في ضوء الحديث عن دور اللوبي الصهيوني في التأثير على السياسة الخارجية الأمريكية، أكد فواز جرجس، بروفيسور العلاقات الدولية بجامعة لندن، أن اللوبي الصهيوني يلعب دورا مهما في الداخل الأمريكي، كما أن لجنة الشئون العامة الأمريكية الإسرائيلية "ايباك" تعتبر جزءً لا يتجزأ من منظومة ثقافية وإعلامية وسياسية تتفاعل مع مراكز صنع القرار في الولاياتالمتحدةالأمريكية خاصة الكونجرس الأمريكي. وأشار خلال لقاء مع برنامج حوار الليلة على قناة Sky News العربية إلى أن دور ايباك على الرغم من أهميته إلا أنه يجب عدم المبالغة فيه خاصة وأن السياسة الخارجية الأمريكية تتأثر بمجموعة من الأمور، خاصة تلك المتعلقة بالداخل، لافتا إلى أنه من غير الإنصاف مقارنة الجاليات العربية بالجاليات اليهودية بأمريكا، حيث إن الجالية اليهودية متجذرة في أمريكا. وأفاد بأن الولاياتالمتحدة يوجد بها الكثير من الجاليات مثل الجالية اليهودية والأرمينية، ولكن الغلبة والتنظيم دائما للوبي اليهودي والذي لا يقارن به سوى الجيش الأمريكي. ولفت إلى أن إسرائيل ليست قضية سياسة خارجية أمريكية ولكنها أساس من أسس السياسة الخارجية الأمريكية. وأضاف أن نائب الرئيس الأمريكي أعلن في لقائه مع الايباك أن المصلحة الأمريكية الحيوية تتمثل في أمن إسرائيل، لافتا إلى أن أهمية الايباك تكمن في القدرة على التأثير الثقافي والإعلامي والمادي، وأن ايباك لا تمثل الجالية اليهودية ولكنها تمثل اليمين الأمريكي اليهودي والمسيحي. وأوضح أن ايباك لعبت دورا مهما في التأثير على اتجاهات التصويت سلبيا لباراك أوباما، ولكن أكثر من 60% من يهود أمريكا صوتوا لأوباما على الرغم من أن الحملة ضده كانت شرسة، للغاية لافتا إلى أن طبيعة ونوعية المساعدات الأمريكية لإسرائيل لن تشهد أي تراجع. وأكد أن السياسة الخارجية لا تهم المواطن الأمريكي بشكل كبير ولكن ما يشغله في المقام الأول هو الأوضاع الداخلية، بينما تهتم الإدارة الأمريكية بالسياسة الخارجية بما يحقق مصلحة إسرائيل والولاياتالمتحدة. وأشار إلى أن السياسة الخارجية الأمريكية تدار وفقاً لمجموعة من المحددات الخاصة بالأمن القومي الأمريكي، وهو ما اتضح في رغبة أوباما عندما تولى الحكم في إنهاء القضية الفلسطينية ولكن الضغوط التي تعرض لها من قِبل الإسرائيليين دفعته إلى الخارج. وفي نفس الإطار أكد زياد العسيلي، رئيس فريق العمل الأمريكي من أجل فلسطين، أن ايباك تمكنت بشدة من أن تفهم زوايا صنع القرار الأمريكي ووضعت أساساً للتعامل معها من أجل التأثير على مخرجات عملية صنع القرار الأمريكي. ولفت إلى أن ايباك منتشرة وتعمل على التأثير على الكونجرس، الأمر الذي يتطلب إخضاعها إلى مزيد من الدراسة. وأشار إلى أن مقارنة المؤسسات العربية بالمؤسسات اليهودية أمر مجحف بالنسبة للمؤسسات العربية، حيث إن اليهود جاءوا إلى أمريكا منذ وصول كولومبس وعندما قامت دولة إسرائيل أعلن اليهود الأمريكان دعمهم الكامل لها.