على امتداد مساجد الجبيل تجد موائد الأفطار أينما ذهبت حيث الأطعمة المختلفة للصائمين من المحتاجين. مررت بعدد من المساجد وشاهدت صورا من التلاحم والحب بين أبناء هذا البلد في التسابق على خدمة الصائمين وتقديم الأطعمة لهم حيث أن العديد منهم بعيد عن أهله والآخر عابر سبيل ومنهم الفقير والمسكين وكان الاهتمام من أهل الخير واضحا للتخفيف من الغربة.. شكر واعجاب أحد المسلمين الذين التقيت بهم في أحد المساجد عبر عن شعوره تجاه هذا الوطن واهله الذين يتميزون بأخلاق المسلمين الحقة والخير الذي لا حدود له حيث يشعر المسلم كأنه بين اهله وذويه على ما يلقاه من كرم واهتمام في هذه البلاد الطيبة وقال ان خير هذه البلاد وصل إلى انحاء العالم الإسلامي وأدعو الله العلي القدير أن يحفظ لهذه البلاد نعمة الإسلام والأزدهار لأن ذلك يصب في مصلحة المسلمين. يعتبر مركز مخيم الافطار في الجبيل التابع لمركز دعوة الجاليات بالجبيل أكبر مخيم لإفطار الصائمين حيث يقوم بإفطار اكثر من 2500 صائم يوميا إضافة إلى إلقاء العديد من المحاضرات يوميا بتسع لغات مختلفة ويحضر وجبة الافطار عدد من الجاليات المسلمة وغير المسلمة وقد اهتدى العديد منهم ودخلوا الإسلام ويقوم المركز بتعمير العديد من المسلمين الجدد والمشهد لهؤلاء المسلمين من مختلف الجنسيات وقت الأفطار يدل على المعاني السامية التي دعا لها الإسلام وطالب المسلمين بالاهتمام بها والحفاظ عليها ورعايتها. تسابق لعمل الخير وتتسابق مساجد الجبيل في جمع التبرعات للمخيم الذي يعد نموذجا كبيرا لافطار الصائمين وما يقوم به من مجهودات على مدار السنوات الأربع الماضية كما تساهم الشركات ورجال الأعمال في أعمال المخيم طوال أيام الشهر الكريم وقد اختير موقع المخيم في منتصف الطريق بين الجبيل الصناعية والجبيل البلد وطريق أبو حدرية حتى يتسنى للجميع الافطار ويحضر الافطار عدد من المسئولين في المحافظة تشجيعاً للقائمين عليه. التراحم والترابط والتعارف يحرص كل إمام مسجد على تحديد يوم خاص لإفطار أهل الحي في المسجد بهدف التعارف حيث حققت هذه الفكرة أهدافها حيث يقوم كل شخص بإحضار ما تيسر من الإفطار ويجتمع اهل الحي جميعاً لتناول وجبة الافطار خارج المنزل مما يزيد الترابط ويبعد الكلفة لو تم ذلك داخل المنزل. يقول أحد الحضور ان فكرة الإفطار الجماعي كسرت الكثير من الحواجز وقاربت بين العديد من الجيران إضافة إلى أنها من السمات الإسلامية المميزة التي تؤكد جمال التواد والتراحم بين المسلمين. وتقوم بعض المساجد بعمل المسابقات بينس أهل الحي تشجيعاً للأطفال في البحث عن إجابات بعض الأسئلة الفقهية.