كابول، لندن - «الحياة»، رويترز، يو بي آي - اعلنت هيئة مراقبة الانتخابات الأفغانية امس، انها تحقق في 567 شكوى بحدوث انتهاكات تعتبرها خطرة بدرجة تكفي للتأثير في نتيجة الانتخابات التي أجريت في 20 آب (أغسطس) الماضي، وهو ما يزيد عن ضعف عدد الشكاوى الذي اعلن قبل يومين. وخيمت على افغانستان حال من الغموض منذ الانتخابات الرئاسية، فيما وضعت النتائج الجزئية التي اعلنت حتى الآن، الرئيس الحالي حميد كارزاي في المقدمة، لكن ليس بما يكفي لتجنب دخول جولة اعادة ضد منافسه الرئيسي وزير الخارجية السابق عبد الله عبد الله. ولاقت الانتخابات التي فشل مقاتلو «طالبان» في تعطيلها على رغم عشرات الهجمات الصاروخية، اشادات دولية في البداية ووصفت بالناجحة لكن تلك التقديرات باتت اكثر حذراً مع تصاعد الاتهامات بالتزوير. وأظهرت احدث النتائج الجزئية والتي اعلنت في وقت متأخر من مساء السبت حصول كارزاي على 46.3 في المئة من الأصوات في مقابل 31.4 في المئة لعبد الله بعد فرز 35 في المئة من الأصوات. ولم يجر إحصاء معظم الأصوات في الجنوب، معقل عرق البشتون الذي يفترض ان يستقي منه كازراي الدعم وكذلك في المناطق التي اثر فيها عنف «طالبان» بشدة على الإقبال وتلك التي تركزت فيها الشكاوى من حدوث تزوير. واتهم عبد الله معسكر الرئيس بملء صناديق الاقتراع بالأصوات المزورة على نطاق واسع ويقول انه لن يقبل بالنتيجة اذا تبين حدوث تزوير في شكل قاطع. ويمكن للجنة شكاوى تضم اعضاء أجانب مكلفين من قبل الأممالمتحدة الا تعترف بالنتائج الواردة من كل مراكز الاقتراع اذا اشتبهت في حدوث مخالفات. وقال احمد مسلم خورم الناطق باسم اللجنة انها تبحث الآن 2493 شكوى بينها 567 تصنفها على انها من «الفئة الأولى» بما يعني انها خطرة الى درجة تكفي لتغيير النتيجة. ويوم الجمعة الماضي، كان هناك 270 شكوى من «الفئة الأولى». ويتعين حصول أحد المرشحين على أكثر من 50 في المئة من الأصوات لتجنب الدخول في جولة إعادة. وربما تضع النتائج الواردة من الجنوب كارزاي في المقدمة لكن لجنة الشكاوى يمكن ان تطعن فيها. ومن المقرر اعلان النتائج الأولية الكاملة في وقت لاحق هذا الأسبوع على ان تعلن النتائج النهائية بعد اسبوعين عقب فحص كل الشكاوى. وستجرى جولة اعادة في تشرين الأول (اكتوبر) المقبل، اذا كانت هناك حاجة اليها. دستم غادر الى تركيا من جهة أخرى، قال ناطق باسم زعيم الحرب الأوزبكي السابق عبد الرشيد دستم إنه غادر البلاد مرة أخرى بعد انتهاء الانتخابات الرئاسية التي أجريت الأسبوع الماضي. وكان دستم عاد إلى البلاد قبل أيام من الانتخابات لدعم كارزاي. وعبرت كل من الولاياتالمتحدةوالأممالمتحدة عن قلقهما لعودة دستم الجنرال الشيوعي السابق المتهم بارتكاب جرائم خلال الحرب الأهلية التي استمرت لعقود. وقد يثبت أن التأييد الذي يتمتع به بين الملايين من الأوزبك سيكون حاسماً في نتيجة الانتخابات. وقال نقيب الله فايق الناطق باسم دستم ان «الجنرال جاء بدعوة من الحكومة الأفغانية لدعم كارزاي في الانتخابات.» وأضاف: «الرئيس كارزاي حصل على تأييد كبير من الأوزبك بفضل الجنرال دستم»، مشيراً الى ان الأخير عاد إلى تركيا يوم الأربعاء الماضي، لكنه ينوي العودة إلى أفغانستان في نهاية شهر رمضان المبارك. وقال فايق إن من أهداف وجود دستم في تركيا، مقابلة مسؤولين أميركيين وتبرئة ساحته من الاتهامات بارتكاب انتهاكات لحقوق الإنسان. استراتيجية براون في غضون ذلك، افادت صحيفة «ذي أوبزرفر» الصادرة في لندن امس، أن رئيس الوزراء البريطاني غوردون براون تبنى استراتيجية جديدة حول افغانستان تشمل عملية مصالحة مع حركة «طالبان» وتسريع تدريب الجيش الأفغاني ليحل محل قوات حلف شمال الأطلسي (ناتو). وأشارت الصحيفة إلى أن براون استخدم زيارته السبت للقوات البريطانية في ولاية هلمند للكشف عن أول ملامح هذه الاستراتيجية الرامية إلى تخفيف مقتل الجنود البريطانيين في العمليات الدائرة ضد مقاتلي «طالبان». ونسبت «ذي أوبزرفر» إلى مصدر مقرّب من رئيس الوزراء البريطاني قوله «إن المفاوضات مع المسلحين المتعاطفين مع حركة طالبان لإقناعهم بتغيير ولائهم، تشكل الآن مكوناً رئيسياً من جهود الحرب التي تبذلها بريطانيا، والتي صارت ترى الآن أن المصالحة هي افضل الطرق لإنهاء الأزمة في افغانستان». ونقلت الصحيفة عن مصادر ديبلوماسية في هلمند انها «تعتقد أن مثل هذه الجهود يمكن أن تتم على نطاق واسع، لأن جزءاً كبيراً من مقاتلي طالبان غير منخرط في شكل حقيقي في برنامج الحركة، ويقاتل لأسباب تكتيكية ويمكن ضمه إلى التيار السائد في افغانستان». وأشارت الى ان براون اقترح في اطار استراتيجيته الجديدة حول افغانستان استكمال عملية تدريب الجيش الأفغاني وفي شكل يمكنه من تولي مسؤوليات الدفاع عن بلده في غضون عام للتمهيد لرحيل قوات الحلف الأطلسي من هناك. ولفتت إلى أن المراجعة التي اجرتها الولاياتالمتحدة حول استراتيجيتها العسكرية في افغانستان ستركز على هذا الجانب أيضاً. وأضافت الصحيفة أن ديبلوماسيين بارزين بريطانيين في هلمند «أكدوا أن محاولات مركزة تجرى الآن لفتح حوار مع العناصر المعتدلة في حركة طالبان واستيعابها في العملية السياسية وعلى غرار ما فعلته قوات التحالف مع المسلحين في العراق، وإقناع المقاتلين المحليين في الحركة بالتخلي عن اسلحتهم من خلال تقديم حوافز لهم لتشجيعهم على العودة الى الحياة المدنية». تزامن ذلك مع تقرير نشرته صحيفة «ذي اندبندنت أون صنداي» الصادرة في لندن امس، اشار الى ان عدد الجنود البريطانيين الذين أُصيبوا بجروح في حرب افغانستان ارتفع بنسبة 300 في المئة خلال السنوات الثلاث الماضية بسبب اشتداد حدة القتال في هلمند حيث ينتشر نحو 9000 جندي بريطاني. وزادت الصحيفة أن أرقاماً جديدة حصلت عليها اظهرت أن عدد الجنود البريطانيين الذين قدموا طلبات للحصول على تعويضات مالية من وزارة الدفاع البريطانية لإصابتهم بجروح خطرة، يفوق 12 مرة ما كان عليه عام 2005.