ويؤكد هؤلاء الشباب أن تعدد فضائل شهر رمضان دفعتهم إلى التسابق على عمل الخير، مشيرين إلى أن فكرة التطوع والالتحاق بفريق الخدمة بالمخيم واحدة من الأمور التي حث عليها الدين الإسلامي باعتبارها مظهرا من مظاهر التعاون والترابط والتواصل. وأوضح الشيخ مطير عبدالله المطرود أن المخيم الذي يعتبر أكبر مخيم يقع على طريق سريع تشرف عليه جمعية البر الخيرية بمحافظة الشماسية، له موازنة خاصة قدمها أهل الخير وتساهم في تنظيمه بلدية المحافظة. وقال: «تبدأ مهمتنا من بعد صلاة العصر حيث نقوم بتوفير الكمية المطلوبة من الإفطار بتحديد عدد المفطرين الذي يتزايد يوميا، ثم نقوم بعملية تنظيم الموائد التي يوضع عليها أجود أنواع التمر والقهوة والماء والشوربة، فضلا عن وجبة طعام». وذكر نائب المشرف محمد بن ضيف الله اليوسف أن الجمعية تقوم منذ أعوام بتجهيز مخيم إفطار في الطريق السريع لخدمة الصائمين المسافرين، معتبرا أن هذه المخيمات فرصة للالتقاء بين الإخوة المسلمين واجتماعهم في مكان واحد تسوده الروحانية. كما أن هذه المخيمات تعتبر من أثمن الفرص الواجب استغلالها في هذا الشهر الفضيل لنيل الأجر والثواب من الله سبحانه. وقال الشاب عبدالله بن راشد السهلي إن «إقامة مثل هذا التجمع فرصة عظيمة لا تتكرر سوى مرة واحدة في العام ويسعى الإنسان قدر الإمكان إلى استغلاها في عمل الخير وتفطير إخواننا المغتربين من الأجانب وغيرهم، ممن لا يستطيعون تجهيز وجبة الإفطار في منازلهم، نظرا إلى سفرهم ولضيق الوقت». وأضاف: « وجود هذه المخيمات خفف على الكثيرين من المسافرين. كما أنها خلقت جوا من الألفة والمحبة والتعارف فيما بينهم حيث يفطرون مدة شهر كامل على سفرة واحدة ويصلون مع بعضهم جماعة في المسجد». ويشير الشاب صالح بن ناصر النويصر إلى أن مشهد الصائمين لحظة إفطارهم يمثل أجمل المشاهد التي يراها الإنسان في رمضان، حيث إنها تعكس البر والإحسان والعطف على الفقراء والمساكين، فضلا عن التعاطف والأخوة والمحبة والرحمة والبذل بين أبناء الجسد الواحد. وأضاف: «تفطير الصائمين ليس قصرا على الفقراء والمساكين، بل إنه متاح لكل المسلمين فقيرهم وغنيهم، وهو بمثابة الصدقة للفقير والهدية للغني». و قال عبدالرحمن عبدالعزيز السنيدي: «مهمتنا تختص بتجهيز المخيم حيث نقوم يوميا بتنظيف المكان وتوفير كل الإمكانيات من وجبات الإفطار وتوفير المياه والعصائر المختلفة ونقدمها للصائمين خصوصا المسافرين الذين يحرصون على التواجد في الخيمة لتناول الإفطار مع إخوانهم». وأضاف: «الصائمون يستريحون في هذا المخيم ويفطرون جميعا بروح من الألفة والمحبة ويؤدون الصلاة جماعة وبعد أن ننتهي من مهمتنا نعود إلى بيوتنا لنفطر مع أهالينا ونحمد الله على هذه النعمة»