كشف كتاب جديد نشر في واشنطن حول الحرب ضد الارهاب في افغانستان ان مستشاري الرئيس الامريكي جورج بوش تملكتهم شكوك حول امكانية الحسم المبكر للحرب في افغانستان وان السبب في الانهيار السريع لحركة طالبان هو ملايين الدولارات التي دفعتها وكالة الاستخبارات المركزية سي اي اية لشراء ذمم وولاء امراء الحرب هناك. واوردت صحيفة واشنطن بوست الامريكية أمس تقريرا عن كتاب (بوش في الحرب) لكاتبه مساعد مدير تحرير الصحيفة نفسها الصحفي الشهير بوب وودوارد الذي اعتمد على مقابلة دامت اربع ساعات مع الرئيس الامريكي الى جانب مقابلات مطولة اخرى مع مسؤولين في مجلس الامن القومي ومسؤولين آخرين في البيت الابيض.وذكر الكتاب ان وكالة الاستخبارات المركزية قدمت 70 مليون دولار نقدا للانفاق على مشاريع في افغانستان من بينها مبالغ انفقت لتأسيس مستشفيات ميدانية.واضاف ان الاموال تم انفاقها عن طريق نحو ستة فرق تابعة للوكالة انتشرت في انحاء افغانستان قبل وخلال الحرب التى جرت العام الماضي مشيرا الى ان اولها كان فريقا مكونا من10 عناصر وصلوا افغانستان في 27 سبتمبر 2001 اي بعد ايام قليلة من الهجمات الارهابية على نيويوركوواشنطن في الحادي عشر من نفس الشهر.وذكر الكاتب ان قائد ذلك الفريق كان يحمل مبلغ ثلاثة ملايين دولار في حقيبة واحدة لانفاقها على التمهيد للحرب التي اندلعت في السابع من اكتوبر التالي اي بعد عشرة ايام فقط من وصول ذلك الفريق.كما اورد الكتاب وقائع اجتماع لوزير الخارجية الامريكي كولن باول مع بوش في الخامس من اغسطس الماضي شرح فيه الوزير ضرورة حصول الولاياتالمتحدة على دعم دولي في قضيتها ضد العراق.ونقل الكاتب عن باول قوله لبوش في ذلك الاجتماع من اللطيف ان نقول ان بامكاننا شن حرب منفردة على العراق الا اننا لا نستطيع ذلك مشيرا الى ان ذلك الاجتماع اقنع بوش بنقض أراء نائبه ديك تشيني ووزير الدفاع دونالد رامسفيلد والسعي لاصدار قرار من مجلس الامن الدولي لنزع السلاح العراقي. انتهاكات دستم على صعيد آخر أعلن مسؤول بالاممالمتحدة أمس ان هناك دليلا لدى المنظمة الدولية على ان الجنرال عبد الرشيد دستم القائد الافغاني ذي الاصل الاوزبكي والمتحالف مع الولاياتالمتحدة في شمال افغانستان سجن شهودا وعذبهم لمنعهم من الادلاء بشهاداتهم في قضية جرائم حرب.وقال المصدر البارز الذي طلب عدم نشر اسمه ان الاممالمتحدة اجرت تحقيقات بشأن انتهاكات لحقوق الانسان ارتكبت ضد شهود مهمين في قضية تتعلق بدستم .وتأتي النتائج التي توصل اليها فريق محققين غادر للتو المنطقة المضطربة في شمال افغانستان كضربة جديدة لسمعة دستم وتمثل احراجا للرئيس الافغاني حامد قرضاي الذي يسعى جاهدا لكبح جماح قادة الفصائل. وحاول دستم من قبل نفى تقارير ذكرت ان قواته قتلت نحو الف من مقاتلي طالبان بنقلهم الى سجن داخل حاويات لا توجد بها فتحات للتهوية. وزعم دستم ان نحو 200 لقوا حتفهم لكنهم كانوا مصابين اصابات بالغة من جراء القتال في اواخر العام الماضي.وقال مصدر الاممالمتحدة المقيم في افغانستان ان فيلما وثائقيا ظهر في الاونة الاخيرة يشير الى مقتل اثنين من الشهود. لدينا دليل قوي يدفعنا للاعتقاد بأن هناك جوانب مثيرة للقلق. واضاف المصدر ان بعض الشهود المحتملين فروا الى كابول حيث يجري معهم مسؤولون من الاممالمتحدة لقاءات. واجريت اتصالات مع اخرين في الشمال منهم اناس في شبرغان معقل دستم.وقال المصدر ان عدة اشخاص في الشمال اعتقلوا بشكل تعسفي وعذبوا.وتابع لم نتمكن من فحصهم... لكن اناسا مع فريق التحقيق رأوهم وقالوا انهم اصيبوا اصابات بالغة. وقال المصدر ان فريقا من الاممالمتحدة بحث ايضا ماتردد عن حالات اعدام. ويشعر موظفو الاغاثة بالاحباط لان التحقيق الاساسي بشأن موقع مقبرة جماعية في دشت الليل قرب شبرغان يحتمل ان يكون مقاتلو طالبان الذين ماتوا اختناقا دفنوا فيها تعثر بعد ستة اشهر من اعلان الاممالمتحدة رغبتها في بدء التحقيق. وحملت مصادر الاممالمتحدة المجتمع الدولي مسؤولية عدم توفير حماية للشهود المحتملين كما حملت دستم مسؤولية اشاعة اجواء الخوف بينهم.وقال المصدر متسائلا ماذا نفعل لحماية الشهود... ليس هناك من سبيل ما لم يكن لدينا نظام كامل والتزام من المجتمع الدولي بشأن حمايتهم وتمكينهم من اللجوء حين يلزم ذلك . وكان دستم حليفا قويا للولايات المتحدة في اواخر العام الماضي عندما ساعد الحملة الجوية التي قادتها على طرد حركة طالبان من شمال افغانستان. وما زالت قوات امريكية خاصة في الشمال مع استمرار تعقب فلول حركة طالبان وتنظيم القاعدة.