واشنطن، نيويورك، سيول، جلال آباد - أ ف ب، يو بي آي - أكدت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون لشبكة «أي بي سي» التلفزيونية الأميركية أمس، أن الولاياتالمتحدة ليست بصدد خسارة الحرب في أفغانستان. وسأل الصحافي في الشبكة كلينتون: «هل الولاياتالمتحدة بصدد خسارة الحرب في أفغانستان»؟ فأجابت: «لا اظن ذلك، ولكن كما قال الجنرال (ستانلي) ماكريستال (قائد القوات الاميركية والدولية في أفغانستان) وآخرون، فان حركة طالبان مستمرة» في القتال. وفي مقابلة أخرى مع شبكة «أن بي سي»، أكدت كلينتون أن التدخل العسكري الاميركي في أفغانستان لن يستمر «الى الأبد». كما أجرت شبكة «سي أن أن» مقابلة مع وزيرة الخارجية الاميركية تناولت مواضيع سياسية. واعتبرت كلينتون التي رفضت التطرق الى الدورة الثانية من الانتخابات الرئاسية الأفغانية المقررة في 7 تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل، ان سياسة واشنطن السابقة «قد تكون ركزت جهودها على الحكومة المركزية و(راهنت) على إمكان تحويل أفغانستان الى بلد عصري بين ليلة وضحاها». واعتبرت كلينتون ان على الولاياتالمتحدة العمل مع «المسؤولين المحليين» وليس فقط مع «الرئيس (الأفغاني) وحكومة كابول»، في ما يحدد إطاراً للعلاقات المستقبلية بين الولاياتالمتحدة وشركائها في أفغانستان. ويتوقع أن يقرر الرئيس الاميركي باراك اوباما في الأسابيع المقبلة إرسال تعزيزات عسكرية أو عدمه الى أفغانستان حيث ينتشر حوالى 68 ألف جندي اميركي. وتكبدت القوات الاميركية في تشرين الأول (أكتوبر) الجاري، خسائرها الأكبر منذ بداية النزاع في 2001. في غضون ذلك، طلب الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون مساعدة الدول الأعضاء لمواجهة التهديدات الموجهة الى موظفي الأممالمتحدة في أفغانستان، وقال انه يبحث في بضعة تدابير منها الاستعانة بشركات خاصة لتعزيز امنهم. وفي تصريح صحافي، قال الأمين العام بعدما قدم الى مجلس الأمن تقريراً عن الوضع في أفغانستان، ان «الأممالمتحدة تزداد تعرضاً للهجمات». وأضاف: «قلت إننا لن نتراجع. ولا نستطيع الصمود وحدنا. فنحن نحتاج الى دعم الدول الأعضاء، ومن الضروري ان ننظر الى الأمور بطريقة واقعية ونتخذ تدابير أمنية اشد فاعلية لحماية موظفينا». وأشار بان كي مون الى انه يبحث «في بعض التدابير على المدى القريب» لتحقيق هذا الهدف، ومنها: «تجميع موظفي الأممالمتحدة الموزعين في أنحاء البلاد، في كابول». وأوضح انه «يبحث أيضاً في جدوى نشر وحدات أمنية إضافية لحراسة منشآت الأممالمتحدة». ورداً على سؤال قال انه لا يستبعد الاستعانة بشركات خاصة لهذه الغاية. وعقد مجلس الأمن اجتماعاً طارئاً غداة هجوم دموي على الأممالمتحدة في كابول أعلنت حركة «طالبان» مسؤوليتها عنه وكررت تهديداتها للدورة الثانية من الانتخابات الرئاسية الأفغانية في السابع من تشرين الثاني المقبل. وهاجم ثلاثة انتحاريين الأربعاء منزلاً للضيافة في كابول يؤوي موظفين أجانب في الأممالمتحدة، ما أدى الى مقتل خمسة منهم على الأقل وشرطيين اثنين. وما زال العمل جارياً للتحقق من هوية جثة متفحمة. وأثار هذا الهجوم السادس في وسط كابول حيث تطبق الإجراءات الأمنية الأكثر صرامة في البلاد، المخاوف من هجمات أخرى تستهدف أجانب مع اقتراب الدورة الثانية من الانتخابات الرئاسية. من جهة أخرى، أعلنت كوريا الجنوبية أمس، عن خطة لإرسال قوات وعناصر شرطة إلى أفغانستان في مهمة لحماية العاملين المدنيين لها في الدولة التي مزقتها الحرب والموالية للإرهاب. ونقلت وكالة الأنباء الكورية الجنوبية «يونهاب» عن الناطق باسم وزارة الخارجية الكورية الجنوبية مون تيه يونغ في بيان إن «الحكومة الأفغانية طلبت من حكومتنا بواسطة مختلف القنوات توسيع الدعم لجهود الاستقرار وإعمار أفغانستان. وفي إطار مساعيها للمشاركة بشكل أكثر نشاطاً، قررت الحكومة الكورية الجنوبية توسيع فريق الإعمار الإقليمي». وأضاف ان عناصر الشرطة والجيش سيتم إرسالهم فقط من أجل حماية عاملي هذا الفريق من التهديدات الإرهابية. وأكد أن قوى الأمن لن تشارك في أي نوع من الأعمال القتالية إلاّ عندما يتطلب الأمر حماية أعضاء الفريق. ولم يوضح الناطق عدد القوات التي سيتم إرسالها إلى أفغانستان. وقال مسؤول رفيع المستوى في وزارة الخارجية الكورية الجنوبية رفض الكشف عن اسمه، ان عدد القوات التي سيتم إرسالها إلى أفغانستان سيحدد من خلال مشاورات مع الحكومة الأفغانية وحلف شمال الأطلسي (ناتو). وأضاف ان الحكومة سترسل فريقاً استقصائياً إلى أفغانستان في الشهر المقبل، قبل تحديد التفاصيل الأخرى حول مكان تواجد أعضاء فريق الإعمار الإقليمي وعدد الأفراد الذين يتم إرسالهم. وأوضح أنه من المتوقع أن يتم إرسال القوات في أوائل العام المقبل في حال مصادقة البرلمان على التحرك. ويعمل حالياً 25 كورياً جنوبياً في الحقل الطبي والتدريب المهني داخل القاعدة الجوية الأميركية في بغرام، شمال كابول لتقديم المساعدة لفريق الإعمار الإقليمي الذي تقوده الولاياتالمتحدة. وأفادت «يونهاب» انه من المتوقع إرسال أكثر من 200 جندي والعشرات من أفراد الشرطة حيث تعمل سيول على توسيع فريق الإعمار الإقليمي لها في أفغانستان كجزء من المساعي للعب دور أكبر في المجتمع الدولي. وظلت كوريا الجنوبية تتعرض لضغوط متزايدة لتقديم مزيد من المساهمات بما يتناسب مع قدرة البلاد ومكانتها الدولية المتعززة إلى الحملة التي تقودها الولاياتالمتحدة في أفغانستان. من جهة أخرى، أفادت مصادر محلية عن مقتل ثمانية مدنيين في انفجار عبوة لدى مرور حافلة صغيرة كانوا يستقلونها في شرق أفغانستان. وانفجرت العبوة في إقليم خوجياني في ولاية ننغرهار قرب الحدود مع باكستان. وأعلن احمد ضيا عبد الضائي الناطق باسم حاكم ننغرهار عن «مقتل ثمانية مدنيين بينهم امرأة في الانفجار». ولم تتبن أي جهة الاعتداء، لكن العبوات التي تزرع على حافة الطريق تعتبر السلاح المفضل لدى مقاتلي «طالبان» الذين ينشطون كثيراً في المنطقة.