على مدى الأسابيع الماضية تحدثت عن أهمية دمج الطب الغربي والشرقي في الجامعات والمستشفيات بناء على خبرات الدول الأوروبية والأمريكية . وهأنذا اليوم اشير الى تقرير آخر نشر من كلية الطب بجامعة أريزونا بالولايات المتحدةالأمريكية عن أهمية الطب التكاملي في حل أزمة ارتفاع التكاليف. سواء من حيث الاجور أو التجهيز مقارنة بالطب التقليدي. مما أدى إلى الكثير من المستشفيات والعيادات الى الاتحاد بعضها ببعض لعدم قدرتها على الاستمرار أو توفير الأجهزة المطلوبة والاعتماد على التكنولوجيا وحدها. فالطب التكاملي له جذوره العميقة. وهو ليس بدعة. كما ان إقبال المرضى عليه زاد بكثير عن الطب التقليدي. فلماذا نقف أمام إرادة المرضى والممارسين؟ ولماذا لا نشاركهم في آرائهم وأفكارهم والاستفادة من تجاربهم؟ لماذا لا نعطيهم الوقت الكافي للتحدث عن مشاكلهم الصحية؟ ولماذا لا نساعدهم ونقدم لهم العلاج بكل السبل والطرق العلاجية؟ ولماذا لا نفتح الباب امام فهم ودراسة ومعرفة التجارب العلاجية الاخرى ؟ هذه بعض الأسئلة التي تحتاج إلى إجابه. فإن العلم الحديث لم يقف ولن يتوقف ، فكل هذه الاكتشافات الحالية كانت لها جذور بالماضي ولكن بفعل البحث العلمي والدراسات اكتشف نفعها وفائدتها. فكم دواء اكتشف أنه يعالج مرضا معينا ثم بعد سنوات يتضح انه يؤدي إلى عدة أمراض أو الى الوفاة بسبب آثاره الجانبية. وهذا ينطبق ايضا على استخدام بعض الأجهزة الطبية وبعد حين يعترف بها ويوقف استخدامها أو منعها. إذا فلنواجه هذه الحقائق العلمية وليتحد الأطباء جميعا بكل تخصصاتهم لمنفعة المرضى ولخدمة مستقبل الطب في بلادنا. فإحجام مدارس الطب عن تدريس أنواع الطب التكاملي أو البديل سيؤدي إلى مشاكل كبرى ويجعل طبيب المستقبل لا يهتم باكتشاف ومعرفة فوائد العلاج الحديث. ويجعل المريض يتخبط باختيار العلاج والطبيب المناسب مما يضطره إلى استخدامه بطرق غير رسمية . نحن لا نقول أن تستخدم جميع أنواع الطب التكاملي. فبعضها مبالغ وخطر وغير مؤثر وليس مفيدا وغير معترف به. بل يصنف المعترف به وتصادق عليه المؤسسات الصحية. ثم نحاول دمجة وتدريسه بنظام جديد لنلبي حاجة وطلبات المرضى والممارسين من الفريقين بإشراف الوزارة. فلنستفد من خبرة الآخرين سواء بالصين أو أمريكا أو أوروبا. فهم ليسوا بأحسن منا. لقد استخدموه وتم تطبيقه لديهم لسنوات ومن ثم اتخذوا القرارات المناسبة بشأنه ووضعوا القوانين الخاصة بالممارسة والدراسة. فكم اجتماع للمسؤولين وعمداء الكليات والأكاديمين عقد وخرجوا بالتوصيات بضرورة تدريسه لأطباء المستقبل وأطباء الدراسات العليا واضافة بعض المواد في البرنامج الدراسي. فالمطلوب من المسؤولين هو المبادرة والحماس والاقتناع بأهميته والدعوة لطلاب الطب والعلوم الطبية والأطباء بالانخراط لتلبية مطالب الكثير من المهتمين والمرضى لإرضائهم. فهل نرى في يوم من الأيام أن هذه الأماني والأحلام قد تحققت وأصبحت من الواقع؟ الدكتور إبراهيم عبدالوهاب الصحاف [email protected]