قرأت بتمعن التحقيق الصحفي المنشور في جريدتكم الغراء حول (الزوجة الثانية) بين الحقيقة والألم ) من اعداد (شيخة الغشري) وقد اعترتني علامات الدهشة والتعجب من متزوجات لا يفقهن الحكمة الإسلامية من تعدد الزوجات , وأنا أعلن هنا من هذا المنبر أنني أقبل أن أكون زوجة ثانية ولا غبار على ذلك , فالرجال قوامون على النساء من ناحية , ومن ناحية اخرى فانني لا أشعر بحرج او غضاضة من وجود (ضرة) في المنزل الذي اعيش فيه ما دمت احب زوجي واخلص له , فتعدد الزوجات في الإسلام أمر طبيعي , فعقيدتنا الإسلامية السمحة صالحة لكل زمان ومكان , ولا أظن ان الأمر تغير كما جاء التحقيق , حيث يعتبر الزواج من أكثر من واحدة ظلما وعيبا فالقبول بالتعدد في حالات كثيرة أفضل واجدى , ورسولنا الامين يقول: (تزوجوا الودود الولود ) فإذا كنت احب زوجي ولكنني عاقر.. وسبب العقم من جانبي فلماذا في هذه الحالة لا أقبل أن أكون ضرة لأخرى حتى تنجب لزوجي الخلف الصالح.. والمسألة هنا طبيعية فلماذا تنفر العاقرات منها . ولهذا فانني أكبرت ما جاء في التحقيق من أن إحدى العاقرات قامت هي بالبحث لزوجها عن زوجة ثانية صالحة تنجب له اطفالا .. فما العيب في ذلك لا سيما ان عقيدتنا الاسلامية تحثنا على كثرة الانجاب وفي هذا يقول المصطفى عليه أفضل الصلاة والسلام (تناكحوا تناسلوا فاني مباه بكم الأمم يوم القيامة ) فكثرة النسل مطلب طبيعي ويجب ان يكون ساري المفعول داخل المجتمعات الاسلامية .. ولا اجد مبررا للغيرة التي تتكاثر بين بعض النساء .. فما دام التعدد مباحا شريطة العدل بين الزوجات طبعا , فلماذا تسود الغيرة بين الزوجات في حالة التعدد فهذه غيرة تفسد حكمة التعدد وفوائده الكبرى ,وقد أشارت واحدة في التحقيق نفسه , انها لو علمت ان زوجها قد تزوج عليها فسوف تطلب منه الطلاق حالا .. وهذا أمر عجيب ومستهجن لا سيما إذا كانت هذه المرأة قد أنجبت من زوجها فما مصير اطفالها في هذه الحالة؟ تقول نفس المرأة إن طلب الطلاق فيه محافظة على كرامتها.. وانا اقول ان كرامتها لم تخدش حينما طلب زوجها ما اباحه رب العالمين في كتابه , وهي اباحة انتهجها رسول الله عليه افضل الصلاة والسلام وطبقها في حياته , وأظن ان المسألة محسومة , فالتعدد له فوائد عديدة شرط ان يعدل الزوج بين زوجاته في النفقة والمعاملة , فإذا تحقق هذا الشرط فلا وجاهة لاعتراض المرأة على تعدد الزوجات , أما فيما يتعلق بسوء المعاملة من الزوجات انفسهن داخل البيت الواحد فهذه مسألة يتوجب على الزوج حسمها بشكل جذري وقاطع حتى يكون البيت الذي يعشن فيه سعيدا , ويشعر الزوج برغد العيش وهو في عش الزوجية لا بالنكد والشقاء والضجر. هذا من ناحية.. ومن ناحية أخرى فان الزواج شركة بين زوجين فلا بد من بذل التضحيات من الجانبين معا , بمعنى ان الزوج إذا طلب الزواج من ثانية فيجب ان لا تطلب الزوجة الأولى الطلاق أو الانفصال لا سيما إذا كانت قد انجبت منه اطفالا وهذا طلب غير شرعي فمصير الاطفال في هذه الحالة سيكون مصيرا غامضا , وقد يضيعون بسبب هذا التصرف وهنا أقول إن التضحية واجبة وضرورية , ولا ادري في هذه الحالة , أي غبن قد يقع على رأس الزوجة , ولا أظن أنها في هذه الحالة (امرأة مغلوبة على أمرها) كما جاء في التحقيق.. فلماذا نأخذ هذه المسألة بمثل تلك الحساسية المفرطة , فلابد أن تفكر المرأة بعقلها لا عاطفتها , فمستقبل اطفالها يهمها وليس هناك ما يدعو لاثارة المشاكل من اجل أمر طبيعي أباحه رب العزة والجلال لخلقه لحكمة ربانية لا يمكن بأي حال من الاحوال الجدال حوله.. ولكنني أقول ان العدل بين الزوجات أمر ضروري , فالتفرقة في المعاملة بين الزوجات أمر لا ينبغي أن يمارسه زوج عاقل , فليعامل الزوج نساءه معاملة حسنة حتى يسير مركب حياتهم الزوجية بهدوء على بحار السعادة والطمأنينة والأمان. وفي الختام أقول ان التحقيق جيد لا سيما عند بحث مثل هذه الأمور الاسلامية التي تهم المرأة والرجل على حد سواء , وأعود وأقول ان الاسلام لا يرضى بالظلم فمتى ما استطاع الزوج ان يكون عادلا فليتزوج (مثنى وثلاث ورباع) كما جاء في القرآن.. ولا مبدل لشرع الله. مريم محمود السناني المبرز قصاصة للتحقيق