تحدثت في الإسبوع الماضي عن أهمية دمج وتدريس الطب الغربي والشرقي بالكليات والمستشفيات وجميع القطاعات الطبية والتعليمية أسوة بتجارب وخبرات الدول الأخرى. وأثناء حضوري للمشاركة بورقة عمل بمؤتمر الكويت الدولي للعلاج الطبيعي الاسبوع الماضي تعرفت الى سعادة البروفوسور سامي بن صالح العبدالوهاب رئيس قسم علوم التأهيل الطبي بكلية العلوم الطبية التطبيقية بجامعة الملك سعود. وكانت اللقاء فرصة لمناقشة بعض المواضيع التعليمية بالتدريس والتدريب والبحث العلمي. وتطرقنا الى موضوع دمج العلاج بالوخز بالإبر الصينية لتدريسه للطلاب لعلاج بعض الأمراض التي تعالج بالعلاج الطبيعي وخاصة الآلام. بروفسور العبدالوهاب افاد بأن بعض المحاضرين بالكلية الذين لديهم بعض المعلومات يدرسون الطلاب. ولكن كمحاضرات ومعلومات بسيطة جدا للتعريف بها وكيفية استخدامها في علاج بعض الحالات المرضية في مجال العلاج الطبيعي. واتفقنا على ضرورة توفير المصادر العلمية مدعومة بالأبحاث التي أجريت ونشرت في مجال نجاح العلاج بالإبر الصينية أو أي نوع من الطب التكاملي ليسهل على الممارسين والأكاديميين باقتنائها وبالتالي تطبيقها وتدريسها. وهذا كلام علمي ومنطقي ولا غبارعلية وقد أبديت استعدادي لتوفيرها لجميع المهتمين. أيضا تم التأكيد على ضرورة تبني بعض الجامعات والمستشفيات والباحثين وغيرهم اجراء الدراسات والأبحاث الضرورية وتسهيل كل المعوقات لإنجاز ذلك سواء بالدعم المادي والمعنوي أواتخاذ القرارات اللازمة من المسؤولين. لعلي أرجع الى أيام الدراسة بكلية الطب عندما سمعت بالعلاج بالإبر الصينية عن طريق الأساتذة الأفاضل. والذين سمعوا عنها أثناء وجودهم في أمريكا وأوروبا للدراسة وبقيت في ذاكرتي حتى بعد التخرج. وعندما عملت بالمستشفى بقسم جراحة المخ والأعصاب لاحظت معاناة المرضى مع الألم وحينها فكرت بالعلاج بالإبر الصينية. ومن هنا بدأت فكرة التخصص . فلولا ورود ذكر استخدامها في إحدى المحاضرات بالجامعة ربما تأخرت معرفتي بها ولما حصلت على الشهادة . وهكذا فلو كل أكاديمي وطبيب بالكلية والمستشفى التابعة في اقسام الطب والصيدلة والعلوم المساعدة وغيرها أعطى ولو نبذة للطلاب أو المرضى عن العلاجات الأخرى. وترك المجال لهم للبحث واتخاذ القرار لتمكنا من نشر فائدة العلوم. ومحاولة دمجها بعضها ببعض حتى تنتشر بين الأوساط العلمية والمهتمين والمرضى . هذا يعتبر أول اللبنات لبناء ومد الجسور والتعاون وعندها ينطبق المثل القائل (( أول الغيث قطرة)). الدكتور ابراهيم عبدالوهاب الصحاف [email protected]