وماذا نفعل؟ تحط في اذنه الواسعة, وتسر له بما كتبت كل تلميذة!! ماذا يفعل بعد ذلك هذا الاختبار الجالس في بيته وسط النخيل؟! انه وبمجرد ان تخبره العصافير بما كتبته البنات من كلمات جميلة.. يطير الى بيوتهن ويساعد الاهل في تجهيز الهدايا.. جبير المليحان