الابداع في كتابة القصيدة مطلب الجميع شعراء ومتلقين وهو حالة من التفوق والتميز في النصوص الشعرية تتحكم في تشكيلها عوامل كثيرة منها الموهبة الصادقة وقدرات أخرى يهبها الله لمن يشاء , وعندما نقول أن فلانا أبدع في قصيدة ما فليس شرطا أننا نعني بذلك معنى كلمة الابداع لغة ولكن ما نعنيه هوأننا أمام قصيدة ذات طابع معين ولها روح تجعل من يقرأها ويستمع اليها يقف وقفة اعجاب بالقصيدة وصاحبها وبالشعر ككل .. وكما أنه مطلب الجميع فإنه في نفس الوقت لا يتأتى للجميع أيضا فليس كل شاعر مبدع مع أنه شاعر ومشهود له بشاعريته , وليست كل قصيدة قصيدة مع أنها في ظاهرها تبدو كذلك .. ومن هنا لا نطالب الجميع بأن يكونوا مبدعين لأن هذا المطلب عسير ولأن الابداع حالة لا تصنعها تدخلات خارجية وانما تخلق مع شخصية المبدع وارتباطها وثيق جدا بموهبة الشاعر .ما يحق لنا المطالبة به في زمن كثرة الشعراء وكثرة القصائد هو ما يسمى بالقصيدة المكتملة .. وهذا يعتبرالحد الأدنى المطلوب من كل شاعر وشاعرة لهم أسماؤهم وتجاوزوا مرحلة البدايات , نعم , ليس من المقبول أن يظهر علينا شاعر تردد اسمه في الساحة كثيرا وعبر وسائل الاعلام , ليس مقبولا منه أن يظهر علينا بقصيدة غير مكتملة سواء من ناحية اللغة أو القافية ( نعني هنا بالقافية أن تكون خالية من عسف المفردة وفيها التزام تام بشروط القافية المعروفة ) وغيره من عناصر القصيدة المهمة ونجد مع ذلك من يصفق له ويصفه بالابداع ويمنحه ألقابا لا علاقة لها بشاعريته المهترئة من قريب أو بعيد !! الشاعر الحقيقي هو فقط القادر على كتابة القصيدة المكتملة وقد يصل يوما ما الى مرحلة الابداع , وهذا شيء طبيعي فقصائد الحد الأدنى التي ننادي بها ونعني بها هنا المكتملة كما قلنا لغة وقافية هي الطريق الوحيد الموصل لهذه المرحلة , وباختصار فإن كل قصيدة فيها ابداع هي بطبيعة الحال مكتملة وليس من الشرط أن تكون كل قصيدة مكتملة فيها ابداع.